حالة من الخوف تسيطر على مزارعي القمح في مختلف المحافظات تلك الأيام، بسبب تخوفهم من صعوبة توفير السولار لحصاد قرابة 3 ملايين و415 ألف فدان قمح، وتشغيل آلات الحصاد والدرس والنقل، وتوريد محصولهم إلى الشون، وتشغيل محطات ورفع مياه الري وجرارات الحرث ما بعد الحصاد. تفشل حكومة الانقلاب كل عام في توفير السولار اللازم للآلات المستخدمة في عملية حصاد القمح، مما يجعل المزارع فريسة في أيدي تجار السوق السوداء والمتلاعبين في أسعار تأجير ماكينات الري والحصاد وعملية النقل. يتزامن موسم الحصاد هذا العام، مع تصاعد أزمة نقص السولار في أغلب المحافظات، حيث يعاني سائقو سيارات النقل الثقيل والحافلات في الحصول على السولار، وما هى إلا أيام قليلة ولتنضم إليها آلات الحصاد. قال عدد من المزارعين: إن تجار السوق السوداء يعملون منذ فترة على تخزين كميات كبيرة من السولار من أجل اسغلالها في فترة الحصاد في ظل غياب كامل من الدولة والأجهزة الرقابية وقوات الشرطة، فضلا عن تواطؤ واضح مع بعضهم، مؤكدين عدم استطاعتهم تحمل أي نفقات إضافية في تكاليف الزراعة المحصول هذا العام، نظرًا لتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد والمعاناة التي تعرضوا لها طوال الموسم، فضلا عن غياب دور الدولة في دعم المزارعين. ومن جانبه، قال رشدي عرنوط -نائب نقيب عام الفلاحين بالصعيد-: "إن أهم ما يؤرق الفلاح هو نقص السولار الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار الميكنة الزراعية منذ بداية حصاد محصول القمح حتى التوريد". وأضاف -في تصريحات صحفية- " ليالي حصاد القمح كانت قديمًا ليالي عيد وفرحة وموسم، والآن موسم الحصاد يأتي وسط ترقب وخوف منذ بداية زراعته حتى حصاده، خوفًا من عدم وجود المياه الكافية، واستغلال أصحاب ماكينات الري لرفع الأسعار بسب أزمة السولار وارتفاع أسعار ماكينات الدريس والنقل".