لفظ أحمد إسماعيل الدوح، أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى الدمرداش العام بسبب تقصير أطباء المستشفى فى إسعافه بعدما ظل حائراً بين مستشقى "قصر العينى" و"الدمرداش" طوال 5 أيام لتنتهى حياة طفل لم تبدأ بسبب الإهمال الجسيم من قبل نظام دولة بأكملها لم تعرف للضمير ولا الإنسانية مكان فى قاموسها. التلميذ أحمد، كان يمثل كل شيء لوالديه، فهو الحلم الذي تمنى والده أن يكبر ليراه طبيبًا أومهندساً، لكن يد الإهمال كانت أقرب لتحويل هذا الحلم إلى كابوس، بعد أن تعرض الطفل وهو تلميذ بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة كرداسة التجريبية، للصعق بالكهرباء، على بعد أمتار من مدرسته. وكان الطفل يلهو مع زملائه بعد خروجه مبكرًا من المدرسة، عندما دخل في "كشك الكهرباء" المفتوح، لتصعقه الكهرباء، وسارع مدرس، وهو صديق لوالده، بمعاونة بعض الذين تصادف وجودهم لحظة الحادث لإنقاذه، وتم نقله إلى مستشفى قصر العيني الذي رفض استقباله لعدم وجود مكان شاغر بغرفة العناية المركزة. وقال صديق لوالد الطفل وهو مدرس بالمدرسة المجاورة لمدرسته: إنهم بعد الحادث توجهوا به لمستشفي قصر العيني مع بعض الطلاب فرفض المستشفي تسلمه لأن حجرة العناية المركزة "مش فاضية" كما أخبروهم. وتابع:"بعد انتظار أربع ساعات أعطونا رقم 137 للاتصال به، وكانت هذه المرة الأولى التي نعرف فيها أن هذا رقم طوارئ فرد علينا الدكتور المختص وقال "اتصلوا بينا بعد كده ورفع السماعة حتى لا يستقبل حالات أخرى". واستمر الطفل لعدة ساعات يصارع الموت حتى تمكن والده من إيجاد مكان له بمستشفى الدمرداش، وظل لعدة أيام داخل غرفة الرعاية في غيبوبة كاملة، نتيجة إصابته بحروق في جسده بنسبة 60% من الدرجة الأولى، ونزيف بالمخ وشلل تام في جميع أعصاب الجسم وتدمير كلى بالخلايا الجذعية، وظلت أسرته تتمسك بالأمل في إنقاذ حياته، لكن جسد الطفل الصغير لم يصمد أمام كل ما أصابه. والد الطفل إسماعيل الدوح بدا وكأنه في كابوس وهو يردد قائلاً: "مش عارف أشكو لمين، أشكو إهمال وأخطاء وزارة التربية والتعليم وأخطاء وزارة الكهرباء، هو أنا غلطان أنى وديت ابني المدرسة يتعلم فى بلد ما فيش فيها رقابة، عايز المسئول يتحاسب علشان اللى حصل لابني ما يحصلش لحد تاني، قالولي إن فى كابل عريان خلف سور المدارس والكابل له فترة محدش بيسأل فيه وابنى حصله الحادث أثناء خروجه من المدرسة". وتساءل: "أين كان مشرف الفصول وحارس المدرسة أثناء خروج ابنى وزملائه من المدرسة قبل انتهاء اليوم الدراسى؟ ولماذا ترك المسئولون كابلا كهربائيا مكشوفا بمنطقة يحتشد بها تلاميذ حيث إن بها مجمع للمدارس"؟ وكانت المفاجأة الثانية مع وصول الطفل للمستشفى الدمرداش، حسب رواية عم الطفل فلم تكن تلك الطامة الوحيدة، فاستقبل طبيب المستشفى صراخ وبكاء والدته، وتوسلاته لمحاولة إسعاف نجله المحترق بقول: "ابنك ميت ميت.. عندنا حالات أهم منه بكتير"، واستمر الطفل بجسده المحترق، وتأوهاته المستمرة يصارع الموت، فيما رفضت عربة الإسعاف نفله، فقاموا بحمله بأحد العربيات الخاصة لمستشفى الدمرداش، ويقول الرجل إن تلك المستشفى لم تكن بها الأدوية المطلوبة إو الإسعافات اللازمة: "أزاي مستشفى جامعي للأطفال زي كده وميبقاش فيه أدوية ولا معدادات كافية". ظل الطفل يصارع الموت على فراش مستشفى الدمرداش، خمسة أيام، منذ الثلاثاء المنقضي حتى توفى أمس الأحد بعدما توقفت جميع أجهزة جسمه عن العمل. https://www.youtube.com/watch?v=ONNTQRATg8o&t=13