"رجاء ربط الأحزمة" استعدادا لحراك نضالى واسع وحاشد فى الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وموجة ثورية جديدة فى معركة الحق والباطل بين الثورة وأحرارها، والدولة العميقة العقيمة بعسكرها وفلولها، والتى تحمل فى طياتها بارقة أمل لقرب إزاحة الانقلاب وزبانيته وعودة العسكر إلى ثكناته واستعادة الشرعية الثورية ومحاسبة كل من تسبب فى إراقة الدماء واستباحة الأعراض وتخريب البلاد. ومخطئ من يظن أن الأحداث المتلاحقة التى شهدتها المنطقة العربية مؤخرا يمكن أن تنال من ثوار يخرجون عن عقيدة ثابتة ويتحركون بإيمان راسخ ويناضلون بعزم حديد، لا يلتفتون لم تخاذل أو تنازل ولا يرضون الدنية فى دينهم أو وطنهم أو عرضهم، ويدركون أن المعركة فارقة بين معسكر الحق الذى يبحث عن حرية الوطن وكرامة الشعب ومعسكر الدولة البوليسية التى ترسخ للكبت والقهر والظلم وتكميم الأفواه. ومع العد التنازلى ليوم 25 يناير لا يمكن تجاهل حجم الشائعات التى يسوقها إعلام الانقلاب من أجل تشتيت الثوار فى معارك جانبية أو تفكيك وحدة الصف التى ألفت بين قلوب الثوار طوال 18 شهرا نضاليا ضد الانقلاب الفاشل، ومحاولات تسبيط الهمم أو بث الطمأنينة إلى ثوار وتسريب الشعور بالخلاص عبر شائعات انقلاب العسكر على قائدهم. ولم ينس الثوار بعد الدور الذى لعبه العسكر إبان ثورة 25 يناير من أجل تخدير الثوار واستيعاب الحراك، وتوفير ممر آمن لنظام مبارك، وهو الدور الذى اعترف به حمدى بدين عضو المجلس العسكرى آنذاك، علانية دون خجل أو اكتراث من ردود فعل غاضبة، حيث أكد فى تصريحات متلفزة أنه تخصص فى تسريب الشائعات بين ثوار الميدان من عينة القبض على الوزير الفلانى أو محاكمة المسئول العلانى، كلما ترامى إلى مسامعه عن حراك ثورى صوب القصر الرئاسى أو تصاعد المطالب الثورية. هو هو الدور نفسه الذى يمارسه العسكر دون تبديل أو تغير معتمدا على ذاكرة السمك التى تسيطر على أغلبية الشعب ممن اختار مقعد المتفرج، والاكتفاء بلعن النظام بينه بين نفسه والتباكى على ارتفاع الأسعار ورفع الدعم وقمع الداخلية وجنون فواتير الكهرباء والغاز والمياه ثم أخيرا ولا أخرا زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق. ومع شعور عصابة الانقلاب بحجم الحراك المتنامى والصامد، وعزم الثوار على انتزاع ما سلبه العسكر قهرا فى 3 يوليو الماضى عبر ثورة حقيقية فى 25 يناير المقبل تقضى على الدولة العميقة من جذورها وتطهر ما أفسده مبارك فى 30 عاما وتجتث ما غرسه العسكر فى 60 عاما، بدأت تخرج شائعات من إعلاميو الانقلاب تحمل الكثير من المسكنات وتسعى إلى إدخال ؤفقاء الميدان فى معارك جانبية. وليس بمستغرب بعد زيارة فاشلة قام بها قائد الانقلاب إلى الصين يمع خلالها ما يكره حول حكم الفرد، دون مؤسسات ومطالب الجانب الصينى بضرورة أن يؤسس السيسي حزب يحكم البلاد من خلاله بعد أن تراجعت شعبيته وفقد الظهير الشعبى المناصر، أن تخرج أصوات بين المهللين للتأكيد على زهد قائد الانقلاب وتصريحاته بأنه قد لا يكمل مدته الرئاسية. أحمد موسى –المذيع الأمنجى الانقلابى- خرج فى رسالة مباشرة من بكين، زعم خلالها أن قائد الانقلاب رد على مطالب الحزب الحاكم فى الصين بأنه قد لا يكمل مدته الرئاسية حتى أخرها، وأنه لو قدر له أن يكملها، فلن ينتوى الترشح لمدة جديدة. تصريحات ملفقة من أحد عملاء الانقلاب، تهدف إلى تسريب شعور كاذب إلى الثوار من شأنها الصبر على هذا السيسي وعدم الخروج فى مسيرات مناهضة أو إعادة لحمة الصف الثورى، والتأنى حتى يرحل هو دواعية دون إراقة دماء أو وقوع اشتباكات. د.أحمد عبد العزيز -مستشار الرئيس محمد مرسي- أكد أن التصريحات التى أدلى بها الإعلامي الانقلابي، حول ما صرح به السيسي للصحفيين عن عدم ترشحه لولاية ثانية واحتمالية عدم إكماله الفترة الحالية، ما هي إلا "قنبلة غاز كثيفة" للتعتيم على فشل زيارة الانقلابي للصين. وقال -في تدوينة له اليوم، عبر فيس بوك-: "المخبر أحمد موسى يطلق قنبلة كثيفة الدخان من الصين؛ للتعتيم على فشل زيارة السفاح الذليل زعيم عصابة الانقلاب، وأن تصريحات الأمنجى هدفها الأساسي إحداث حالة من الجدل حول التصريحات للتغطية على فشله في زيارة الصين. ومن يقرأ سيناريو الأحداث ويبحث فى تاريخ العسكر يدرك جيدا أن قواد الانقلاب وسارقى الشعوب لا يرحلون إلا إلى مثواهم الأخير، لذلك لا يمكن الثقة فى حديث عن انشقاق داخلى بين قواد العسكر المبايعين لقائدهم أو الالتفات إلى تصريحات عن تحضير صدقى صبحى وزير دفاع الانقلاب ليكون بديلا لسابقه على أن يجرى مصالحة شاملة ويعيد شتات الشعب الذى شارك بنفسه فى تمزيقه. ومع اقتراب 25 يناير وبقاء 30 يوما فقط على "الآزفة"، زاد سحرة الانقلاب من إفراد ساعات الهواء بالحديث مثلث التخدير، "الجان والمس" ثم رد المؤسسة الدينية عن حلقات الشعوذة والدجل، فى محاولة واهمة لإلهاء الشعب، ثم تنامى الحديث عن "الإلحاد والملحدين" ومقاهى الملحدين وأخذ الشعب إلى نفق جدالى حول أسبابه ودوافعه وتأثيره، وتزايد الحديث عن "الجنس" إلا أن الشعب الذى ثار على المخلوع وصمت 18 يوما فى ميدان التحرير لإسقاط الصنم، لن يقبل بالتراجع أو الاستماع لمن ضلل وزيف وزور وخان.
وقبل أن تشمر عن ساعدك فى اتجاه الميدان يجب أن تقرأ البيان العمالى الذى أكد على الدخول فى إضراب عام يوم 25 يناير ومواجهة حكومة العسكر وإسقاط الانقلاب، إلى جانب ثوار الوطن وطلابه وحرائره.. وأبشروا بنصر قريب.