لم يعرف العرب التألق عالميا فى ساحات كرة القدم مثلما صنعوا لوحة جمالية براقة فى كأس العالم للأندية، تلك البطولة التى أطلقها "فيفا" مطلع القرن الجديد من أجل تعويض بطولة "نصف العالم" انتركونتينتال، لم تغب عنها يوما شمس أندية أبناء لغة الضاد وتركوا خلالها بكثير من السخاء انجازات للتاريخ. العالمى يتألق والرجاء يقنع البداية كانت فى المحطة البرازيلية فى عام 2000، عندما اجتمع أكابر كرة القدم فى القارات الست فى بلاد السامبا بحثا عن أول ألقاب البطولة الوليدة، وبطبيعة الحال حضر العرب بقوة من خلال العالمى السعودى النصر والرجاء المغربى، إلى جوار ثنائى القارة العجوز ريال مدريد ومانشستر يونايتد، وثنائى السيليساكورينثيانز باوليستا وفاسكو دا جاما، مع وجود نيكاكسا المكسيكى وجنوب ملبورن الإسترالى. الظهور العربى الأول لم يكن مخيبا على الإطلاق خاصة إذا حملت النتائج حصول الملكى الإسبانى على المركز الرابع وشياطين إنجلترا الحمر على المركز الخامس، فى ظل سيطرة لاتينة مطلقة على ثالوث التتويج بانتزاع كورينثيانز اللقب على حساب مواطنه فاسكو دى جاما الوصيف، وحل نيكاكسا ثالثا. وشهدت البطولة أول هدف يحمل بصمة عربية عبر نجم النصر فهد الهريفى فى شباك ريال مدريد، كما منح العالمى العرب أو فوز فى البطولة على حساب ممثل العرب الآخر الرجاء، فى ملحمة مثيرة شهدت سبعة أهداف. العميد يقترب والأهلى يقص الشريط ومع توقف البطولة ل4 أعوام متتالية بسبب متاعب مالية لشريك "فيفا" فى التنظيم، منحت اليابان قبلة الحياة للبطولة من جديد فى عام 2005، وفتحت بدورها ذراعها لمشاركة عربية مميزة، بحضور الأهلى المصرى والاتحاد السعودى، إلى جانب ليفربول وساوباولو البرازيلى وديبورتيفو سابريسا الكوستاريكى، وسيدنى الأسترالى. ومنح العميد السعودى العرب الظهور الأول فى المربع الذهبى بعد عروض مميزة لينهى البطولة فى المركز الرابع، فيما سجل نادى القرن الإفريقي مشاركة شرفية باحتلال قاع الترتيب ومنحه مهاجمه عماد متعب البصمة الوحيدة بهدف فتح شهية الأهلوية لعودة قوية، فيما تواصلت الهيمنة اللاتينية على البطولة بانتزاع ساوباولو اللقب من بين أنياب العملاق الإنجليزي الليفر. الأهلى يعانق المجد وعاد الأهلى فى نسخة 2006 ليحمل بمفرده –هذه المرة- مهمة الدفاع عن الكرة العربية، وكان السفيرالمصرى فى الموعد تماما، ومنح العرب أولى الميداليات العالمية باحتلال المركز الثالث بعد عروض مذهلة كان نجمها الأول محمد أبو تريكة الذى توج هداف البطولة ب 3 أهداف على حساب رونالدينيو وإيتو وديكو، إلا أن االسيطرة اللاتينة بقيت حاضرة رغم ظهور برشلونة الإسبانى بعدما نجح فريق انترناسونال البرازيلى فى سرقة اللقب من الكتلان، واحتل من المركز الرابع للأخير فرق كلوب أمريكا المكسيكى، وجيونبك هيونداي الكوري الجنوبي، وأوكلاند سيتى. النجم الساحلى رابعا نسخة 2007 فى اليابان لم تغب عنها الشمس العربية وإن رحبت بالوافد الجديد القادم من تونس فريق النجم الساحلى بعناصره الواعدة، ولم يخيب أبناء الخضراء ورفاق أمين الشرميطي طموحات العرب وسجلوا حضور لافت فى المربع الذهبى انتهى بهم فى المركز الرابع خلف أواروا ريد اليابانى، فيما كسر فريق ميلان الإيطالى فى وجود اللاعب الأفضل فى العالم –آنذاك- كاكا الاحتكار البرازيلى للبطولة ومنح القارة العجوز اللقب الأول على حساب بوكا جونيورز الأرجنتينى، واكتفى الثلاثي وايتاكيري النيوزيلندى، وباتشوكا المكسيكى، وسباهان أصفهان الإيرانى بالمشاركة الشرفية. الأحمر القاهرى يتراجع وفى عام 2008 عاد الأهلى المصرى من جديد ليحمل آمال العرب فى تجاوز حاجز البرونزية، وكاد عملاق القاهرة أن يسجل انطلاقة قوية فى البطولة لولا الانهيار المفاجئ أمام باتشوكا المكسيكي ليتخلى عند تقدمه بهدفين نظيفين لخسارة بالأربعة، نالت من معنويات أبناء جوزيه وتركتهم فى المركز السادس بعد خسارة ثانية أمام أدلايد يونايتد الأسترالي بهدف نظيف، فيما حافظ مانشستر يونايتد على بقاء البطولة فى أحضان أوروبا وعوض ظهوره المخيب فى النسخة الأولى بفوز ثمين على ليجا دي كويتو الإكوادورى بهدف نظيف، وحل غامبا أوساكا اليابانى ثالثا. الضيافة إماراتية والحضور باهت وجاءت نسخة 2009 لتمنح العرب شرف التنظيم عبر بوابة الإمارات وهى الاستضافة التى أعطت أبناء لغة الضاد بطاقة المشاركة الوحيدة فى البطولة عبر أهلى دبى بطل المسابقة المحلية للبلد المضيف بناء على التعديلات التى أدخلها فيفا على البطولة لزيادة الجماهير، إلا أن فريق الإمارة خسر الافتتاحية أمام أوكلاند الأسترالى بهدفين مخيبين ليتذيل قاع البطولة، ليخرج العرب لأول مرة بلا بصمة ولا أهداف. وعوض برشلونة بطل أوروبا خسارة اللقب فى 2006، وفتح خزانته لاستقبال اللقب العالمى للمرة الأولى بشق الأنفس على حساب إستوديانتس لابلاتا الأرجنتينى رغم تأخره فى النهائى بهدف حتى الدقيقة الأخيرة، وحافظ بوهانج ستيلرز الكوري على بقاء البرونزية أسيوية للمرة الثالثة على التوالى على حساب آتلانتى المكسيكى، فيما خيب مازيمبى الكونجولى الأمال وأكتفى بالمركز السادس.
الوحدة ينهار وفى عام 2010 عاد التنظيم الإماراتى ليمنح العرب البطاقة الوحيدة فى البطولة لصالح الوحدة، والى سجل بدوره انطلاقة مثالية بفوز ثلاثى على فريق جنوب هيكاري النيو جيني، إلا أنه سقط سريعا وبالأربعة سيونجنام الكورى، إلا أن مازيمبى دافع ببسالة عن سمعة الأفارقة وتألق بشكل لافت ليمنح القارة السمراء الظهور الأول فى النهائى مكتفيا بالميدالية الفضية خلف انتر ميلان الإيطالى الذى أعاد اللقب للطليان تحت قيادة المخضرم مورينيو، وتراجعت الكرة اللاتينية للمرة الأولى للمركز الثالث على يد إنترناسونالى البرازيلى. السد يرفع الرأس والترجى يمتع نسخة 2011 عادت التنظيم إلى بلاد الشمس المشرقة وعاد للعرب للمشاركة من مقاعد الأبطال وليس من بوابة المضيفين، فكان الظهور لافتا والنتائج مغايرة والإنجازات حاضرة، حيث أبدع السد القطر بطل أسيا ليعادل إنجاز الأهلى المصرى وينتزع البرونزية على حساب كاشيوا ريسول اليابانى، واكتفى الترجى التونسي فى ظهوره الأول بالمركز السادس خلف مونتيرى المكسيكى وأمام أوكلاند الأسترالى الذى سجل حضوره الثالث فى الحدث العالمى، بينما منح الأسطورة ليونيل ميسى اللقب لفريق برشلونة للمرة الثانية على حساب سانتوس البرازيلى الذى لم يشفع له وجود نيمار بين صفوف، ليصبح البارسا أول نادى يحصد اللقب مرتين. مونديال القديس تريكة وفى 2012 سجل الأهلى المصرى وأوكلاند الأسترالى الظهور الرابع فى البطولة كأكثر الأندية مشاركة، وكاد الفارس الأحمر أن يستعيد ذكريات الأبداع فى أقصى الشرق الأسيوي عندما قاده القديس أبو تريكة لفوز مثالى فى الدور الأول على سانفريس هيروشيما اليابانى بهدفين لهدف، إلا أن الحظ لم يساند الفريق المصرى أمام كورينثيانز البرازيلى فى نصف النهائى ليسقط بهدف نظيف ويكتفى بعدها بالمركز الرابع خلف مونتيرى المكسيكى، فيما أعاد ابناء السامبا اللقب لأحضان القارة اللاتينية بفوز مستحق على تشلسى الإنجليزى فى النهائى. الرجاء يسطر التاريخ.. والأهلى يكتفى بالخامسة وفى 2013 حط الأهلى رحاله من جديد فى المونديال ممثلا عن إفريقيا للمرة الخامسة فى إنجاز رائع، وطار بقيادة نجمه أبو تريكة إلى المغرب التى نالت شرف الضيافة، ومنحت على إثرها فريق الرجاء المشاركة من مقعد أصحاب الأرض، وفى الوقت الذى خالف فيه سيد كرة إفريقيا التوقعات وحل فى المركز السادس بالخسارة المخيبة أمام جوانجزو إيفرجراند الصينى، سجل صاحب الأرض حضورا ملحما وقاد العرب إلى أول نهائى فى التاريخ بعد 3 انتصارات متتالية على حساب أوكلاند- فى مشاركته الخامسة- بهدفين لهدف، ثم مونتيرى المكيسكى بالنتيجة ذاتها، قبل أن يطيح بأتليتيكو مينيرو البرازيلى فى حضرة رونالدينيو وبالثلاثة، لضرب موعدا على الذهب مع بايرن ميونيخ حسمه الفريق البافارى بهدفين دون رد وينتزع المغاربة الفضية العربية الأولى والثانية إفريقيا، فيما أكتفى رونالدينيو ورفاقه بالبرونزية. سطيف يحمل آمال العرب النسخة ال11 للبطولة والتى تستضيفها المغرب الآن، تفتح صفحة جديدة أمام مغامرة عربية بطلها هذه المرة ممثل الكرة الجزائرية وفاق سطيف المنتشى باللقب الإفريقي، والذى يدافع بمفرده عن سمعة الكرة العربية عندما يقص شريط المباريات السبت المقبل فى موقعة ثأر عربية أمام أوكلاند سيتى فى مشاركته السادسة –رقم قياسى- والذى حرم العرب من بقاء ممثليها حتى النهاية وأطاح فى الافتتاح بصاحب الأرض المغرب التطوانى عبر ركلات الترجيح.