الحملة القمعية الشرسة التي تشنها الحكومة المصرية ضد المعارضة لم تعد مقتصرة على الإسلاميين، بل امتدت لتطال الفنانيين والمبدعين المصريين، الذين قوبلت انتقاداتهم للنظام إما بالحظر أو الهجوم الإعلامي أو رفع دعاوى قضائية، رغم كون بعضهم من معارضي الإخوان المسلمين.. في السطور التالية نستعرض أبرز ما قالته الصحف الأجنبية عن هذا الموضوع: قالت صحيفة "إنترناشيونال بيزنس تايمز": "إن رفع دعوى قضائية على الفنان المصري خالد أبو النجا بسبب انتقاده للسيسي ونظامه دليلٌ قوي على قمع الدولة البوليسية المصرية لحرية التعبير"، مشيرة إلى المناخ القمعي الذي يعيشه المعارضون في مصر، حيث واجه أبو النجا انتقادات لاذعة واتهامات بالخيانة لمجرد قوله "إذا لم يتمكن السيسي من تأمين البلاد مع الحفاظ على حقوق الإنسان، ولا يعرف كيف يتعامل مع منصبه، فأعتقد أنه يرحل أفضل". وفي السياق ذاته، وتحت عنوان "مصر تواجه نوعًا جديدًا من الأنظمة الأكثر قسوة في القمع"، سلطت صحيفة "يو إس توداي" الأمريكية الضوء على مستوى القمع غير المسبوق الذي يمارسه النظام الحالي، مستشهدة بما حدث مع المذيع الساخر باسم يوسف، المعروف بجون ستيوارت المصري، بإغلاق برنامجه "البرنامج" بعد مواجهة ضغوط كبيرة، مما يؤكد أنه علامة واضحة على تراجع حرية التعبير، حيث يقال إن المناخ لا يسمح بالسخرية السياسية. حمزة نمرة وتطرق موقع "يور ميدل إيست" الأمريكي إلى منع أغاني حمزة نمرة، قائلا: "إن هذه الخطوة من الإذاعة المصرية لحظر أغاني الفنان المصري والأيقونة الموسيقية للثورة أثار الجدل بين نشطاء حقوق الإنسان الذين وصفوه بأنه بمحاولة أخرى لإسكات المعارضة وجزء من الحملة التي تقودها الحكومة ضد الصوت المعارض، مشيرا إلى ما قاله رئيس الإذاعة المصرية "إن أي أغان موسيقية تنتقد الحكومة غير مناسبة للإذاعة"، مضيفا أن أغانيه اشتهرت عن الثورة والحرية والعدالة الاجتماعية، ولديه قاعدة كبيرة من المعجبين". وتحت عنوان "القمع مستمر في مصر" كتب موقع "ديجيتال جورنال" الكندي "أن جميع أنواع المعارضة من جميع الانتماءات تتعرض للقمع في عهد السيسي، مشيرا إلى ما حدث مع حمزة نمرة، وخالد أبو النجا الذي رفع عليه أحد المحامين دعوى قضائية بأنه مهدد للأمن القومي لمجرد أنه انتقد السيسي، كما انتقد الأنظمة السابقة مثل نظام الإخوان المسلمين الأشد معارضة للنظام الحالي. المخترع الصغير وحول قضية الطالب عبد الله عاصم، قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية: إن المخترع الصغير، الذي لُقب بذلك بعد اختراعه جهازًا يساعد مرضى الشلل النصفي على استخدام الكمبيوتر، رفض العودة إلى مصر مرة أخرى خوفًا من اعتقاله ووضعه في السجن، مثلما فعلوا معه قبل ذلك، كونه يعارض النظام الحاكم، ويؤيد الرئيس المعزول محمد مرسي، وحاول أن يحصل على لجوء في الولاياتالمتحدةالأمريكية. حظر البسمة! كما سلطت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية الضوء على أن الفن الساخر شهد نهضة كبيرة منذ يناير 2011، لكنه بدأ يتعثر من جديد بعد إطاحة الجيش للرئيس المنتخب المصري محمد مرسي، حيث أصبحت وسائل الإعلام الرئيسية مذعنة لمطالب السيسي، رئيس البلاد الجديد، من خلال تكميم الأفواه ومنع الانتقاد للحكومة"، مشيرة إلى ملاحقة المعارضين والنشطاء المؤيدين للديمقراطية في وسائل الإعلام"، كما أصبح الرئيس خطا أحمر، حيث قال أحد الفنانين الساخرين "إن صحيفته أوقفت نشر رسوم الكاريكاتير بعد انتخاب السيسي"، حيث يقول أحد مؤسسي مجلة ساخرة: "إن النظام يخشى فكرة أن شخصا ما لديه تعبير عن الرأي مختلف حتى لو كان حول الكوسة أو البصل".