أزمة خالد أبوالنجا تفتح باب الثورة الفنية.. والعشرات يعلنون رفضهم للقمع "ولأجل ثورة الوطن فلتكن ثورة الفن" كلماتٍ قالها الزعيم الراحل محمد أنور السادات، وتحققت بعد 60 عامًا؛ حيث أصبح الفن جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي في مصر، ثار الفنانون الذين لطالما امتنع الكثير منهم عن الكلام في السياسة منذ قيام ثورة 25 يناير 2011، بات الفن بوقًا يعترض ويؤيد منه الفنانون ومنهم المحايد ومَن التزم الصمت، لكن قلة قليلة فقط مَن أعلى صوته بالرفض وثاروا لفنهم ولوطنهم! رفض مشهدًا مزعمًا أنه سيتكرر، رفض كونه منساقًا بالقيادة الأمنية والعسكرية فنانون خرجوا عن رداءهم الفني ليطلقوا عنان آرائهم السياسية منهم مَن شارك في ثورتي يناير ويونيو ومنهم مَن يعارض النظام الحالي لم يهب سقوطه فنيًا بين معجبيه، لتكن بداية الحكاية منذ ثورة 25 يناير. جيهان فاضل ذات الثورية المتعددة جيهان فاضل ممثلة ذات المواقف السياسية المتعددة بدءًا من ثورة يناير، كانت من أبرز الفنانين المشاركين بين صفوف المتظاهرين منذ بداية الثورة برفقة زوجها، وقد تعرضت لإصابة بسيطة خلال تظاهرات 28 يناير المعروفة باسم "جمعة الغضب" ورأت الفنانة المصرية أن هناك أزمة حقيقية في السينما المصرية منذ سنوات وتفاقمت بعد الثورة، لافتة إلى وجود محاولات كثيرة للخروج منها، إلا أنها كانت كل مرة تبوء بالفشل. وظلت على موقفها حتى المجلس العسكري؛ حيث شددت على ضرورة أن يسلم المجلس العسكري السلطة فورًا، خاصة أنه ارتكب جرائم وانتهاكات لا بد من محاسبته عليها، مشيرة إلى أن المجلس يتعمد في الفشل لعدم تسليم السلطة إلى المدنيين. وكأنما المشهد لم يتغير حتى بعد وصول الإخوان للحكم؛ حيث أعربت الفنانة جيهان فاضل، عن غضبها من السياسات التي يتبعها الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية مؤخرًا، وكذلك اعتقال عضو حركة "حازمون" أحمد عرفة، قائلةً إن "أمن الدولة رجع تاني يخطف الناس من البيوت، يا خسارة الليمون اللي عصرناه علشان ننتخبك يا مرسي، الشعب يريد إسقاط الداخلية، الشعب يريد إسقاط النظام". وهذا هو المعروف عن الفنانة جيهان فاضل لطالما كانت من المشاركات في الثورة ودائمًا تثير الجدل بتصريحاتها، ولكن منذ تولي الرئيس السيسي الحكم لم تصرح بأي أقوال في السياسة. "أبو النجا" سكت دهرًا وعارض جهرًا وعلى خطاها ندد الفنان خالد أبو النجا بعد عامين من تصريحاتها قائلًا: "إذا أردنا أن تتحسن الحالة الأمنية للبلاد، فعلينا أن نقيم مهرجان القاهرة السينمائي في موعده، فمن لغي المهرجان، لابد أن نبحث عنه وتتم محاكمته، فالتفكير العسكري والأمني هيودينا في داهية، ولو فكرنا كده البلد هتضيع، وهو ده التفكير اللى هيخلى الناس تتهجر من بيوتها في سيناء، لأنه حق من حقوق الإنسان، لأنه ما ينفعش تعمل كده علشان تأمن البلد.. مش من حقك، لو انت مش عارف تأمنها من غير ما تاخد حقوق الناس يبقى انت مش عارف تبقى في مكانك". وأضاف أبو النجا: "التفكير الأمني هو أخطر ما يمكن أن يواجهنا.. نلغى مهرجانات ونهجر الناس من بيوتها.. هذا انتهى إحنا عملنا ثورة علشان نلغى ده.. ولو كلنا خوفنا علشان البلد بتضيع.. يبقى انت مش عارف مهمتك.. انت أخذت تفويضًا من الشعب.. وياريت قدامك عدو ذكى، انت قدامك مجموعة من أغبى ما شوفنا". واختتم: "رأيي أن الربيع العربي والثورات العربية كانت أسمى من كل هذا.. وأكدت لفكرة عدم الخوف.. وأن من حقنا أن نختار.. ولو أنت مش قادر تعمل مهمتك.. إحنا خايفين على البلد وده مش معنا إن أنا خاين علشان بقولك أنك لازم تمشى.. غيرك قادر يقوم بده.. أنا آسف جدًا.. انت مش قادر تقوم بده.. امشى.. ارحل.. هنقولها قريب تانى شكلنا". عطية: "المكارثية طالت عقل الكثيرين" وعلى نفس المسار الثوري سار الفنان محمد عطية مدافعًا عن موقف الفنان خالد أبوالنجا، معتبرًا أن معارضة أبوالنجا حكم الإخوان وُجهت إليه الشتائم والاتهامات من أنصارهم، وكنا نسمع حينها شعارات الأخلاق وحرية الرأي من مؤيدي الحكم العسكري، الآن يواجه الإهانات من مؤيدي الحكم العسكري لمجرد إبداء رأيه في فشل السيسي. وأضاف "عطية" في صفحته على "فيس بوك": "الفشل الذي تحدث عنه خالد أصبح واضحًا وضوح الشمس وأنتم تكابرون ولا تنصتون، تهاجمون شخصه ولم يتجرأ أحد على الرد على ما قاله من فشل الحلول الأمنية والفكر العسكري، لقد فقتم عناد الإخوان بمراحل وتخطيتم تبعيتهم العمياء بأشواط، البلد تنهار والحكم العسكري يفشل أمنيًا وحكمًا ومازلتم تكابرون، استمروا حتى تجدوا نكسة جديدة أمام أعينكم". واعتبر أن ما يحدث الآن في مصر هو "مكارثية حديثة، فمع اختلاف الشخصيات المعارضة وفكرهم وتوجهاتهم، الاغتيال الأخلاقي والاتهامات تنال منهم جميعًا، ويوظف الاتهام حسب فكر أو اتجاه الشخصية العامة المعارضة، فنجد باسم يوسف رغم أنه كان بطل فترة حكم الإخوان أصبح ممولًا من أمريكا التي تدعم الإخوان حسب قولهم، سبحان الله، ونجد أبو تريكة الذي لا يختلف اثنان على أخلاقه وإنجازاته التي أسعدت الملايين يتهم بأنه إرهابي الفكر ويدعم الإرهاب". وتابع: أن أبو النجا لم يغير موقفه منذ اندلاع الثورة يوصف بالشذوذ الجنسي لمجرد طرحه رأيًا يوضح فشل النظام الحالي، وعصام حجي بالخيانة والعمالة والجهل لمعارضته جهاز الكفتة رغم أنه عالم في ناسا وإنجازه الأخير تاريخي، والبرادعي وغيرهم، وحينما تنظر إلى اختلاف الشخصيات، وتنظر إلى حالة الهجوم والاغتيال الفكري لهم، وعدم محاولة النقاش والاكتفاء بالهجوم الشخصي عليهم، كن متأكدًا أن هناك خللاً في فكرك، وأن المكارثية الحديثة قد طالت عقلك وجعلتك تسلم بأن السلطة منزهة عن الأخطاء، وأن كل مَن يعارضها إما شاذًا أو خائنًا أو ممولًا أو عميلًا. خالد يوسف خرج سياسيًا من الشاشة أما المخرج خالد يوسف الذي لطالما نقلت أفلامه صورة تعكس حال الشعب في عهد مبارك وشارك في ثورتي 25 يناير و30 يونيو ومن أكبر مؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال إن الشعب المصري في حالة مزاج حاد حاليًا، موضحًا أن التوجه الحالي لدى المواطن البحث عن دور أكبر للوطنية وأن التحدي والخوف من سقوط الدولة جعله يجدد فكرة جمال عبدالناصر. وأضاف "يوسف" خلال مؤتمر مستقبل مصر أن نبض الشارع مختلف عما يطرحه الإعلام والتقارير الأمنية، ونسبة الرضاء الشعبي عن السيسي تتناقص. وانتقد صانعو القرار الذين يحددون اتجاهات الرأي العام من خلال التقارير الأمنية التي فشلت في توقع ما حدث من قبل، مضيفًا أن الإعلام ليس واجهة للواقع، وحذر من الاعتماد على التليفزيون في معرفة اتجاه الرأي العام. فى الوقت نفسه خرج السيناريست والمؤلف وحيد حامد عن صمته محملاً الرئيس عبدالفتاح السيسي، مسئولية كل ما يجري في البلاد في المقام الأول، قائلا: "إذا كانت المهمة والشيلة ثقيلة فلتتركها وترحل"، مشددًا على أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفى لمحاربة الإرهاب ناقدة: السياسة عباءة أخرى تغري الفنان بعد الفن لكن هل جريمة للفنان أن يبرز رأيه؟ هل من الممكن أن الفن الذي يعكس صورة الحياة والمعيشة وحال البلاد والعباد أن يغلق بابه لمن يمثل تلك الحياة؟ لتؤكد لنا الناقدة السينمائية ماجدة موريس أن هذا طبيعي حتى فنانو الغرب عندما يجدون منبرًا يعبرون به عن آرائهم بصراحة لا يفوتوا الفرصة. قالت "موريس" إن الفنان عادة يكون حريصًا على موقفه السياسي، لأنه ليس لديه مجال بأن يكتب مقالًا يبرز فيه رأيه السياسي أو أن يعرب عن رأيه بأية طريقة ولكن عندما يجد مجالًا لذلك، لا يفوت على نفسه الفرصة، مشيرةً إلى ما فعله البعض، عندما يكون في لقاءٍ فني ويسأل عن موقفه سياسيًا وأحيانًا من دون أن يسأل ينتهز تلك الفرصة للتعبير عما بداخله. وأكدت الناقدة السينمائية أن هذا أمر طبيعي على الفنان وليس بجديد في مجال الفن سواء المصري أو العالمي. الإذاعة تمنع أغاني حمزة نمرة الثورية لطالما كان المطرب حمزة نمرة من أكثر الفنانين الذين لمعت نجمتهم بعد ثورة ال25 من يناير خاصة مع الأغاني التي كان يطلقها وتصل إلى وجدان الشباب بسرعة كبيرة، مما أدى إلى اتساع رقعة شعبيته من خلال أغانيه المتنوعة والتي وصفها الكثير من النقاد بكلمة "السهل الممتنع". فسادت حالة من الاستياء والضيق بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" و"تويتر" بعد قرار الإذاعة المصرية بمنع أغاني المطرب حمزة نمرة بجميع الشبكات، وهو ما أقره عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية بمنع إذاعة أغاني المطرب حمزة نمرة، على جميع شبكات الإذاعة المصرية لمعارضة أغانيه لنظام الحكم الحالي في مصر. وتم توزيع وتعميم هذا القرار على جميع رؤساء شبكات الإذاعة، وذلك بعد الانتهاكات المستمرة التي صدرت من نمرة تجاه ثورة 30 يونيو''، مشيرًا إلى أنه مَن يتعدى على السيادة المصرية، سواء كان لفظيًا لن يكون له مكان على أرض الوطن، موضحًا أنه يقوم بدوره بمساعدة الدولة في محاربة الإرهاب وأعوانه. في الوقت الذي انتفض فيه شباب مواقع التواصل ليدشنون "هاشتاج" باسم "حمزة نمرة مطرب الثورة" عقب هذا القرار في محاولة للضغط على السلطة بالرجوع في ذلك القرار قائلين: "أغانى حمزة نمرة تمثلنا وتعبر عما بداخلنا". فيما قال الشاعر "عبد الرحمن يوسف في تغريدة له عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعي"تويتر" شرف لحمزة أن تمنع أغانيه من هذا الإعلام الحقير". وعلى صعيد الانتقاد فأبدى الناقد الفني طارق الشناوى استياءه من قرار منع أغانى المطرب حمزة نمرة من الإذاعة المصرية، قائلا: "إنه بعد نجاح ثورة يوليو والتي أطاحت بحكم الملك فاروق تعالت الأصوات التي تنادى بمنع أغاني أم كلثوم بدعوى أنها كانت صوت العهد الملكي مشبهًا هذا الحدث بما تقوم به الإذاعة الآن مع نمرة ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل نتيجة حب الجمهور للسيدة أم كلثوم وأضاف الشناوي متسائلا: "لماذا يصرون على العودة بنا للوراء؟ وكيف بمحاولات منع حمزة نمرة أن تنجح ونحن على مشارف عام 2015؟!