ناشد البرلمان الأوربي دول العالم حماية أطفال غزة مما يتعرضون له من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية ؛ جاء ذلك خلال الندوة التي احتضنها البرلمان الأوروبي حول "الأطفال بمناطق النزاع.. المساعدات الإنسانية العاجلة لشباب غزة"، وحضرها العديد من النواب الأوروبيين ومجموعة من الخبراء والمختصين في مجال دعم ورعاية الطفولة. وذكر المشاركون - وفقا ل"الجزيرة نت" - أن تأثر المدنيين بالحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ولّد انتقادات واسعة وجدلا في جميع أنحاء العالم. وتأسف النائب الأوروبي كريم سجاد على ما حصل، مشيرا إلي ان الحصيلة الكبرى لهذه المأساة الإنسانية سواء على المستوى الجسدي أو النفسي توجد لدى الأطفال، الذين يعانون حتى يومنا هذا من الخوف الدائم والجوع والألم. وذكّر النائب في مداخلته أمام النواب الأوروبيين أن الهجمات العشوائية على المناطق السكنية وملاجئ حماية المدنيين أودت بحياة 429 طفلا، بعضهم أثناء نومهم على أرضية الفصول الدراسية، و2744 آخرين أصيبوا بحروق أو شوهوا، وكثير منهم لا يحصلون على الرعاية الطبية الكافية بسبب الاكتظاظ في المستشفيات والإمدادات الطبية المحدودة، وهذا رغم المناشدات من قبل الأطباء حول العالم لعلاج الأطفال الجرحى. وشددت النائبة الإيرلندية مارتينا أندريسون على أنه "بالإضافة إلى الخسائر البشرية المروعة، أصاب الصراع أربعمائة ألف طفل آخر يعانون من أمراض حادة مثل الصدمة النفسية واضطرابات النوم والقلق والاكتئاب"، وقالت:"لسوء الحظ، فإن العديد من هؤلاء الأطفال لديهم بالفعل تاريخ قديم من الصدمات النفسية. فوفقا للأونروا، فإن معدل اضطراب ما بعد الصدمة تضاعف بين الأطفال في غزة بعد حرب عام 2012". وقالت أندرسون - رئيسة وفد البرلمان الأوروبي إلى فلسطين- "إن المجتمع الدولي لديه دور مهم يجب أن يقوم به، سواء من حيث دعم الشعب الفلسطيني أو المساعدة في إيجاد حل سلمي طويل الأجل للمشاكل في المنطقة. وبدأ عدد البلدان التي تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته يزداد". وحذر النائب الأوروبي أفزان خان من أنه "يجب إدراك أن العنف الشنيع والأذى الذي يتعرض له الأطفال في غزة -وبعضهم للمرة الثالثة في حياتهم- سيكون له بدون شك تأثير سلبي على الجيل القادم من الفلسطينيين، ويهدد بالتالي مستقبل السلام". وأكد انه تقع على عاتق المجتمع الدولي مسئولية أخلاقية لبذل كل ما في وسعه لمساعدة هؤلاء الأطفال والتخفيف من معاناتهم بكل الطرق الممكنة، بتوفير المساعدات لهم ونقل جرحاهم إلى الخارج. وخلصت الندوة إلى أن كل طفل - خاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق القتال- يستحق الشعور بالأمان والطمأنينة، وناشدت المجتمع الدولي الدفاع عن جميع الحقوق الأساسية لهؤلاء الأطفال المعرضين للخطر وأسرهم وجميع المدنيين المتضررين الآخرين.