قال فهمي هويدي، الكاتب الصحفي، أن بيان الحركات الشبابية، ومنهم حملتيّ «الحرية للجدعان» و«جبنا آخرنا»، للتعليق على استمرار الانتهاكات بحق المعتقلين يعبر عن حالة إيجابية تستحق التقدير، مشيراً إلى أن من قاموا بكتابته يعبرون عن جيل متمرد توفرت له شجاعة ليتنا ننميها ولا نقمعها. وأضاف – في مقال له نُشر اليوم بصحيفة "الشروق"، تحت عنوان "يسألونك عن المعتقلين" – أن هؤلاء الشباب أعلنوا عن أنفسهم باعتبارهم يمارسون عملا قانونيا يدافعون من خلاله عن قضية نبيلة تهم مستقبل الوطن بأسره، مبدياً تعجبه من تجاهل مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية للبيان؛ لمجرد أنه يعبر عن وجهة نظر أخرى نقضت كلام وزير الداخلية بأسلوب سلمى ومتحضر.
وأشار إلى أن البيان جاء كاشفا للمدى الذي بلغه نفوذ وزارة الداخلية والسلطان الذي تمارسه في المحيط الإعلامي، وكيف أنه يخدم في النهاية وجهة النظر الحكومية دون غيرها، قائلاً: "لأن الحكومة "سمعها ثقيل"، فلست أظن أن بيان شباب «الحرية للجدعان» سيغير شيئا من الواقع، ولكن نشره وتعميمه يتيح للرأي العام أن يطلع على الوجه الآخر للحقيقة".
وكانت حملة "الحرية للجدعان" قد أصدرت بياناً رصدت فيه انتهاكات متعددة بحق المعتقلين، شملت الاختفاء القسري، واستمرار حبس البعض لمدد امتدت لشهور وربما سنة دون الإحالة للمحكمة، والاختطاف عقب إخلاء سبيل النيابة للمعتقلين مثلما يحدث في قضايا الطلاب.
ورصد بيان حملات "الحرية للجدعان" و "جبنا آخرنا" أنواع جديدة مضحكة مبكية للاعتقال في مصر، وورد في البيان: "خلال الشهور الماضية أصبح لدينا معتقلو القهوة ومعتقلو الجنينة ومعتقلو دبوس رابعة ومعتقلو السحور ومعتقلو العزاء وغيرهم".
وأضاف البيان: "واقع الأمر أننا باستخدامنا لفظ «معتقلين» نوسع دائرة اتهامنا لتشمل الداخلية التي تقوم بأبشع حملة الانتقام من المجتمع الذي ثار ضدها منذ أكثر من 3 سنوات، وكذلك النيابة والقضاء الذين صاروا أدوات لتجديد معاناة المحبوسين على ذمة أى قضايا باستثناء رجال نظام مبارك، فأصبح لدينا ما هو أسوأ من الاعتقال الإداري، اعتقال بأمر القضاء".
واختتمت الحملات الشبابية بيانها بمخاطبة وزير داخلية الانقلاب قائلين: "يا وزير الداخلية، لدينا معتقلون بل أسرى ظلمكم وقوانينكم الجائرة وعدالتكم الانتقامية. فلا تغالط، يكفي أن تكون سجانا".