مياه الشرب بمحافظة الفيوم، بحسب تصريحات المسئولين والكيميائيين، مشاكلها لا تكمن فى تلوثها، بل تكمن فى النقص الشديد فيها، وعدم وصولها بالمرة لبعض المراكز، خاصة فى النهايات. فمياه الشرب تمر بدورة تنقية داخل محطات تابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحى، تبدأ الدورة بسحب مياه الترع التى المحطة، ويتم وضع كلور مبدئى عليها، ثم تدخل إلى أماكن توزيع على أحواض تسمى أحواض الترسيب ، ومنها مباشرة على ما يسمى بالمرشحات، وهى عبارة عن أحواض بها رمال ، ثم من تلك الأحواض على شيء يسمى البيارة ، وهى التى يتم خلالها حقن الكلور النهائى ، ثم بعد ذلك يتم الضخ مباشرة للشبكات عن طريق طلمبات ضخ المياه التى تمت معالجتها. يقول الدكتور صابر داوود، كميائى ومدير جودة المعامل المركزية بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالفيوم: إن مشكلة مياه الشرب فى الفيوم لا تكمن فى تلوثها، فجميع تقارير المياه الخاصة بالمعامل المركزية ووزارة الصحة وشئون البيئة وجهاز حماية المستهلك سليمة وخالية من أى تلوث، ومياه الشرب بالفيوم مطابقة لمعايير السلامة طوال العام على الدوام، ولكن المشكلة الحقيقة أن هناك مناطق بأكملها لا تصلها المياه من الأساس، وهى مناطق كثيرة، منها نهايات يوسف الصديق، قرى طامية، وغيرهما من القرى والعزب بجميع أنحاء المحافظة. وأضاف، أما بالنسبة لنسبة الأملاح بالمياه فهى 300 ، تصل فى الأماكن السيئة إلى 600 ، وهذا لا يمثل مشكلة على الإطلاق فطبقا للمعايير الدولية حتى رقم 1000 لا يسبب مشكلة. أكد المهندس رأفت بدوي، رئيس شركة الفيوم لمياه الشرب والصرف الصحي، أن الحالة تحت السيطرة ومطمئنة تماما بالنسبة للمحطات وشبكات المياه بالمحافظة، وقال: إنه يتم يوميا وبصفة دورية على مدار ال 24 ساعة الحصول على عينات من المحطات والشبكات وتحليلها بمعرفة معامل الشركة الحاصلة على شهادة الأيزو العالمية، وإخطار الشركة القابضة بالنتائج أولا بأول، أشار إلى أن الفيوم تعتمد على المحطات الكبرى التي تقوم الشركة بتشغيلها ولا يوجد بالمحافظة ما يعرف بالطلمبات الحبشية التي تمثل المصدر الأكبر لتلوث المياه. ويقول الدكتور أنور السويفي، وكيل مديرية الصحة بالفيوم: إن الفيوم تختلف كليا عن محافظات الوجه البحري التي تنتشر فيها الآبار والطلمبات ووحدات الضخ التي يديرها أفراد بأنفسهم من دون رقابة كاملة، وفي بعض الأحيان تتسبب في مشاكل لمستخدمي مياه هذه الطلمبات. يقول السويفي: إنه يتم الحصول على عينات من المياه بصفة دورية بالتنسيق مع شركة المياه وتحليلها بمعرفة معامل الصحة وفي حالة وجود نتائج غير مطابقة للمواصفات أو ساقطة كيميائيا يتم اتخاذ اللازم فورا في المكان الذي تم الحصول منه على هذه العينة، لحين تصحيح الوضع.