أكد المحلل السياسي أحمد فودة –مدير مركز النخبة للدراسات- أن أداء حركة حماس والمقاومة الفلسطينية شهد بالتأكيد تطورا نوعيا في جميع المسارات والأساس فيه هو مستوى التطور النوعي في مستوى القوة الصلبة والتسليحية، وهنا لا بد أن نعود لمفهوم الحرب غير المتكافئة، وكيف أن هذا النوع من الحروب يقوم على أساس طرف ضعيف يسعى لاستغلال نقاط الضعف لدى العدو والضغط عليها بقوة لخلق قوة ردع ورعب تضعف من نقاط قوته وهذا ما فعلته المقاومة الفلسطينية خلال السنوات السابقة وظهرت نتائجه الآن. وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" فللعدو الصهيوني ترسانة عسكرية مهولة صنعها بالداخل إلى جانب ما حصل عليه من دول غربية أخرى، وقامت المقاومة بمواجهة هذه الترسانة من خلال العمل على تصنيع أسلحة والحصول على ترسانة عسكرية قوية تستطيع من خلالها توجيه ضربات للعدو تشل حركته العسكرية والاقتصادية وهذا ما نجحت فيه المقاومة الفلسطينية في هذه الحرب الإسرائيلية على غزة. وعلى المستوى الاقتصادي إسرائيل تنزف اقتصاديا بشدة بسبب صواريخ المقاومة والعمليات النوعية، أيضا السياحة والتي تعد القوة الاقتصادية لإسرائيل ضربت بشدة، ومحلات مغلقة وشوارع مغلقة، لذا فالاقتصاد الإسرائيلي ينزف، وهناك تقارير تؤكد أن إسرائيل تفقد يوميا ما يعادل مليار دولار يوميا كخسائر اقتصادية ناتجة عن الحرب الإسرائيلية على غزة. ونبه "فودة" إلى أن هذا إلى جانب الخسائر العسكرية لإسرائيل بسبب الصواريخ التي توجهها حماس والمقاومة الفلسطينية على المدن الإسرائيلية والتي توقع قتلى ومصابين صهاينة. ويرى "فودة" أن المقاومة نجحت في إحراز عمليات عسكرية نوعية منها "عملية صوفا" على حدود قطاع غزة والتي قام بها عناصر من كتائب عز الدين القسام، وسبقها عملية "زيكين" والتي وصل عدد القتلى الصهاينة فيها ما يزيد عن 9 جنود وإصابات بينما لا تعترف إسرائيل بكل هذه الإصابات. وفيما يخص نجاحات المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها حماس على المستوى السياسي قال "المحلل السياسي" إن القيادة السياسية للمقاومة -خاصة حركة حماس وحركة الجهاد- أثبتت أنها على قدر المسئولية واتضح ذلك من خطابها السياسي، فالمقاومة لم تنادِ بوقف الحرب والعدوان عليها بل إن إسرائيل هي التي تقدم مناشدات لوقف المقاومة، وأصبحت المقاومة الفلسطينية هي التي تضع شروطا لوقف الحرب، بحيث تحول المقاومة ما حققته من إنجاز عسكري إلى إنجاز سياسي ومكاسب سياسية، ولأول مرة لا تطلب وقف إطلاق النار وترفض مبادرة العار المصرية. وكشف "فودة" أن هذه الحرب الإسرائيلية على غزة والعدوان عليها وتصدي المقاومة لها بهذا التطور النوعي خلقت قواعد لعبة جديدة بالمنطقة ومنها أن إسرائيل سوف تحسب حسابها ألف مرة قبل مهاجمة غزة، أيضا "حماس" أصبحت قوة بمنطقة الشرق الأوسط يحسب لها ألف حساب. مشيرا إلى أن هذا يجعل جماعة الإخوان المسلمين لا بد أن تدخل في حسابات صراع القوى بالمنطقة مما يؤثر سلبا على النظام الانقلابي، فالحرب على غزة أفقدته ورقة التوت وتأكد أنه ليس لديه أي مصداقية بسبب موقفه والمبادرة المصرية التي تصب لصالح إسرائيل وليس غزة.وتبين أن القوى الحقيقة بالشرق الأوسط تعلم الآن جيدا أن جماعة الإخوان المسلمين في قلب التفاعلات السياسية ولا يمكن تجاوزها مما يدفع القوى الدولية بالمنطقة لإعادة ومراجعة حساباتها مرة أخرى.