تمكنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من استهداف جيبين عسكريين لجيش الاحتلال من نوع همر بقذيفتي الياسين 10. وقالت كتائب القسام في بيان لها : أوقعنا جنود العدو بين قتيل وجريح على خط إمداد العدو بالقرب من عيادة جورة اللوت جنوب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي للإخلاء. المسجد الأقصى في سياق آخر، قالت حركة حماس، إن اقتحام المتطرف بن جفير للمسجد الأقصى تزامنا مع الذكرى 35 لمجزرة الأقصى الأولى ليس حدثًا عابرًا، بل رسالة عدوانية تسعى إلى تكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني، وفرض السيطرة الاحتلالية على المسجد الأقصى، في إطار مشروع تهويدي متكامل يستهدف الوجود العربي والإسلامي في القدس. وأضافت حماس: ندعو جماهير شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتلّ إلى الرباط والتواجد المكثّف في باحات الأقصى حمايةً له من مخططات الاحتلال . كما دعت الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية في وقف هذا العدوان المتواصل.
الحرم الإبراهيمي
كما أغلقت قوات الاحتلال اليوم الأربعاء، الحرم الإبراهيمي الشريف أمام الفلسطينيين حتى يوم غد الخميس، بحجة الاحتفال بالأعياد اليهودية بالحرم وساحاته، وشددت من إجراءاتها العسكرية وأغلقت جميع الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية المؤدية للحرم لتأمينهم. وكثفت قوات الاحتلال تواجدها على كافة المداخل المؤدية إلى الحرم لتأمين وصول المستوطنين إلى مدينة الخليل والمناطق الأثرية بذريعة الاحتفال بالأعياد اليهودية، وأغلقت بعض الأسواق في البلدة القديمة. من جانبه استنكر أمجد كرجة مدير أوقاف الخليل ، إغلاق الحرم الإبراهيمي بزعم تأمين احتفال المستوطنين بعيد العرش اليهودي، معتبرا ذلك تعديا سافرا على حرمته واعتداء استفزازيا على حق المسلمين في الوصول إلى أماكن العبادة الخاصة بهم. وفرضت قوات الاحتلال منع تجول لليوم الثالث على التوالي على أحياء جابر والسلايمة وغيث وواد الحصين المحاذية لمستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم شرق مدينة الخليل، ومنعت طلاب المدارس من الوصول إلى مدارسهم، وشددت من إجراءاتها العسكرية في حي تل الرميدة وشارع الشهداء وجبل الرحمة .
أسطول الحرية
كشفت الصحف الايطاليه عن تطور جديد ضمن سلسلة محاولات كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، حيث اعترضت قوات البحرية الصهيونية فجر اليوم، أسطول "Freedom Flotilla" على بعد 120 ميلاً بحرياً من سواحل غزة، وهو ما يُعدّ خرقًا واضحًا لحرية الملاحة في المياه الدولية، وفق ما أكدته الجهات المنظمة للرحلة. تم اعتراض 8 سفن كانت تُشارك في المهمة، من بينها السفينة "Coscience" التي كان على متنها 6 من النشطاء الإيطاليين، إلى جانب أكثر من 140 مشاركاً من مختلف الجنسيات، من بينهم أطباء، ممرضون، صحفيون، وحقوقيون. أظهرت مقاطع مصوّرة بثها المشاركون لحظة الاقتحام، حيث ظهر جنود الاحتلال وهم يقتادون النشطاء تحت تهديد السلاح، بينما رفع النشطاء أيديهم وأظهروا امتثالاً كاملاً. في مشهد آخر، ظهر أحد الجنود وهو يتسلق سارية إحدى السفن لتحطيم كاميرا كانت توثّق الحادثة، فيما قام أحد النشطاء برمي حاسوبه المحمول في البحر، تفادياً لمصادرته. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الصهيونية عبر حسابها الرسمي على منصة "X" أن "لأسطول تم اعتراضه لأنه حاول التسلل إلى منطقة نزاع، في خرق للحصار البحري القانوني المفروض على غزة بحسب زعمها. وقالت الوزارة : إن جميع النشطاء بصحة جيدة وسيتم ترحيلهم في أقرب وقت . في المقابل، أكد منظّمو الرحلة أن الأسطول لا يحمل أي تهديد أمني، وأن الهدف الوحيد كان إيصال مساعدات إنسانية عاجلة تشمل أدوية، أجهزة تنفس، ومكملات غذائية بقيمة تتجاوز 110,000 دولار إلى مستشفيات غزة المحاصرة . وشدد منظمو الرحلة فى بيان لهم على أن جيش الاحتلال لا يملك أي صلاحية قانونية للعمل في المياه الدولية ، مؤكدين أن التدخل العسكري في هذه المنطقة يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية.
المستشفيات أولوية قصوى
حذرت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مستوى كارثي، حيث يعيش أكثر من نصف مليون شخص في ظروف شبيهة بالمجاعة، في ظل تفشي الأمراض وانهيار النظام الصحي. وأكدت حنان بلخي خلال مؤتمر صحفي عقدته عبر الفيديو للحديث عن الدورة ال72 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن الوضع الصحي في غزة بعد عامين من الصراع أصبح "حرجًا للغاية"، مشيرة إلى أن النقص في الغذاء والمياه النظيفة والدواء أدى إلى تدهور سريع في صحة السكان، وخاصة الأطفال والنساء. وأوضحت أن المنظمة بدأت التخطيط لما بعد انتهاء الحرب، قائلة: لدينا رؤية واضحة للمضي قدمًا في إعادة بناء النظام الصحي في غزة، وسنحتاج إلى الانتقال سريعًا من مرحلة الاستجابة للأزمات إلى مرحلة التعافي . وأضافت حنان بلخي أن إعادة تشغيل المستشفيات تمثل أولوية قصوى، حيث يعمل حاليًا 14 من أصل 36 مستشفى في القطاع بشكل جزئي فقط، بسبب نقص الكهرباء والمياه النظيفة والأدوية، وتعرض العديد من المنشآت للقصف المتكرر. وأكدت أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من إيصال 17 مليون لتر من الوقود إلى المستشفيات وسيارات الإسعاف، لضمان استمرار العمليات الجراحية ورعاية الأطفال حديثي الولادة وسلاسل تبريد اللقاحات، لكنها شددت على أن الحاجة لا تزال كبيرة للإمدادات الأساسية مثل المضادات الحيوية وضمادات الجروح.
سوء التغذية
وكشفت حنان بلخي عن أرقام مروعة توثق مأساة سوء التغذية في القطاع، حيث أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية وفاة 455 شخصًا منذ يناير الماضي بسبب الجوع، بينهم 151 طفلًا معظمهم دون سن الخامسة. وأشارت إلى أن أكثر من مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بينما تواجه سبع من كل عشر نساء حوامل ومرضعات سوء تغذية حاد، مؤكدة أن واحدًا من كل خمسة أطفال يولد ناقص الوزن أو مبتسرًا نتيجة تدهور الوضع الصحي وسوء التغذية. وقالت حنان بلخي : عندما يتوقف القتال، سيبدأ نضال جديد لإعادة بناء النظام الصحي الممزق في غزة، وإنقاذ جميع سكانها من حافة المجاعة واليأس مشددة على أن إعادة البناء لن تنقذ الأرواح فقط، بل ستعيد الكرامة والأمل في المستقبل .
القطاع الصحي
وأكدت أن إعادة بناء القطاع الصحي في غزة ستتطلب أكثر من 7 مليارات دولار، تشمل مراحل الاستجابة الإنسانية والتعافي المبكر وتلبية الاحتياجات طويلة الأمد، مشددة على أن هذا الاستثمار ضروري لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأوضحت حنان بلخي أن المنظمة وشركاءها يدعمون المراكز الطبية المتبقية في غزة، خاصة تلك التي تعالج الأطفال من سوء التغذية الحاد، مؤكدة أن التعافي الدائم يتطلب إعادة بناء النظم الغذائية، وتوفير المياه النظيفة، وتعزيز خدمات الصرف الصحي، باعتبارها الأساس لصحة عامة مستدامة. وأضافت أن نحو ثلث مراكز الرعاية الصحية الأولية فقط تعمل جزئيًا من إجمالي 176 مركزًا، داعية إلى الإسراع في إعادة تأهيلها واستعادة الخدمات الحيوية مثل التلقيح وعيادات التوليد والصيدليات وخدمات الصحة النفسية، إلى جانب استمرار الفرق الطبية المتنقلة والمستشفيات الميدانية في خدمة السكان النازحين. وأشارت حنان بلخي إلى أن أكثر من 1700 من العاملين الصحيين فقدوا حياتهم منذ أكتوبر 2023، فيما يتحمل الباقون ضغوطًا نفسية ومهنية هائلة. وطالبت بتوفير الحماية والدعم النفسي والأجور العادلة للعاملين، مؤكدة ضرورة أن تبدأ عملية إعادة الإعمار بسكان غزة أنفسهم، من خلال تدريب مهنيين جدد وإعادة فتح الكليات الطبية والمؤسسات التعليمية الصحية. وشددت حنان بلخي على أن الجهات المانحة مطالبة بتقديم دعم مرن ومستدام، لا يقتصر على المساعدات الطارئة، بل يشمل إعادة بناء البنية التحتية وتعزيز القدرات المحلية، بما يتيح للمؤسسات الفلسطينية قيادة عملية تعافٍ شاملة وشفافة. وأكدت أن منظمة الصحة العالمية كانت وما زالت حاضرة في الميدان رغم القصف وانقطاع الخدمات، وقدمت أكثر من 22 مليون علاج وعملية جراحية، ونفذت عمليات إجلاء طبي لأكثر من 7800 مريض، كما شاركت في تطعيم 600 ألف طفل ضد شلل الأطفال.