كشفت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد 19 فلسطينيا، فجر اليوم السبت، إثر قصف جيش الاحتلال لمناطق متفرقة في قطاع غزة. وقال شهود عيان، إن مدفعية الاحتلال قصفت منطقة الزرقاء شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطن واحد على الأقل وإصابة آخرين. كما استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف استهدف مدرسة الشافعي بمنطقة عسقولة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، بالتزامن مع نسف جيش الاحتلال مبان سكنية شرق المدينة. واستهدفت طائرات الاحتلال المسيرة منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين. كما وصل شهيدان إلى مستشفى شهداء الأقصى، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلا في مخيم المغازي وسط القطاع.
خيام النازحين
وأكدت مصادر استشهاد 7 مواطنين وإصابة أكثر من 10 في مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال فجرا، باستهداف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.كما استشهد مواطن ونجله الوحيد إثر قصف الاحتلال غرب مدينة خان يونس. يشار إلى أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، ترتكب قوات الاحتلال الصهيونى، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت هذه الحرب أكثر من 192 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
حركة حماس
فى سياق مفاوضات وقف اطلاق النار انهت حركة حماس مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة. وقامت الحركة بتسليم الرد للوسطاء والذي اتسم بالإيجابية، وأكدت حماس في بيان لها أنها جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار .
فيما كشفت مصادر ان رد حماس تضمن فتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة للتوصل للتهدئة لمدة ستين يوما فور إقرارها، . وأكدت المصادر أن قوات الاحتلال تواصل شن مئات الغارات والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار. وأشارت إلى أن طائرات الاحتلال دمَّرت مربعات سكنية كاملة فى قطاع غزة، ضمن سياسة التدمير الشاملة التي ينتهجها الاحتلال في عدوانه المستمر على قطاع غزة مؤكدة أن آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.
الرئيس الأمريكي الإرهابى
فى المقابل قال الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب إن رد حركة حماس بالإيجاب على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار بالقطاع، "أمر جيد"، ولكنه زعم أنه لم يطلع عليه بعد، ورجح إبرام الاتفاق بشأن غزة خلال أيام. وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين: يجب أن نفعل شيئًا بشأن غزة، نحن نرسل الكثير من الأموال والمساعدات إلى هناك وفق قوله. وأشار إلى أنه سيناقش الملف الإيراني مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى البيت الأبيض الاثنين المقبل .
إبادة جماعية
حول هذه التطورات قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد الديهي، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة متدهور بصورة كبيرة، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال لا تتوقف عن ملاحقة وقصف المدنيين، وذلك لتحقيق الهدف الأسمى من الحرب وهو الإبادة الجماعية لشعب فلسطين المناضل. وأضاف الديهي فى تصريحات صحفية ان قوات الاحتلال ترتكب أبشع الجرائم الإنسانية في قطاع غزة .
المصالح الصهيونية
وقال خبير الشؤون الإسرائيلية أحمد الصفدي، إن الأزمة الحالية لا تكمن في المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، بل في محاولات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تعديل بنود الاتفاق بما يتوافق مع رؤيته السياسية والعسكرية، مشيرًا إلى أن زيارة نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن تهدف إلى الضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفعه نحو تبني موقف يخدم المصالح الصهيونية فقط. وأضاف الصفدي فى تصريحات صحفية أن المقترح المتداول ليس بجديد، حيث طُرح قبل المرحلة الأولى من الحرب على إيران، وكان يتضمن هدنة مؤقتة تمهيدًا لوقف إطلاق نار شامل، لكن ما يعوق تنفيذه هو غياب الضمانات الحقيقية وعدم التزام دولة الاحتلال التي سبق أن تراجعت عن تعهدات مماثلة كما حدث في الاتفاق مع لبنان، حيث لم تنسحب قوات الاحتلال رغم الالتزام الزمني المحدد. وأوضح أن تصريحات نتنياهو المتكررة حول أولوية تحرير الأسرى، تأتي في سياق دعائي، في حين أن الأولوية الحقيقية بالنسبة له ولحكومته هي استكمال العمليات العسكرية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، ما يجعل أي اتفاق غير مضمون التنفيذ، معتبرا أن حديث نتنياهو عن استئناف الحرب بعد أي هدنة، ينسف أساس الاتفاق، ويزرع الألغام في طريق أي تفاهم سياسي حقيقي. ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية، تسعى إلى تحميل الوسطاء العرب مسؤولية الضغط على فصائل المقاومة، دون تقديم التزامات واضحة من جانب الاحتلال مؤكدا أن الإدارة الأمريكية تتلاعب، وكذلك الاحتلال، ويحاولان دفع الكرة إلى ملعب الوسطاء العرب لتبرئة نفسيهما من أي فشل محتمل .