مرّت نحو 16 ساعة على اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي لسفينة "مادلين"، التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع، دون أن يُستأنف الاتصال بعد مع النشطاء الذين كانوا على متنها. وقالت المحامية وعضو التحالف، هويدا عرّاف، ، إن هناك محامين بانتظار النشطاء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يطالبون السلطات الإسرائيلية بالسماح لهم بالوصول الفوري إليهم، لضمان سلامتهم. وأكدت أن هناك تحركات سياسية وقانونية من قبل المحامين والداعمين، بالتنسيق مع سفارات الدول التي ينتمي إليها النشطاء، للضغط من أجل الإفراج عنهم. وأوضحت عرّاف أن طاقم السفينة يضم نشطاء من فرنسا، إسبانيا، هولندا، ألمانيا، تركيا، والبرازيل، مطالبة دولهم بالتحرك العاجل لوقف ما وصفته ب"الإبادة الإسرائيلية". وشدّدت على أن اعتراض السفينة جرى في المياه الدولية، ووصفت الحادثة بأنها "اختطاف غير قانوني"، مؤكدة أن إسرائيل لا تمتلك أي سلطة قضائية في المياه الإقليمية الفلسطينية. وأشارت إلى أن السفينة كانت ترفع علم المملكة المتحدة، ما يجعل الاعتداء عليها بمثابة انتهاك لسيادة دولة أخرى، داعية الحكومة البريطانية إلى اتخاذ موقف واضح يتجاوز بيانات "القلق"، عبر إجراءات ملموسة تضمن احترام القانون الدولي وحقوق مواطنيها. وأضافت عرّاف أن ما جرى يعد خرقاً لاتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار، واعتداءً على حرية الملاحة، وخرقاً لقرارات محكمة العدل الدولية التي تطالب إسرائيل بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة. وفي تعليق على مشاهد عرض جيش الاحتلال وجبات خفيفة للنشطاء بعد احتجازهم، اعتبرت عرّاف أن ذلك "نفاق بشع"، قائلة: "كيف تُقدَّم الوجبات لناشطين مختطفين، بينما يموت الأطفال في غزة جوعاً؟". من جانب آخر، عبّر نشطاء حقوقيون وبرلمانيون عن غضبهم الدولي بعد إنهاء إسرائيل لرحلة "مادلين"، التي كانت على وشك بلوغ سواحل غزة وعلى متنها 12 ناشطاً دولياً. وذكر تحالف أسطول الحرية عبر "تليغرام" أن القوات الإسرائيلية اقتحمت السفينة بعد قطع الاتصال بها، وقامت باختطاف طاقمها. ودعت اللجنة الدولية لكسر الحصار إلى إطلاق سراح النشطاء فوراً، كما حثت على تجهيز المزيد من السفن لكسر الحصار. وكتبت اللجنة على منصة "إكس": "إذا أوقفوا سفينة واحدة، يجب أن تتبعها مئة. وإذا أسروا 12، سيثور الآلاف." يُذكر أن الرحلة انطلقت من إيطاليا في 1 يونيو/حزيران، وعلى متنها ناشطون بينهم الناشطة البيئية غريتا تونبرغ والنائبة الفرنسية ريما حسن، حاملين مساعدات رمزية تعبيراً عن التضامن مع سكان غزة الذين يواجهون حصاراً ومجاعة وإبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 20 شهراً.