أحرز الجيش السوداني، الثلاثاء الماضي، تقدماً ميدانياً جديداً في محيط العاصمة، بعد أن تمكن من بسط سيطرته على مناطق واسعة جنوب وغرب مدينة أم درمان، وإعلان تطهير ولاية الخرطوم بالكامل من وجود قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف ب"حميدتي". وفي بيان متلفز، أكد المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، التزام القوات المسلحة بمواصلة العمليات العسكرية حتى "تطهير آخر شبر من الوطن من التمرد"، في إشارة إلى المعارك المستمرة مع "الدعم السريع" منذ اندلاع الحرب بين الطرفين في أبريل 2023. مرحلة حاسمة.. وتوازن متقلب رغم التقدم الذي حققه الجيش في محيط الخرطوم، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أجزاء واسعة من غرب البلاد، وخاصة في إقليمي دارفور وكردفان، حيث تدور معارك عنيفة بين الطرفين. ووفق تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، فإن الصراع لم يعد محصوراً بالسيطرة الجغرافية فقط، بل بات معركة على الشرعية السياسية، في ظل محاولة كل طرف ترسيخ سلطته وتقديم نفسه كحاكم فعلي للبلاد. وأشار التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قوات الدعم السريع بدأت خطوات فعلية نحو تشكيل حكومة مدنية موازية، انطلاقاً من معاقلها في جنوب دارفور، مع تصعيد الجيش لغاراته الجوية على منشآت استراتيجية في مدينة نيالا، وعلى رأسها المطار الدولي. تعيين سياسي ورسائل سيادية في موازاة المعارك الميدانية، أعلن مجلس السيادة الانتقالي، الذي يهيمن عليه الجيش، تعيين كامل إدريس، المسؤول الأممي السابق والمرشح الرئاسي الأسبق، رئيساً للوزراء في الحكومة التي يديرها المجلس، في خطوة اعتُبرت تعزيزاً للسلطة المركزية التي تتخذ من بورتسودان مقراً لها منذ اندلاع الحرب. خريطة السيطرة: من يهيمن على ماذا؟ وفق معطيات ميدانية حتى مايو 2025: * الجيش السوداني: يسيطر على معظم مناطق الشرق والشمال، بما في ذلك بورتسودان، دنقلا، مدني، والخرطوم الكبرى بعد معارك شرسة. * الدعم السريع: تحتفظ بسيطرة واسعة في غرب البلاد، خصوصاً في ولايات دارفور الأربع، وأجزاء من كردفان، وتتمركز في نيالا والجنينة ومناطق ريفية محيطة. الخريطة الميدانية تشير إلى توازن غير مستقر، حيث يحكم الجيش المناطق الرسمية والمقرات السيادية، بينما تبسط "الدعم السريع" نفوذها على أراضٍ شاسعة وغنية بالموارد، مع محاولات مستمرة لتكريس انفصال سياسي.