تصاعدت احتجاجات عائلات الأسرى الصهاينة ضد حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو، مطالبة بوقف حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وأدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 150 ألف فلسطيني. وأكدت عائلات الأسرى الصهاينة أن نتنياهو فشل في إعادة الأسرى عبر القوة العسكرية، كما فشل في القضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، مشيرين إلى أنه قرر التضحية بملف الأسرى من أجل مستقبله السياسي ومصالحه الخاصة . وطالبت بتوقيع صفقة شاملة لإنهاء الحرب واستعادة جميع الأسرى، سواء الأحياء أو الأموات قبل فوات الآوان .
كانت عائلات الأسرى الصهاينة قد نظمت مظاهرات واسعة أمس في تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل تضمن عودة الأسرى جميعا دفعة واحدة . نظمت المظاهرات تحت شعار "لم تتبق لنا سوى دفعة واحدة"، في إشارة إلى أن الصفقة الشاملة هي الخيار الوحيد المتبقي لإنقاذ الأسرى. وقالت هيئة عائلات الأسرى في بيان لها : "نلفت نظر نتنياهو والناطق باسمه إلى أن أغلب الشعب مع إعادة المختطفين مقابل إنهاء الحرب".
الحل السياسي
في هذا السياق قال والد الأسير الصهيوني تمير نمردوي: "إن استمرار الحرب في قطاع غزة يضعف فرص إعادة المخطوفين لدى حركة حماس، مؤكدًا أن الضغوط العسكرية لا تجعل الحركة أكثر مرونة في التفاوض، بل تعقد الموقف وتزيد من المخاطر على حياة الأسرى". وأشار والد نمردوي في تصريحات نقلتها صحيفة "هآرتس" الصهيونية، إلى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، مؤكدا أن القتال الدائر لا يؤدي إلا إلى نتائج عكسية . وأضاف : نتنياهو لا يريد أن يفهم أنه لا يمكن كسب حرب العصابات بهذه الطريقة، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة نفسها فشلت في ذلك عبر تجاربها السابقة، وهذا يجب أن يكون درسًا لنا .
أوهام
وانتقد والد نمردوي تكرار الأوهام حول إسقاط حركة حماس في الخطاب السياسي والعسكري، مؤكدا أن الواقع على الأرض يكشف عن عودة الحركة وتنفيذها هجمات متكررة ضد جنود جيش الاحتلال، بالإضافة إلى استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة رغم العمليات العسكرية المكثفة. وحذر من أن استمرار القتال لا يحقق الأمن المنشود في إطلاق سراح الأسرى، بل يؤدي إلى مزيد من الدماء والمآسي . وشدد والد نمردوي على أن عائلات الأسرى تعيش في قلق دائم في ظل غياب أي تقدم حقيقي في ملف الإفراج عنهم، داعيًا حكومة الاحتلال إلى التحرك الجاد نحو مفاوضات مباشرة وفعالة.
إنهاء الحرب
في المقابل استبعد أوفير جندلمان الناطق باسم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، القبول بأي صفقة تعيد جميع الأسرى من قطاع غزة، مشيرا إلى أن حركة حماس تريد مقابل ذلك إنهاء الحرب . وقال الناطق باسم نتنياهو : "لا يمكن إعادة المختطفين كافة، وهذه خدعة إعلامية مشددا على أنه لا يمكن إنجاز صفقة تعيد كافة المختطفين، لأن حماس تريد مقابل ذلك إنهاء الحرب ". وزعم أنه يتعين تدمير حماس حتى لا يتكرر هجوم 7 أكتوبر، مشيرا إلى أنه سيتم تدمير حماس بمجرد إعادة جميع الرهائن الأحياء أو الأموات وفق تعبيره . من جانبه، اعتبر يائير لبيد زعيم المعارضة الصهيوينة أن تصريحات الناطق باسم نتنياهو اعتراف بأن حكومة الاحتلال تخلت عن استعادة الرهائن . وطالب لابيد بعقد صفقة شاملة تعيد جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب التي استنزفت الجيش، ولم تحقق أي هدف سواء إطالة عمر نتنياهو السياسي .