قال مراقبون إن زيارة عماد أديب لتل أبيب هذه المرة تسعى إلى القفز على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أطفال ونساء غزة، كما تتجاهل أيضًا توغل جيش الاحتلال الصهيوني في الأراضي السورية، حيث يناقش معهم الساعات الأخيرة لرحيل بشار الأسد وسقوط نظامه. تيم المرابطون @morabetoooon قال: "إنها عائلة يملؤها الخيانة. ذهب لعاصمة الاحتلال ليبحث عن أسرار نجاح الثوار في #سوريا في إزاحة الطاغية #بشار_الأسد. عماد أديب، الشقيق الأكبر لعمرو أديب (طبال السعودية والسيسي)، لم يُخفِ عمالته بل يتفاخر بكونه ذيلًا للاحتلال وأتباعه من حكام العسكر في بلاد العرب. هل بعد ذلك يستطيع أحد أن ينكر خيانتهم وعمالتهم للاحتلال؟" وقال علي في تعليق على خبر منشور بإحدى الصحف: "عماد أديب مثل حصان طروادة لليبرالية المصرية، يتواصل مع الكيان الصهيوني للحفاظ على ديمومة الحصول على امتيازات أميركا والغرب المادية وغير المادية. يظهر بأسلوب الحمل الوديع في وسائل الإعلام للتعبير عن الرأي والرأي الآخر، لكنه يبيع الكلام مقابل عطاء الغرب". واعترض ناشطون على محاورة عماد الدين أديب دبلوماسيًا صهيونيًا من داخل دولة الاحتلال لصالح قناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية، بينما أكدت نقابة الصحفيين على "موقفها الحاسم ضد التطبيع المهني والشخصي والنقابي". وقال خالد البلشي، نقيب الصحفيين، إن موقف النقابة الدائم ضد التطبيع مع العدو الصهيوني ثابت، وإن حظر التطبيع المهني والنقابي والشخصي يظل مستمرًا حتى تحرير الأراضي المحتلة وعودة حقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف في كلمته خلال المؤتمر السادس للنقابة الذي عُقد بداية الأسبوع المنصرم، أن رفض النقابة لأي شكل من أشكال التطبيع ليس مجرد موقف سياسي، بل هو تعبير عن التضامن الإنساني العميق مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة، مؤكدًا أن النقابة جزء من الحركة العالمية المناهضة للاحتلال. وأعلن محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين ومقرر لجنة الحريات، أنه تلقى العديد من رسائل الصحافيين الغاضبة من الحوار الذي أجراه أديب مع إيتامار رابينوفيتش، والذي نشرته القناة في 12 ديسمبر الحالي تحت عنوان "عماد الدين أديب يبحث في تل أبيب عن أسرار سقوط الأسد". وأكد كامل أن "عماد الدين أديب ليس عضوًا في نقابة الصحافيين المصريين بسبب واقعة فصل تعسفي". وأعاد المؤتمر السادس للنقابة التأكيد على "موقفها الحاسم ضد التطبيع المهني والشخصي والنقابي"، مطالبًا ببذل أقصى الجهود "من أجل ضمان تقديم مجرمي الحرب الصهاينة للمحاكمة". وقال صحفيون إن النقابة أعادت عماد أديب بحكم محكمة ألغى قرار النقابة التأديبي السابق، الذي صدر نتيجة مواقفه ضد عدد كبير من الزملاء بجريدة العالم اليوم، مثل عدم سداد تأميناتهم وفصلهم تعسفيًا، وهي ممارسات رأت النقابة أنها مبرر قوي لفصله في وقت سابق. زيارات أديب زار أديب تل أبيب عدة مرات، وكانت أولى زياراته عام 1996 في عهد حسني مبارك، عندما أجرى حوارًا مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. وبعد ذلك، تعددت زياراته إلى إسرائيل لتتجاوز خمس مرات، بحسب اعترافه. حاول أديب تبرير لقائه مع نتنياهو قائلاً: "كان حوارًا مؤلمًا لأنني أحاور شخصًا غير محبب لي وأكرهه. كما أن الحوار تم في غرفة مجلس الوزراء الإسرائيلي في القدسالمحتلة، ووراء ظهري صورة تيودور هرتزل، صاحب فكرة الدولة اليهودية، وتم تفتيشي عشرات المرات". وعن كواليس زيارته وتطبيعه مع العدو، قال: "قبلها، عندما كنت أتجول في القدس ورأيت جنود الاحتلال يضربون السيدات والانتهاكات في المسجد الأقصى، كنت مشحونًا عاطفيًا. هناك فرق بين أن تحكي عن احتلال، وأن ترى وتعيش احتلالًا. لكن مع ذلك، يوجد ما يسمى الاحتراف، فلا تظهر مشاعرك تجاه من أمامك، سواء بالحب أو الكراهية، فهذا ضيف من حقه أن يأخذ حقه في الحوار". وفي عام 2018، اتُهم عماد الدين أديب بحضور احتفالية الكيان الإسرائيلي بما يسمى عيد الاستقلال ال70 في فندق ريتز كارلتون بالقاهرة، برفقة آخرين. ولا يُخفي أديب انبهاره بالكيان الصهيوني، وقال عنه في مقال بعنوان: "سر إسرائيل الكبير"، نشر في سبتمبر 2015 بموقع إيلاف السعودي، الذي ينشر له مقالات حتى اليوم، إضافة إلى صحف إماراتية مثل الاتحاد والبيان: "ما الفارق الجوهري في العقلية الإسرائيلية والعقلية العربية في إدارة شؤون البلاد؟ باختصار، الإسرائيلي لا يستهتر. إنه لا يأخذ شؤون حياته بأي تهاون أو خفة، لأنه يتعامل بمنطق أن أول خطأ يرتكبه قد يكون آخر شيء يفعله في حياته. الخطأ عند الإسرائيليين يعني الموت. لذلك، لا شيء في إسرائيل يُترك للصدف، ولا يتم تأجيل أو تأخير التعامل مع أي أزمة. كل المشكلات في إسرائيل، مهما صغرت، يتم التعامل معها منذ بداياتها المبكرة". ويواصل: "زرت إسرائيل في مهام عمل إعلامي خمس مرات، وفي كل مرة، كان هناك سؤال متكرر يلح على عقلي: كيف يمكن لدويلة من خمسة ملايين نسمة أن تتفوق عمليًا وعلميًا وتكنولوجيًا على قرابة 300 مليون عربي؟".