ها هى الأيام تمر، فبعد أن كنا بالأمس القريب نستقبل رمضان؛ ها نحن ودعناه ونحن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا صيامنا وصلاتنا وقيامنا وزكاتنا، فرمضان شهر ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، وندعو الله أن نكون ممن ربحوا فى هذا الشهر، وها هو رمضان قد انتهى فمن كان يتعبد ويتقرب لله فى رمضان فرمضان قد فات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت. ورب هذا الشهر رب كل الشهور، ولكن خصَّه الله بكثير من الرحمات والمغفرة والإحسان عسى أن يكون بداية ونقطة انطلاق للتغيير والتطوير والتجديد لأنفسنا وللشفاء من العديد من أمراضها. وردك اليومى ولكن كيف تحتفظ بجوائز رمضان لتكون فى خزانتك طوال العام؟ يقول د. أحمد فوزى فارس -دكتوراه فى الحديث بجامعة الأزهر وخطيب وإمام مسجد بالدقهلية-: هناك ثوابت فرضها الله علينا لا بد من المدوامة عليها فى رمضان وبعده مثل الصلاة والقرآن والذكر والاستغفار والإحسان والزكاة. فالصلاة هى لصلة العبد بربه، ومن كان يريد أن يكلم الله فليدخل فى الصلاة، ومن كان يصلى ويعتكف طوال الشهر الكريم فى المسجد فليداوم على الصلوات الخمس فى المسجد، وبالنسبة للقرآن فمن أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن فهو شفاء ونور للقلوب وغذاء للروح، فمن استطاع ختم القرآن مرة أو أكثر فى رمضان فجزاه الله خيرا، ولكن بعد رمضان فليداوم على قراءته ولو بقليل من الآيات يوميا. أما قيام الليل فهو تكفير للذنوب والمعاصى فداوم عليها بركعتين بعد العشاء، ولا تنس الاستغفار والذكر فى أوقات الانتظار وفى المواصلات العامة فهو يطمئن القلوب ويذهب الهم والغم، قال الله تعالى: ((أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) فداوم على ذكر الله يوميا وليكن ب(أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه). وبالنسبة للإحسان والكرم فيمكنك الاستمرار والمواظبة بتخصيص مبلغ شهرى بسيط تحتفظ بجزء منه فى حافظة نقودك لتتصدق به كل يوم على واحد من الفقراء بنية صدقة عن جوارحك والنعم التى أنعمها الله عليك. وفى النهاية أدعو كل الشباب أن يكونوا من الذين عتقوا من النار بأن يظلوا مواظبين على طاعة الله غير عائدين للمعاصى التى يبغضها الله عز وجل، وأذكرهم بحديث سفيان بن عبد الله الثقفى قال: قلت يا رسول الله قل لى فى الإسلام قولا لا أسال عنه أحدا بعدك، قال: "قل آمنت بالله ثم استقم".