تواصل دولة الاحتلال الصهيونى حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة بدعم من الولاياتالمتحدة الإرهابية وبعض الدول الاوروبية وتتضامن هذه الدول مع عصابات الصهاينة فى تجويع الفلسطينيين ومنع دخول المساعدات والبضائع وفرض حصار كامل على القطاع وكان آخر هذه الجرائم المأساوية سيطرة الصهاينة على معبر رفح واغلاقه منذ السابع من مايو الماضى وبالتالى توقفت المساعدات بشكل شبه كلى منذ أكثر من شهر ما تسبب فى انتشار مجاعة وهلاك بعض الفلسطينيين خاصة الأطفال وكبار السن . فى المقابل ساهمت مواقف الحكام الخونة وعلى رأسهم عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموى فى مضاعفة مجاعة الفلسطينيين بدلا من محاولة التخفيف عنهم حيث رفض السيسي تشغيل معبر رفح بالتنسيق مع الصهاينة لإدخال المساعدات وهو قرار فى ظاهره رفض التعاون مع الصهاينة لكن فى باطته معاونة للاحتلال فى حرب التجويع التى يشنها ضد أهالى غزة . كانت فصائل المقاومة الفلسطينية قد رفضت وجود شركة أمنية أمريكية لتشغيل المعبر، فضلًا عن تأكيدها أنها لن تقبل بقدوم السلطة الفلسطينية على ظهر دبابة إسرائيلية إلى قطاع غزة لإدارته.
خارج الخدمة
حول هذه المأساة أكدت الباحثة في الشؤون العربية، أميرة الشريف أن السلوك الصهيونى وممارسات الصهاينة على الأرض تقول إن معبر رفح سيخرج عن الخدمة لفترة ليست بالقصيرة في ظل استمرار احتلاله من قبل دولة الاحتلال، مؤكدة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدين لا تمارس ضغوطًا لإجبار حكومة نتنياهو المتطرفة على وقف اجتياح مدينة رفح أو ترك السيطرة على المعبر بل تتعاون مع الصهاينة بل هى التى تتولى ادارة الحرب بنفسها . وقالت أميرة الشريف فى تصريحات صحفية : رغم التصريحات الأمريكية التي تقول إنها متحفظة على عملية رفح ولا ترغب في رؤية احتلالً إسرائيلي للقطاع الفلسطيني، إلا أن أمريكا هي الوحيدة القادرة على إجبار الاحتلال الصهيونى على وقف عمليته في رفح، لكن الرئيس الأمريكي لا يرغب في عمل ذلك بشكل جدي حتى لا يخسر اللوبي الصهيوني وهو مقبل على انتخابات رئاسية ينافسه فيها غريمه الرئيس الأسبق دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى . وأشارت إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مُتجمدة منذ أن رفض الاحتلال الصهيوني التوقيع على الورقة التي وافقت عليها الفصائل الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس، معتبرة أن رفض نظام الانقلاب بقيادة السيسي إجراء أي تنسيق مع دولة الاحتلال بشأن المعبر وأنها لن تتعامل إلا مع سلطة فلسطينية في القطاع ظاهره الرحمة وفى باطنه العذاب والتنكيل بالفلسطينيين .
شركة أمنية
وأضافت أميرة الشريف أن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أعنت رفضها تواجد أي شركة أمنية لإدارة معبر رفح، مما يعني أن مؤشرات إعادة تشغيل المعبر لا تلوح في الأفق . وكشفت أن الاحتلال الصهيونى يريد تحقيق أقصى استفادة في إعادة احتلاله لمعبر رفح عند عودته مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، مستبعدة أن يتخلى الاحتلال عن معبر رفح بسهولة، لكن زيادة الضغط الميداني الذي تقوم به فصائل المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال كما حدث في مخيم جباليا هو عامل ضغط على جيش الاحتلال ويضاعف من فاتورة العملية العسكرية على رفح وهو الأمر الذي لن تتحمله حكومة الاحتلال . واستبعدت أميرة الشريف أن يكون الميناء العائم الذي قامت أمريكا ببنائه وبدأت في تشغيله بديلًا لمعبر رفح، وقالت: الميناء لن يكون بذات فاعلية المعبر البري، لكن أمريكا تستغله في التسويق بأنها تسعى إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع على غير الحقيقة . وأشارت إلى أن عودة السلطة الفلسطينية لتشغيل وإدارة المعبر هو خير الحلول في الوقت الحالي، لكن هذا لن يتم إلا بعد الانسحاب الصهيوني من رفح، مطالبة الفصائل الفلسطينية بضرورة القبول بهذا البديل فى الوقت الحالى لإعادة تشتغيل معبر رفح .
السيناريو الأسوأ
وأكد نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن هناك عدة سيناريوهات لتعامل الاحتلال الصهيوني مع عملية رفح. وقال سالم في تصريحات صحفية : في البداية عمل الاحتلال الصهيونى على إخلاء أكبر قدر من السكان من أجل أن يقوم بعمل إبادة بقدر الإمكان من خلال المدفعية والطيران ثم يبدأ بعملية الاجتياح البري . وأضاف: اتجاه الهجوم الرئيسي سيكون من اتجاه البحر؛ لأنه يريد أن يقوم بعمل هجوم خاطف بشكل لا تتوقعه حماس، معربا عن اعتقاده أن الاحتلال الصهيونى استطاع تحديد أماكن المحتجزين بنسبة 70-80%، وبالتالي يقوم بعمل عملية خاطفة وربما يضرب غازات إزعاج لتقوم بتخدير كافة الموجودين بمن فيهم الأسرى والرهائن بحيث لا يستطيع الشخص السيطرة على عضلاته . وتوقع سالم أن يكون الهجوم الرئيسي من اتجاه البحر والهجوم الخداعي سيكون من اتجاه معبر كرم أبو سالم، لأن الاحتلال يريد استعادة الرهائن وبعدها يعلن القضاء على حماس . وأوضح أن الاحتمال الأسوأ هو ألا تنتظر دولة الاحتلال حتى انتهاء عملية الإخلاء؛ لأن كل انتظار هو بمثابة فرصة للمقاومة الفلسطينية بالاستعداد وبالتالي مع عملية الإبادة الشاملة من البر والبحر والجو تقوم بعملية الاجتياح وبالتالي يتم الضغط على السكان بالنزوح وتهجيرهم إلى مصر . وأشار سالم إلى أن السيناريو الأخير المتفائل هو انتظار المفاوضات والقبول بعملية تبادل للأسرى مع حماس، وابرام اتفاق لوقف إطلاق النار مستبعدا حدوث ذلك فى الفترة الحالية .