أعلن ممثل الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية أهارون بارك، الأربعاء، استقالته من منصبه لأسباب وصفها ب"الشخصية والعائلية"، وذلك مع تزايد الضغوط على "إسرائيل" في ظل تجاهلها أمر المؤسسة الدولية في لاهاي الانسحاب من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واستمرارها بمهاجمة المدنيين، وارتكاب المجازر المروعة بحقهم. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن أهارون الذي عينته دولة الاحتلال ممثلا لها بعد رفع جنوب أفريقيا دعوى الإبادة الجماعية، أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه قدم استقالته من محكمة العدل الدولية في لاهاي. وأوضحت الصحيفة، أن أهارون قال في رسالته لنتنياهو: "أعلن استقالتي لأسباب شخصية وعائلية. أشكركم على ثقتكم بي"، مشيرة إلى أنه "سيتعين الآن على تل أبيب أن تقرر ما إذا كانت ستختار قاضيا آخر" بدلا من هذا القاضي. ونقلت الصحيفة عن مصادر قانونية إسرائيلية لم تسمها، أنه "ليس من المؤكد على الإطلاق اختيار قاض آخر للمحكمة في لاهاي كممثل لإسرائيل"، وأضافت: "ستكون هناك مشاورات بهذا الشأن نهاية الأسبوع"، وفقا لوكالة الأناضول. وفى يناير الماضي، قررت دولة الاحتلال الإسرائيلي تعيين بارك، وهو قانوني عمل سابقا مستشارا قضائيا للحكومة الإسرائيلية، ورئيسا للمحكمة العليا في "إسرائيل"، بمنصب قاض منتدب من جانبها في محكمة العدل الدولية، وذلك بموجب قوانين المحكمة التي تسمح لأي دولة تقدم شكوى أو يقدم ضدها شكوى بضم قاض من قبلها إلى 15 قاضيا دائما فيها. وفي 24 أيار/ مايو الماضي، قضت محكمة العدل الدولية في لاهاي بأغلبية 13 قاضيا مقابل اثنين (أحدهما باراك) بضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من رفح جنوبي قطاع غزة، ووقف اجتياحها البري للمدينة المكتظة بالنازحين، بناء على طلب قدمته جنوب أفريقيا. ومنذ 6 مايو الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية، وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم. ولليوم ال243 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية. وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 36 ألف شهيد، وأكثر من 81 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.