قالت منصة "صحيح مصر" للتدقيق: إن "الحكومة المصرية أرسلت سيناريو الحشاشين إلى إمام الطائفة الحالي كريم الحسيني، لمراجعته قبل تحويله إلى عمل درامي، وذلك بحسب تصريحات حصل عليها صحيح مصر من أحد أعضاء الإدارة التنفيذية للمؤسسة التنموية التابعة للطائفة في مصر". ورصدت منصة "صحيح مصر" في هذا التقرير الوجه الآخر للحشاشين في مصر، وهو وجه مغاير للرواية الدرامية الواردة في المسلسل التليفزيوني، لا تخلو من تقدير وتعاون حكومي، وإنفاق سخي على أعمال التطوير والتنمية في منطقة القاهرة الفاطمية والدرب الأحمر، وأسوان. وقالت @SaheehMasr: إن "الشركة المتحدة المملوكة للدولة المصرية أنتجت مسلسل "الحشاشين" والذي يتناول قصة نشأة الطائفة الإسماعيلية النزارية الشيعية، والمعروفة باسم جماعة "الحشاشين" وإمامهم الأول حسن الصباح، والتي مارست العنف والاغتيالات ضد خصومها في القرن الحادي عشر، رغم عدم وجود تمثيل حقيقي لأتباع الطائفة بين المصريين، ولكن لهم أثرا واضحا عبر الأعمال التنموية لشبكة الآغا خان للتنمية، وتعاونا واضحا مع الحكومة المصرية في تمويل مشروعات ترميم الآثار الإسلامية، كما تجد الجماعة تقديرا من المسؤولين المصريين، إذ يلتقي إمام الحشاشين الحالي والخليفة ال 48 لحسن الصباح، كريم الحسيني المعروف باسم "الآغا خان"، بقيادات حكومية مصرية بشكل دوري. الحشاشون الجدد وقالت المصنة: إنه "رغم تاريخ الطائفة الدموي في القرن الحادي عشر، إلا أن من تبقى من أتباعها في القرن الواحد والعشرين، ويقدر عددهم ما بين 10 و12 مليون شخص حول العالم، بعيدون كل البعد عن أعمال العنف، إذ يعيش نحو 250 ألفا يعيشون في المنطقة العربية، وغالبيتهم في سوريا في مدينة السلمية، وبعض القرى والمدن المجاورة لها مثل مصياف والقدموس ونهر الخوابي". وأضافت أن الإمام كريم الحسيني، قائد الفرقة هو رجل أعمال بريطاني من أصل باكستاني مولود في سويسرا عام 1936، وتولي رئاسة الطائفة عن عمر ال20 عاما، وفي عام 2015 نشرت فوربس أن ثروة الآغا خان الرابع تقدر بنحو 800 مليون دولار. وأضاف ان مؤسسة شبكة "الآغا خان" للتنمية، تنشط في مناطق النزاريين في سوريا، وتقدم الدعم والمعونات للنازحين بسبب الحرب، وهي مؤسسة كان هدفها في البداية تقديم الرعاية ودعم إلى أبناء الطائفة في جنوب آسيا وشرق أفريقيا وسوريا، ولكن سرعان ما توسعت أعمالها إلى نحو 30 دولة حول العالم، وتركزت أعمالها في المنطقة العربية في مصر وسوريا والإمارات. تطوير القاهرة التاريخية وكشفت المنصة أن الحشاشين موجودن في محافظتي القاهرةوأسوان، عبر أعمال جمعية "الآغا خان" للتنمية، وتأتي حديقة الأزهر في مُقدمة المشروعات التي نفذتها الطائفة في مصر عبر ذراعها غير الربحي "صندوق الآغا خان للثقافة". وقال مسؤول في الإدارة التنفيذية للمؤسسة لصحيح مصر: إن "الحديقة أعلن عن تأسيسها إمام الطائفة الحالي، كريم الحسيني، في العام 1984، ودخلت الخدمة رسميا في العام 2005، إذ قالت الشبكة إنها تكلفت 30 مليون دولار، وكانت هدية من الآغا خان للقاهرة، إذ حولت الجمعية مكب للنفايات إلى حديقة، واستوحت تصميم الحديقة من الحدائق الإسلامية التاريخية". وامتدت أعمال الطائفة إلى التعاون مع وزارة الآثار في تمويل تطوير عدة مساجد مثل ترميم مسجد الأمير "آق سنقر" أو ما يُطلق عليه الجامع الأزرق، الذي أغلق عقب تضرره من زلزال القاهرة عام 1992، كما مولت الطائفة أيضا تطوير مجمع خاير بيك في باب الوزير بالدرب الأحمر. ووشملت أعمال المؤسسة ترميم جزء من السور الأيوبي الشرقي لمدينة القاهرة، بتكلفة بلغت نحو 20 مليون جنيه. وفي العام 2000 دشن الصندوق الثقافي للشبكة، مشروع إعادة تأهيل المباني السكنية في حي الدرب الأحمر، وتحسين الشوارع المحيطة بتلك المساكن التراثية، وتأسيس مرافق للرعاية الصحية لسكان المنطقة. وفي العام 2011، أسس برنامج "الآغا خان" للموسيقى مدرسة الدرب الأحمر للفنون، لتعليم أطفال الدرب الأحمر فنون الموسيقى، من الإيقاع والآلات النحاسية، وفنون السيرك. وفي العام 2018، شارك الحشاشون في تنفيذ مسار سياحي يربط بين مجموعة من المباني الأثرية في منطقة الدرب الأحمر، بالشراكة مع الحكومة المصرية وصندوق الاتحاد الأوروبي، وافتتح ذلك المسار السياحي رسميًا في فبراير 2023، وقال أمين المجلس الأعلي للآثار مصطفى وزيري، وقت افتتاحه، إنه يقع على امتداد 2 كيلو متر ويشمل 12 موقعا أثريا. وفي محافظة أسوان تنشط إحدى الجمعيات التنموية التابعة لشبكة "الآغا خان"، وهي باسم زوجة إمام الطائفة الراحل الفرنسية الأصل إيفيت لا بدوس التي لُقبت ب"البيجوم أم حبيبة"، وهى مؤسسة غير ربحية تأسست عام 1991 تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، وتعمل في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، والإدماج الاقتصادي، وتمكين المرأة داخل محافظة أسوان. مع السيسي وأشارت المنصة إلى أنه في فبراير عام 2015، زار الإمام الحالي للطائفة النزارية كريم الحسيني مصر، والتقى رئيس مجلس الوزراء آنذاك، المهندس إبراهيم محلب، إذ شاركا سويا في افتتاح الجامع الأزرق، بعد تطويره بتمويل من الطائفة. وكرم محافظ أسوان وقتها، مصطفى يسري، إمام الطائفة، ومنحه درع المحافظة، تكريما لجهود مؤسساته في تقديم الدعم للمجتمع المحلي في أسوان، والإنفاق على الأعمال الخيرية. https://twitter.com/SaheehMasr/status/1774776591630884892