ارتكبت قوات الاحتلال فجر اليوم الخميس، مجزرة وحشية ضد أبناء غزة الذين كانوا ينتظرون توزيع مساعدات عليهم للتغلب على الحصار المطبق الي تنفذه ضدهم دولة الاحتلال الصهيوني. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة مجزرة شارع الرشيد ارتفعت إلى 104 شهداء و760 إصابة. وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاحتلال الصهيوني مسؤولية المجزرة المروّعة التي ارتكبها ضد المدنيين غرب غزة. وأشار إلى أن هؤلاء ذهبوا للحصول على الغذاء وعلى مساعدات بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700,000 إنسان منذ 146 يوما وبعد حصار وإطباق من جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أنه كان لدى الاحتلال النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، حيث أعدم هؤلاء الشهداء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة. وأكد أن جيش الاحتلال كان يعلم أن هؤلاء الضحايا كانوا قد وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات إلا أنه قتلهم بدم بارد. مجزرة دامية وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات غرب جنوبيغزة، وقتلت وجرحت المئات، بعدما استهدفتهم بالقذائف المدفعية وإطلاق النار المباشر". وأضاف الأورومتوسطي، أن فريقه الميداني وثق اقتراف الاحتلال مجزرة دامية عندما أطلقت الدبابات الإسرائيلية في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجر اليوم الخميس، القذائف والنار بشكل مباشر تجاه آلاف المدنيين الجياع الذين انتظروا منذ ساعات وصول شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي غزة. وأكد أن عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين الفلسطينيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات، وأن العشرات ارتقوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة أخذ كيس طحين، وأن العشرات استُهدفوا وهم يحملون كيس الطحين أو كرتونة تحمل معلبات لإطعام أفراد أسرتهم الذين أنهكهم الجوع. وقال باحث المرصد الأورومتوسطي في مستشفى الشفاء: إن "مئات المصابين والشهداء وصلوا إلى المستشفى الذي يعمل بطاقة جزئية، مؤكدا أنه لا يوجد طواقم طبية كافية وهناك تدافع كبير، واضطر مواطنون للتعامل مع الجرحى ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية وسط حالة كارثية ومؤلمة، وأن مئات الشهداء والمصابين على الكارات وبعضهم معهم كيس طحين الذي اختلط بالدماء". ونقل المرصد عن سعيد ثابت سالم الريفي قوله: "ذهبنا لأخذ المساعدات لاستلام الطحين على البحر، أطلقوا النار تجاهنا، الساعة 4:30 فجر اليوم، بمجرد وصول الشاحنات وتقدم الناس نحوها بدأ إطلاق النار من كل مكان، صارت مجزرة، إذا كانوا سيطلقون النار علينا لماذا يطلقون النار علينا؟ إطلاق النار تجاهنا، ظلم اللي بصير، أنا حصلت على كيس طحين لأطعم أسرتي المكونة من 11 فردا، ورفيقي قتل، انتظرت منذ الساعة الثانية ظهر أمس حتى السادسة صباح اليوم. وأفاد أنس صبحي عبد العال، وصلنا دوار النابلسي، بمجرد دخول الشاحنات بدأت الدبابات تطلق النار وتطلق القذائف من كل 10 أشخاص واحد استلم، هناك العديد من قتلوا أو أصيبوا وهم يحملون كيس طحين أو كراتين تحمل معلبات، إطلاق النار كان على الشاحنات ومحيطها بعدما وصلها المواطنون، أصبحت الشاحنات محملة بالقتلى والمصابين. وأكد الأورومتوسطي أن عمليات القتل الجماعي للمدنيين الجياع تأتي في وقت تستمر فيه محاولات الجيش الإسرائيلي تفريغ غزة وشمالها من السكان الذين بقوا فيها، عبر إرسال رسائل إليهم أن المساعدات فقط في منطقة المواصي، وعبر الاستمرار في التجويع واستخدامه كسلاح في الحرب الدامية. وحذر بأن إسرائيل تتعمد تعميق أزمة التجويع الكارثية لجميع سكان قطاع غزة، بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على نحو شديد ومتواصل، ومنع وعرقلة إدخال وتوزيع الإمدادات الإنسانية، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، بهدف دفع السكان إلى التهجير القسري من مناطقهم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي. ووثق المرصد الأورومتوسطي إفادات من سكان في مدينة غزة وشمالها بشأن تلقيهم اتصالات هاتفية من الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، يطالبهم فيها بشكل واضح وصريح بالنزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة من أجل الحصول على الغذاء والماء وتفادي الموت جوعا. وبحسب الإفادات، فقد تضمنت رسائل مسجلة تلقاها السكان قول الجيش الإسرائيلي إنه ما يزال يعمل بقوة في مناطقهم، بينما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية في منطقة المواصي جنوبي القطاع، مطالبا إياهم بالتوجه إلى تلك المنطقة للحصول على المساعدات. وبحسب متابعة المرصد الأورومتوسطي، فإن الإمدادات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة في فبراير الجاري انخفضت مقارنة مع يناير بنسبة 50% على الرغم من تعاظم الاحتياجات الهائلة لأكثر من 2.3 مليون نسمة يعيشون في ظروف معيشية بائسة. وأبرز الأورومتوسطي استمرار تراجع وتيرة إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، وتقويض آليات حمايتها وسبل توزيعها، يأتي كأداة أساسية تنفذ فيها إسرائيل مسعاها في إخضاع فلسطينيي القطاع عمدا لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكهم الفعلي، وكذلك لاستكمال تنفيذ خططها في تفريغ مدينة غزة ومناطق شمالي قطاع غزة من السكان، وإجبارهم على النزوح جنوبا بشكل قسري تحت ضغط الهجمات العسكرية، والتهديد والترهيب، وسياسة التجويع وإبقاء مستويات مساعدات غير متناسبة مع حجم الاحتياجات الهائلة. وحمّل المرصد الأممالمتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية عن عجزه حتى الآن في ضمان آليات مناسبة لإدخال المساعدات الإنسانية لإغاثة الجياع، مشددا على أنهم يتحملون مسؤولية التواطؤ في عمليات القتل والتجويع التي تستهدف مئات آلاف المدنيين. ودعا المرصد جميع الدول إلى فتح جسر جوي مباشر إلى قطاع غزة، وتنفيذ إنزالات جوية مكثفة ويومية تشمل جميع مناطق القطاع، وبشكل خاص مدينة غزة وشمال القطاع، والمشاركة في التصدي والحماية من الخطط الإسرائيلية الهادفة إلى التهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة؛ وهو الأمر الذي حذرت منه الدول، وبخاصة الدول العربية المجاورة، بشكل مستمر منذ بدء العدوان الإسرائيلي العسكري الأخير على القطاع. حرب التجويع من جانبها نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، ولفت بيان الحركة إلى أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال فجر اليوم بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية غرب غزة، فباغتتهم نيران الاحتلال، واستشهد منهم العشرات وأصيب المئات، ما هي إلا جريمة في إطار حرب التجويع التي يخضوها الاحتلال بتواطؤ أمريكي بهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم. وقالت حماس: "في مجزرة بشعة تضاف لسلسلة المجازر الطويلة التي يقترفها الكيان الصهيوني المجرم ضد شعبنا الفلسطيني غير مكترث بعواقب أفعاله الإرهابية، بسبب غطاء وتواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي بايدن في عدوانه، أقدم جيش الاحتلال الصهيوني على استهداف تجمع لآلاف من المواطنين أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية في مدينة غزة، ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء وإصابة مئات آخرين بجروح مختلفة". وأضافت الحركة أن هذه المجزرة البشعة غير المسبوقة في تاريخ جرائم الحروب تأتي في إطار حرب التجويع التي ينفذها العدو المجرم ضد أبناء شعبنا الهادفة لتهجيره عن أرضه، تنفيذا لمخططه الخبيث الرامي لطمس القضية الفلسطينية.