مع إعادة الحديث من جانب الإعلام الصهيوأمريكي عن إدارة الدولة الفلسطينية كما بعد الحرب في غزة، نشرت صحيفة نيويورك تايمز السبت عن مقترحات من الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حديث له مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بخصوص الحلول الممكنة لدولة فلسطينة مستقلة في أول اتصال بينهما من نحو شهر وسط توتر بشأن مرحلة ما بعد غزة بحسب تقارير. وقالت صحيفة نيويوركتايمزالأمريكية: إن "بايدن تحدث عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح لا تهدد أمن اسرائيل على أمل التغلب على مقاومة نتنياهو المضنية للفكرة، في حين تداولت وسائل إعلام أمريكية خبراء ساخرا من مقترح بايدن وهو ترحيب رئيس أمريكا بسماح إسرائيل دخول شحنة طحين إلى قطاع غزة". ونقل الإعلام الصهيوني الأحد سخرية رئيس الوزراء نتنياهو ووزرائه من الحل الذي تحدث عنه بادين ورفضهم قيام دولة فلسطينية، وقال وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش إن على البيت الأبيض الأبيض التحرر من الأوهام. شركاء بحرب الإبادة غير أن الموقف الفلسطيني من تقرير مصيره أوضحه القيادي بحركة حماس وعضو مكتبها السياسي عزت الرشق والذي في تصريحات للجزيرة مساء السبت أكد أن بادين شريك كامل في حرب الإدبادة وشعبنا لا ينتظر منه خيرا، مضيفا أن بيع الوهم الذي يحاوله بايدن بالحديث عن الدولة الفلسطينية وأنماطها لا ينطلي على شعبنا. وقال "الرشق": "يظنون أنفسهم أولياء أمور الشعب الفلسطيني يريدون أن يختاروا له نمط الدولة التي تناسبه، والحديث الأمريكي كان قبل 100 يوم عن غزة ما بعد حماس واليوم صار عن إسرائيل ما بعد نتيناهو". وشدد "الرشق" على أنه بعد عشرات الجرحى في قطاع غزة والضفة الغربية، فإن الشعب الفلسطيني سينتزع دولته والتي سيعيش فيها حرا كريما كا يليق بتضحايته. وفي هذا الصدد يشار إلى الإمداد العسكري المتواصل من واشنطن إلى جيش الاحتلال بالعتاد والنفير والدعم اللوجستي، فضلا عن المراقبة الكثيفة لحماس وأنصارها، حيث كشفت أجهزة المخابرات الأمريكية أنها تضع حماس ضمن أولوياتها بعد الصين وروسيا وكوريا. ونقلت مديرية الاستخبارات الوطنية الأمريكية (DNI) الهيئة الإشرافية والتنسيقية لجميع وكالات الاستخبارات الأمريكية، حماس من الأولويات الأمنية من المستوى الرابع إلى المستوى الثاني، وهذا يعني زيادة الاهتمام الاستخباراتي من جانب واشنطن تجاه حماس. تسريبات الإعلام الصهيوني وكان موقع أكسيوس (Axios) الأمريكي شرب أن جو بايدن وكبار المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالغضب والسوء بشكل متزايد إزاء رفض نتنياهو للمطالب الأمريكية وقالوا: "الوضع مزري ونحن عالقون، نتنياهو أظهر الإصبع الأوسط للرئيس بايدن ولم يتحدث بايدن مع نتنياهو مرة أخرى بعد لقاء متوتر في 23 ديسمبر، وأنهى بايدن المحادثة بغضب في ذلك التاريخ بقوله انتهى اللقاء". وأضاف الموقع أن بايدن طلب من نتنياهو الإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية المصادرة فرفض نتنياهو، كذلك أظهر عدم احترامه لخطط واشنطن لما بعد حرب غزة وخطط إسرائيل التي تم عرضها بعيدة جدا عن الواقع. وقال الموقع: "إذا استمر موقف إسرائيل، فسيكون من الصعب على إدارة بايدن الحفاظ على نفس الدعم لإسرائيل". ومقابل ذلك دعا السيناتور الأمريكي برني ساندرز بايدن إلى رفض سياسة حكومة نتنياهو اليمنية بشكل واضح. ومن هذا الجانب المقابل، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك الذي قال: "إن استراتيجية نتنياهو الحالية تخاطر بإبعاد الولاياتالمتحدة عنا وترك إسرائيل وسط الفوضى في غزة". وأضاف باراك "بدون هدف واقعي، سنظل عالقين في وسط الفوضى في غزة، وسنذهب إلى الحرب في كل من لبنان والضفة الغربية، ونفقد الدعم الأمريكي ونعرض اتفاقات أبراهام للخطر". المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة @YZaatreh علق على هذه التسريبات قائلا: "لم يعد تباين الموقف بين واشنطن ونتنياهو سرا، والمصادر الأمريكية تسرّب على نحو شبه يومي تصريحات تتهم نتنياهو بتقديم حساباته الشخصية على حساب المصلحة الإسرائيلية". وأضاف، ربما صح ذلك فيما يتعلق بعائدات الضرائب لسلطة رام الله، وطبعا بسبب موقف شركاء نتنياهو في الائتلاف، وطبعا رغم الحاجة لاستمرار السلطة في أداء دورها الخادم للاحتلال، وقد يصحّ أيضا في موقفه من دور للسلطة فيما يسمّونه اليوم التالي في القطاع، لكن الأمر ليس كذلك فيما يتعلق باستمرار الحرب، والذي ما زال إلى الآن يحظى بإجماع المؤسسة الأمنية والعسكرية ومجلس الحرب. وتابع: "لعل ذلك هو ما يفسّر عدم وجود موقف أمريكي رافض لذلك، وإن عُطف على رجاء بمحاولة تخفيف الضحايا بين المدنيين لاعتبارات سياسة وخشية المزيد من استفزاز الرأي العام، الأمر الذي يستجيب له الصهاينة بالتصريحات، دون تحويلها إلى واقع على الأرض". وأشار إلى أن الحق أن لبايدن حساباته الشخصية في الموقف، لكن الحقيقة أيضا أن صهاينة واشنطن الذي يجاملهم ويعتبر نفسه منهم؛ ليسوا متفقين على المسار العام، إذ بينهم من يريدون منه أن يضغط لتصحيح البوصلة؛ خوفا على كيانهم، وليس تناقضا مع مصالحه. ورأى أن "المأزق التاريخي الذي وضعهم فيه طوفان الأقصى، وبعد ذلك البسالة الأسطورية للمقاومة، وما كبّدته من خسائر للاحتلال، بجانب عجزه عن تحقيق صورة انتصار بعد 100 يوم على بدء الحرب، وفي ظل جسر جوي عسكري أمريكي لم يتوقف منذ الأيام الأولى للحرب". ولفت في تغريدة عبر (اكس)، إلى أنه "يبقى القول إن أمريكا شريكة في سفك دماء شعبنا، ولا يبدو أنها في وارد تغيير موقفها على نحو يلجم سُعار الغزاة، لكن ذلك لن يفرض الاستسلام على شعبنا، ولن يغيّر في حقيقة أن الطوفان سيبقى محطة تاريخية في كتابة النهاية لهذا الكيان الغاصب.". https://twitter.com/YZaatreh/status/1746606447432003725