منذ تولي عبد الفتاح السيسي حكم مصر عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، تحول معبر رفح إلى بيزنس لبعض جنرالات الجيش المصريين مقابل السماح بخروج بعض الفلسطينيين من غزة، بحيث يتم إدراج من يدفع على قوائم الخروج. وعقب طوفان الأقصى والإبادة الإسرائيلية تصاعدت هذه السياسة المالية للجباية ممن يرغب في الخروج والنجاة بنفسه من غزة، وارتفع فاتورة الجباية من ألفي دولار للفرد إلى 5 و10 ألاف دولار وفق روايات العديد من أهل غزة . وانتشرت على مواقع التواصل مؤخرا قصص معاناة لفلسطينيين تمنعهم مصر من الخروج، بدعاوى أن هذه تعليمات إسرائيلية، بينما الحقيقية أنها عمليات ابتزاز يقوم بها ضباط الجيش. حيث يطالب هؤلاء الضباط في الجانب المصري من معبر رفح الفلسطينيين بدفع 5 آلاف دولار على الأقل، مقابل السماح لهم بالمرور إلى مصر. ليس جديدا مصادر فلسطينية قالت: إن "الموضوع قديم وتصاعد منذ فتح مصر المعبر عقب غلقه فترات طويلة في أعقاب مسيرات العودة لتخفيف الحصار على غزة، وأبلغوا الجانب الفلسطيني أن 300 شخص من 2.300.000 فلسطيني يحق له السفر يوميا، وكان المعبر يعمل 5 أيام أسبوعيا". أوضحت أن هذا العدد القليل جدا يضع عراقيل أمام سفر شرائح واسعة من الناس (مرضى وتجار وطلاب وزوار) خاصة في فترة الصيف وبداية العام الدراسي، لذلك ابتدع الجانب المصري ما يسمي "التنسيقات". وهي التواصل مع الأجهزة الأمنية المصرية العاملة في المعبر أو القاهرة عبر وسطاء وتقوم بدفع مبلغ مالي والمبالغ متفاوتة من 500 دولار الي 10000 دولار في بعض الحالات، وفي اليوم التالي يقوم الجانب المصري بإرسال كشف اسمه تنسيقات مصرية، وهذا الكشف يسافر من به ويمر لمصر مهما كان عدده وهو لا يأخذ من حصة غزة اليومية وهي 300 مسافر. وحين احتج فلسطينيون على ذلك تم تعطيل سفرهم بحجج مختلفة، منها تعطل أجهزة الكمبيوتر أو تعليمات إسرائيلية وغير ذلك. وقال نشطاء: إنه "في مرات عديدة حاولت غزة رفض هذا السلوك غير القانوني وغير الإنساني وغير الأخلاقي والذي يستنزف جيوب الناس التعبانة والفقيرة ويرهق اقتصاد غزة، فكانت النتيجة تعطيل العمل في المعبر من قبل هؤلاء الضباط من خلال افتعال قصص مكذوبة أشهرها "الشبكة واقعة". وبجانب هذه الإتاوة قررت السلطات المصرية مؤخرا "مأسسة" سبوبة ما تسميه "التنسيقات" عبر شركة خاصة اسمها شركة "هلا" تابعة للعرجاني تقوم بتحصيل 1200 دولار للبالغ و600 دولار للقاصر مقابل خدمة تنسيقات لسفر أهالي من دون وقوف على الكمائن وبالوقت الطبيعي للسفر بدون بهدلة، كما يقول فلسطينيون. روايات الجباية وقد روي أكثر من فلسطيني عبر مواقع التواصل تفاصيل هذه الجباية. الصحفية الفلسطينية "مني عمري" روت ما يجري ووصفته بأنه معيب ومذل ومهين لمصر ما يحدث على حاجز رفح، نعم هو حاجز وليس معبرا، يتكدس الناس على بابه جرحى يعانون البرد والجوع". قالت: إن "والدة جرحها ملتهب وخروجها من غزة لتلقي العلاج سينقذ حياتها، ظلت تنتظر منذ أيام لأن أولادها لا يملكون 7 آلاف دولار لدفعها لضباط المعبر المصري لاستثنائها وإخراجها من معبر رفح، وإنهم طلبوا 14 ألف دولار حال مرافقة أحد لها". نقلت عن فلسطينيين أن الأسعار على حاجز رفح هي بحسب أهالي غزة هي، 7 آلاف دولار على الكبير، وألف دولار على الطفل حتى 12 عام، و500 دولار على القطة. قالت: "هدمت بيوت الناس على رؤوسهم، خرجوا من تحت الانقاض بأرواحهم بدون جوازات سفر بدون أموال بدون شيء، لكن يجري السماح للناس بالخروج من معبر رفح بالقطارة وابتزازهم بهذا الشكل. أوضحت أنه حن اندلعت الحرب في أوكرانيا كان الناس على الحدود البولندية يأتون بسياراتها من كافة الدول الأوروبية ليستضيفوا عائلة أوكرانية عندها، لكن عبر معبر رفح يجري ابتزاز من هدم الاحتلال منازلهم وقتل أسرهم لينجوا بأنفسهم بآلاف الدولارات. https://twitter.com/MonaOmary/status/1743274263275081785 طالبة فلسطينية نشرت فيديو عبر يويتوب تستغيث من أجل السماح لإدخال أسرتها إلى مصر من غزة وهي تقول: "لازم أدفع لكل فرد من الأسرة 5000 دولار عشان يدخل" في إشارة للإتاوة التي يفرضها الضباط المصريين عبر الحدود لدخول الفلسطينيين. https://twitter.com/miraayoub8/status/1741421144165532126 الصحفية "سمر الجراح" كتبت تقول: "صديق لي يحاول إخراج والده من غزة لحاجته للعلاج، طُلب منه من جانب جنرالات الجيش 7 آلاف دولار، حتى يُسمح له المرور من معبر رفح". https://twitter.com/SamarDJarrah/status/1740339031941234809 مراسل تلفزيون العربي في إسبانيا معاذ حامد كتب: "قال لي صديق غزاوي إن المصريين طلبوا 10 آلاف دولار عن والدته الجريحة للخروج من رفح للعلاج، وعن شقيقته 5 سنوات، 5 آلاف يتم دفعها للضباط على المعبر". قال: إنهم "يتحججون بضرورة الموافقة الأمنية الإسرائيلية لخروج أي شخص من غزة، وإنها حجة لا أكثر، وحين يرون الدولارات يوافقوا على الفور بعبور أي شخص". https://twitter.com/MuathHamed/status/1741839416392302639 وقال نظام المهداوي وهو رئيس تحرير موقع وطن ومراسل في واشنطن: إن "محمود السيسي، نجل عبد الفتاح السيسي، عين ضابطا من المخابرات المصرية ليتلقى من كل فرد يرغب بمغادرة غزة عبر معبر رفح مبلغا مقداره 5 آلاف دولار". https://twitter.com/NezamMahdawi/status/1731996609951453558?t=PnZyKxLisspDr34syiDf7A&s=35 وقال نشطاء: إنه "بعد وصول الإتاوة التي يفرضها رجال الأمن المصريين للموافقة على خروج الجرحى والعالقين في غزة إلى 10آلاف دولار للفرد، ظهرت حملات على موقع gofundme لجمع المال اللازم لدفعه للصوص مكتب تنسيق معبر رفح". https://www.gofundme.com/s?q=gaza