مع اليوم ال 56 للعدوان وانتهاء التهدئة وتجدد الغارات الصهيونية على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الجمعة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ الصباح وحتى اللحظة إلى 178 شهيدا و589 إصابة معظمهم من الأطفال والنساء. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، باندلاع اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في محور حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي فإن عجلة الحياة توقفت تماما مع استئناف حرب الإبادة، متحدثًا عن توقف عمل المرافق الحيوية مثل المخابز ومحطات تعبئة المياه ومحطات تشغيل الآبار ومضخات الصرف الصحي ومضخات مياه الأمطار وغيرها. وأكد أن قطاع غزة أمام كارثة إنسانية حقيقية ومتفاقمة بسبب تدمير جيش الاحتلال أكثر من 60% من المنازل والوحدات السكنية في قطاع غزة وخاصة في محافظتي غزة وشمال غزة، مشيرًا إلى أن أكثر من 50 ألف منزل دمرت بشكل كلي، و250 ألف وحدة دمرت بشكل جزئي. وفيما أشار إلى توقف أكثر من 26 مستشفى و55 مركزاً صحياً عن الخدمة، قال إن آلاف الجثامين لا تزال تحت الأنقاض، ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالها. وأوضح أن ما يصل من مساعدات لا يلبي 1% من الحاجة الكبيرة والهائلة لأهالي قطاع غزة، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني في غزة يتعرض لسياسة تجويع وتعطيش مقصودة وممنهجة. وحمّل الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الحرب، مطالبا العالم بوقفها، فيما طالب بإدخال عدد كبير من الشاحنات بشكل عاجل وفوري. وفي استكمال للاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بقصف الاحتلال الإسرائيلي أرضاً زراعية في منطقة القرارة شمال شرق خانيونس. كما شن الاحتلال قصفاً مدفعيا عنيفا استهدف المناطق الشمالية من قطاع غزة، والمناطق الشرقية من مدينة خانيونس جنوبي القطاع. ولفت مراقبون إلى أن نحو نصف الشهداء منذ انهيار الهدنة سقطوا في جنوب القطاع وشنّ طيران الاحتلال سلسلة غارات على مناطق عدة في قطاع غزة. وشملت الغارات الأخيرة مخيم المغازي ومدينة خانيونس من بين مناطق أخرى. كما قصف الاحتلال مسجد الأمين محمد شمالي رفح. وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف جالانت، الجمعة، في بيان، إنه راقب الهجمات التي تشنها قواته على غزة، من خلال مروحية قتالية حلقت فوق القطاع. وذكر البيان أنّ جالانت، "شاهد موجة الهجمات الجوية على غزة من مروحية عسكرية، حلقت فوق قطاع غزة". ونقل البيان عن الوزير الإسرائيلي قوله: "لقد شاهدت الهجمات، وشاهدت شدتها من قمرة القيادة لطائرة هليكوبتر قتالية تابعة للقوات الجوية فوق قطاع غزة". وتابع "كما قلت منذ اليوم الأول، أكرر الآن: منظمة حماس لا تفهم إلا القوة". وأكد د. أشرف القدرة في تصريح صحفي، أن الواقع الصحي في غزة وشمال قطاع غزة كارثي للغاية، نتيجة خروج المستشفيات الكبرى عن الخدمة، مشيرا إلى أن الإمكانيات الطبية والسريرية في غزة والشمال محدودة للغاية. ونوه إلى أن المستشفيات الثلاثة المتبقية في غزة والشمال صغيرة وغير مؤهلة لاستقبال الأعداد المتزايدة من الجرحى. وصباح الجمعة أمضى الاحتلال توعده بالعودة للحرب وأنهى التهدئة الإنسانية المؤقتة التي استمرت سبعة أيام، وسط مطالبات دولية بوقف شامل لحرب الإبادة الجماعية الصهيونية. د. أشرف القدرة، أشار إلى أن الطواقم الطبية تتعامل مع أعداد كبيرة من الجرحى مع انتهاء الهدنة وتجدد قصف المدنيين صباح اليوم. وأوضح أن "الجرحى يفترشون الأرض في أقسام الطوارئ وأمام غرف العمليات نتيجة تكدس الحالات" وفي السياق طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال محادثة بينهما اليوم الجمعة، الإعلان رسمياً عن نهاية خطة الهدنة، وقطع الاتصالات كلياً مع حركة حماس والوسطاء. وأضاف سموتريتش، بحسب ما نقلته القناة 12 العبرية: "نحن سعداء جداً بالمخطوفين الذين عادوا إلى ديارهم، ولكن الآن خطة الهدنة استنفدت نفسها (…) والموافقة على وقف آخر (لإطلاق النار) الآن ستكون خطأً فادحاً، يوحي بالضعف والتراخي".