بعد أيام من وقوع آخر اعتداء صهيوني على الأراضي المصرية في مدينة رفح بشمال سيناء ، وسقوط 9 جرحى من الجيش المصري، بعد أن قصفت إسرائيل برجا للمراقبة العسكرية، إصابات بعضهم خطيرة، فيما استشهد أحدهم، جاء اعتداء جديد اليوم، على مدينة طابا المصرية بجنوبسيناء، على مقر مستشفى طابا ومقر مبيت الأطباء، ما أوقع نحو 6 إصابات، بين المدنيين، وفق رواية قناة القاهرة الإخبارية المرتبطة بالمخابرات المصرية. ونقلت وكالة رويترز عن قناة القاهرة الإخبارية الجمعة 27 أكتوبر، أن صاروخا سقط في مدينة طابا بمحافظة جنوبسيناء على البحر الأحمر بالقرب من الحدود مع إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 6 أشخاص، فيما قال جيش الاحتلال إنه على علم بحادث أمني وقع خارج حدوده. كما نقلت رويترز عن شاهد عيان في طابا التي تبعد نحو 220 كيلومترا عن قطاع غزة إنه سمع دوي انفجار ورأى دخانا كثيفا وغبارا يتصاعدان. وذكرت قناة القاهرة نقلا عن مصادر أن الصاروخ أصاب مبنى الإسعاف في طابا والسكن المخصص لإدارة مستشفى المدينة. المصادر أشارت أيضا إلى أن واقعة سقوط الصاروخ بالمدينة المصرية تخضع للتحقيق الجاد، للكشف عن ملابسات ما حدث، موضحة أن الحادث له صلة بالقتال الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي السياق ، كشف الإعلامي المقرب من الاجهزة الأمنية، مصطفى بكري على منصة إكس، أن التحقيقات حول جهة إطلاق الصاروخ الذي ضرب مدينة طابا، تتجه إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي أو أنه صاروخ موجه من جماعة الحوثيين في اليمن إلى مدينة إيلات الإسرائيلية. من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إنه "على علم بوقوع حادث أمني بالقرب من الحدود على البحر الأحمر مع مصر، عقب تقارير عن انفجار في مدينة طابا، ونحن على علم بوقوع حادث أمني لكنه وقع خارج حدودنا". وطابا مدينة بها منتجعات على البحر الأحمر، تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح، وتقع قبالة مدينة إيلات الساحلية الإسرائيلية. والأحد الماضي، أصيب 9 عسكريين مصريين بجروح جراء قصف إسرائيلي على منطقة معبر رفح البري، في حين أكد جيش الاحتلال وقوع القصف بالخطأ. وقال المتحدث العسكري المصري، في صفحته على فيسبوك: إنه "خلال الاشتباكات القائمة في قطاع غزة، أصيب أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ، ما نتج عنه إصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية، وقد أبدى الجانب الإسرائيلي أسفه على الحادث غير المتعمد فور وقوعه، وجارٍ التحقيق في ملابسات الواقعة". وكانت الطائرات الإسرائيلية قصفت معبر رفح أكثر من 6 مرات، لتعطيل حركة المساعدات إلى قطاع غزة ، وهددت مصر بقصف أي شاحنة مساعدات تدخل القطاع، وذلك قبل اتفاق بين أمريكا ومصر على إدخال مساعدات برعاية مراقبين للأمم المتحدة. ومنذ اندلاع طوفان الأقصى، تواصل إسرائيل تهميش السلطات المصرية، والضغط على إدارة السيسي، للقبول بتهجير سكان غزة إلى سيناء، وممارسة ضغوط على المقاومة الفلسطينية. وكان السيسي قد أكد خلال حديثه مع قيادات الفرقة الرابعة للجيش المصري العاملة في سيناء، خلال تفتيش حرب الفرقة، تمسك الجيش المصري بضبط النفس، مطالبا الجيش بعدم الاغترار بالقوة والعدد حتى لا تندموا، وهي إشارات سلبية من قبل النظام، تمكن الأعداء والأطراف الأخرى، من التحرك بحرية ضدها ودون خشية من قواتها لعسكرية، خاصة وأن السيسي يؤكد لقيادات عالمية وسياسيين أن مصر متمسكة بالحياد، وعدم التدخل في الصراع الدائر على حدودها، وهو ما تستغله إسرائيل لفرض معادلاتها الجيو سياسية على المنطقة. ووفق مراقبين، فإن حديث السيسي الخاضع لإسرائيل يخصم من قوى المقاومة، ويفتح مجال الفعل أمام تل أبيب للتشدد ضد الفلسطينيين.