حذر المنقلب عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء قواته المسلحة وعامة الناس من كبح جماح غضبهم وحماسهم ، في إشارة واضحة إلى الغضب الذي تشعر به مصر من الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة المجاورة، بحسب ما ذكر موقع "ميدل إيست آي". وفي حديثه خلال تفقده للفرقة الرابعة المدرعة التابعة للجيش الثالث الميداني في محافظة السويس، على بعد حوالي 15 كيلومترا من الحدود المصرية مع قطاع غزة ، قال السيسي: إن "دور جيشه هو حماية حدود بلاده وأمنها القومي دون عدوان". وفي الوقت نفسه، حذر من الأعمال الناتجة عن الغضب والحماس وأوهام القوة، حيث خرج الآلاف من المصريين إلى الشوارع يوم الجمعة للتنديد بالهجمات الإسرائيلية ومطالبة السيسي والقادة العرب باتخاذ إجراءات. ويأتي خطاب السيسي في الوقت الذي تدخل فيه العملية العسكرية الإسرائيلية الشرسة على غزة يومها ال 19، حيث يقدر عدد القتلى بين الفلسطينيين بما لا يقل عن 8000 شخص، بما في ذلك القتلى والمفقودين تحت أنقاض المباني التي تعرضت للقصف. ومعظم الضحايا من النساء والأطفال، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة. ويعد معبر رفح الحدودي في مصر البوابة الوحيدة للدخول والخروج من غزة التي لا تسيطر عليها سلطات الاحتلال وهو حاليا الممر الوحيد للمساعدات الإنسانية. وقد قصفت دولة الاحتلال المعبر الحدودي، على الجانبين الفلسطيني والمصري على حد سواء، خمس مرات منذ بدء الأعمال القتالية بين الاحتلال وغزة في 7 أكتوبر في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على جنوب دولة الاحتلال. وأسفر الهجوم الذي شنته حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة عن مقتل نحو 1,400 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وأسفر عن أسر ما لا يقل عن 200 شخص. ومنذ الهجوم، فرضت سلطات الاحتلال حصارا كاملا على القطاع المحاصر بالفعل، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود. وقد نددت وكالات الأممالمتحدة وجماعات حقوق الإنسان الدولية بهذه التدابير باعتبارها عقابا جماعيا غير قانوني بموجب القانون الإنساني الدولي. في خطابه يوم الأربعاء ، أخبر السيسي أفراد القوات المسلحة أن مصر يجب أن تستخدم قوتها العسكرية بحكمة في الصراع. وقال: "من المهم جدا عندما يكون لديك هذا النوع من القوة أن تستخدمها بشكل معقول، وأنتم لا تتجاوزون وتراودكم أوهام حول قوتكم" وشدد على أن مصر تلعب دورا إيجابيا للغاية بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء والشركاء في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف "على مدى السنوات ال 20 الماضية، كانت هناك ما يقرب من خمس جولات من الصراع بين الاحتلال وقطاع غزة، أو حماس، أو الجهاد الإسلامي، أو الجماعات الموجودة في قطاع غزة خمس مرات، وكان دور مصر دائما إيجابيا في احتواء وتهدئة التصعيد والتخفيف من آثار الصراع". وأوضح السيسي أن حل القضية الفلسطينية سيكون حلا دبلوماسيا، وهو حل الدولتين، مشددا على أن إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس "يعطي الأمل للفلسطينيين وفي الوقت نفسه يأخذ في الاعتبار الأمن لكل من الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي". والتقى السيسي أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القاهرة في وقت لاحق يوم الأربعاء، وقال في مؤتمر صحفي: إن "الزعيمين اتفقا على أن التهجير القسري لمدنيي غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية سيكون خطيرا للغاية". وقال السيسي: إن "المناورات العسكرية التي جرت يوم الأربعاء كان من المقرر إجراؤها قبل أسبوعين لإحياء الذكرى ال50 لحرب عام 1973 ضد الاحتلال، ولكن تم تأجيلها بسبب الأعمال العدائية الأخيرة". التجويع كسلاح حرب وقد أدت الهجمات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث لا تزال شاحنات المعونة عالقة خارج المعبر في انتظار الإذن والتأكيدات الإسرائيلية بعدم استهداف القوافل. ولم يسمح إلا ل 62 شاحنة إغاثة محملة بالإمدادات الطبية والمساعدات الغذائية بالدخول خلال الأيام ال 19 الماضية. وحذرت منظمة أوكسفام، في بيان يوم الأربعاء، من أن الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة. كما وجدت المنظمة أن اثنين بالمائة فقط من المواد الغذائية التي كان من الممكن تسليمها بشكل طبيعي قد دخلت غزة منذ الحصار الكامل، قبل الحرب، كان ما معدله 500 شاحنة تدخل غزة يوميا. وإجمالا، كان ينبغي أن تستقبل غزة 9,500 شاحنة منذ 7 أكتوبر وهذا لا يشمل المساعدات الإضافية للتعويض عن الخسائر الناجمة عن الغارات الجوية. وقالت المنظمة: "وعلى الرغم من السماح ل 62 شاحنة محملة بدخول جنوبغزة عبر معبر رفح منذ عطلة نهاية الأسبوع، فإن 30 شاحنة فقط كانت تحتوي على مواد غذائية، وفي بعض الحالات، لم تكن كذلك حصرا، وهذا يعادل شاحنة واحدة فقط كل ثلاث ساعات و12 دقيقة منذ يوم السبت". و قالت سالي أبي خليل، مديرة منظمة أوكسفام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يتعرض ملايين المدنيين للعقاب الجماعي على مرأى ومسمع من العالم، ولا يمكن أن يكون هناك مبرر لاستخدام التجويع كسلاح حرب". واختتمت:" لا يمكن لقادة العالم الاستمرار في الجلوس والمراقبة، عليهم التزام بالتحرك والتحرك الآن". https://www.middleeasteye.net/news/israel-palestine-war-egypt-sisi-warns-against-actions-anger