شهدت مناطق جنين ورام الله والخليل ونابلس وطولكرم وبيت لحم ومدن فلسطينية أخرى، انطلاق مظاهرات حاشدة، فتحت عليها قوات السلطة الفلسطينية الرصاص الحي وقنابل الغاز، ما أسفر عن إصابة العشرات، في جنين والخليل وسط أنباء غير مؤكدة عن استشهاد بعض المتظاهرين. وفي الأردن، اشتبك الأردنيون مع قوات الأمن بمحيط سفارة دولة الاحتلال في العاصمة عمان، والمكطلفة بحراستها عقب مجزرة مستشفى المعمداني. وجرت محاولة من قبل المحتجين لاقتحام مقر السفارة الصهيونية، أسفرت عن إشعال النيران في بوابتها الرئيسية بعد أن هتف المحتجون ضد الكيان مطالبين حكومتهم بفتح الباب أمام نصرة شعبنا في غزة. وتكرر ما حدث في الأردن في إسطنبول التركية، حيث حاصر محتجون مقر قنصلية المحتل الصهيوني وأطلقوا هتافات غاضبة ضد دولة الاحتلال وجيشه، تنديدا بمجزرة مستشفى المعمداني في غزة إلا أن المحتجون لم يشتبكوا مع حراس القتصلية. وفي سياق متصل، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "قصف مستشفى يضم نساء وأطفالا ومدنيين أبرياء هو أحدث مثال على الهجمات الإسرائيلية الخالية من أبسط القيم الإنسانية". ودعا "الإنسانية جمعاء إلى التحرك لوقف هذه الوحشية غير المسبوقة في غزة". إلا أن المظاهرات التونسية وصلت إلى محيط مقر السفارة الفرنسية، حيث طالب المحتجون بطرد السفير الفرنسي من البلاد، بعد تصويت فرنسا ضد قرار بمجلس الأمن ينص على وقف إطلاق النار في غزة. وفي العاصمة اللبنانية بيروت، خرجت احتجاجات للتنديد بمجزرة المستشفى في غزة. وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تشير إلى توجه الآلاف من المحتجين إلى مقر السفارة الأمريكيةببيروت للاحتجاج أمامها. وشهدت منطقة الطريق الجديدة بالعاصمة اللبنانية أيضا مظاهرات حاشدة، تنديدا بالمجزرة. وبحسب شهود عيان وتقارير، فإن ما زاد من حصيلة الشهداء إلى 500 شهيد (حتى الآن) هو أن عائلات بأكملها نزحت إلى المستشفى، باعتبارها مكانا آمنا ومحصنا ضد الغارات، بموجب القانون الدولي. وأدانت قطر، عبر وزارة الخارجية، القصف الإسرائيلي للمستشفى، معتبرة أنه "تعد سافر على القانون الدولي والإنساني". واعتبر البيان أن "توسع الهجمات الإسرائيلية في غزة لتشمل الأعيان المدنية، بما فيها المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان يعتبر تصعيدا خطيرا في مسار المواجهات، وينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة". واستنكرت الخارجية العمانية استهداف مستشفى المعمداني، واعتبرته "جريمة حرب وإبادة وانتهاكات للقانون الدولي والمواثيق الدولية". وفيما يعد أول تعليق غربي، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن المجزرة، إنها "أمر فظيع وغير مقبول وغير قانوني". وأعلن رئيس سلطة رام الله محمود عباس، من عمّان وهو يستعد لقمة تجمعه بعاهل الأردن وعبدالفتاح السيسي بجو بايدن، الحداد لمدة 3 أيام بالأراضي الفلسطينية، بعد مجزرة المستشفى. واعتبر نبيل ابوردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، أن قصف القوات الإسرائيلية لمستشفى المعمداني جريمة إبادة جماعية وكارثة إنسانية. وقفال بيان لخارجية السيسي، الثلاثاء: "تعتبر مصر هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية، انتهاكا خطيرا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة". أما الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط فقال إن الجامعة "توثق جرائم الحرب ولن يفلت المجرمون بأفعالهم". وتساءل أبو الغيط، عبر حسابه الرسمي بمنصة "X": "أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه العزل عن عمد؟..".