شبّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 13 أكتوبر 2023، الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بحصار ألمانيا النازية لمدينة «لينينجراد» الروسية خلال الحرب العالمية الثانية، ودعا إلى التوصل إلى حل للصراع من خلال الوساطة. وكرر بوتين انتقاداته السابقة للولايات المتحدة، قائلا إن المأساة الحالية هي نتيجة لفشل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. جاء ذلك في مؤتمر صحفي في مدينة "بشكيك" عاصمة قرغيزستان، مضيفا أن الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليوني نسمة غير مقبول. وطالب الرئيس الروسي بضرورة التفكير في في المواطنين الفلسطينيين الذين يعانون من التصعيد العسكري الإسرائيلي، محذرا من أن شن إسرائيل عملية برية في غزة سيؤدي إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين. وقال بوتين الذي قتلت قواته مئات الآلاف من المدنيين في سوريا دعما للطاغية بشار الأسد إن استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية "محفوف بعواقب وخيمة على جميع الأطراف"، لكنه استدرك زاعما أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بعد تعرضها "لهجوم بقسوة غير مسبوقة" متجاهلا تصريحاته قبل أيام أنها اغتصب أراضي فلسطينية بالقوة العسكرية بمعنى أنها قوة احتلال وإن لم يصرح بذلك بشكل واضح. وفي الوقت نفسه، دعا الرئيس الروسي إلى بذل جهود جماعية لضمان وقف مبكر لإطلاق النار واستقرار الوضع على الأرض، مشددا على أن بلاده مستعدة للتنسيق مع جميع الشركاء أصحاب النهج البناء. وقال إن المفاوضات يجب توجيهها نحو حل الدولتين للصراع في الشرق الأوسط بحيث يحصل الفلسطينيون على دولة عاصمتها القدسالشرقية. وحسب شبكة الجزيرة الإخبارية فقد وزعت روسيا الجمعة مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن، يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة، بينما اتهم مندوبها بالأممالمتحدةواشنطن بترويج "الأكاذيب" دعما لإسرائيل. ويعرب مشروع القرار الروسي -الذي وزع خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن حول التصعيد في الأراضي الفلسطينية- عن القلق البالغ إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ويدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية، والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون ذلك. ويؤكد النص على وجوب حماية السكان المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويدين المشروع الروسي "كل أعمال العنف ضد المدنيين، والأعمال الإرهابية"، ويدعو لإطلاق سراح "كل الرهائن"، في إشارة إلى الإسرائيليين الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية في الساعات الأولى من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها قبل أسبوع. وبُعيد توزيع مشروع القرار، قال المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن القصف العشوائي للمناطق السكنية في غزة أمر غير مقبول. وأضاف نيبينزيا، أن قطع المياه والكهرباء عن غزة يعيد إلى الأذهان ذكرى حصار مدينة لينينجراد الروسية من القوات النازية، خلال الحرب العالمية الثانية. وتابع المندوب الروسي، أن التصعيد مقلق للغاية والمنطقة على شفا حرب شاملة وغير مسبوقة، متهما واشنطن بترويج ما وصفها بالأكاذيب دعما لإسرائيل ضد الفلسطينيين، دون إيجاد حل. في المقابل، قال نيبينزيا إن لإسرائيل "الحق في حماية مواطنيها"، مضيفا أن موسكو تؤكد أيضا على حقها في ضمان أمنها. وتتمتع روسيا بعلاقات طويلة الأمد مع كل من إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن علاقاتها مع إسرائيل شابها التوتر منذ بداية الحرب الأوكرانية. وحثت موسكو إسرائيل الخميس 12 اكتوبر على الموافقة على وقف لإطلاق النار للسماح بدخول الأغذية والأدوية إلى قطاع غزة، وقالت إنه من غير المقبول أن يؤدي القصف "العشوائي" للقطاع الساحلي الصغير المحاصر إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن ميخائيل بوغدانوف نائب الوزير التقى السفير اللبناني في موسكو الجمعة لبحث الأزمة. وبلغ عدد الشهداء في غزة بنهاية الجمعة (اليوم السابع للحرب)، 1900 شهيد و7696 مصابا، وأوضحت وزارة الصحة بغزة أن من بين الشهداء 614 طفلا، و370 سيدة. وارتقى 16 شهيدا من الضفة الغربية في مواجهات وقعت الجمعة مع قوات الاحتلال حسب وزارة الصحة الفلسطينية ليرتفع عدد الشهداء بالضفة إلى 51 شهيدا منذ اندلاع الحرب. بينما قتل أكثر من 1300 إسرائيلي وأصيب أكثر من "3 آلاف".