تواصلت امتحانات الثانوية العامة اليوم لتكشف عن مزيد من الفشل والتخبط لتعليم الانقلاب وعجزها عن منع تسريب الأسئلة والغش الجماعي، كما واصلت تعليم الانقلاب وضع أسئلة غريبة وغير مفهومة بالنسبة للطلاب، ما يؤكد انهيار المنظومة التعليمية في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي . في هذا السياق أثارت أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية – اللغة الأجنبية الأولى – انتقادات طلاب الثانوية العامة، مؤكدين أن الامتحان جاء صعبا ويحتاج إلى تفكير ويحتوي على كلمات صعبة خاصة في سؤال القطعة. وقالوا: إن "معظم أسئلة الامتحان من الممكن إجابتها باستثناء سؤال القطعة، مؤكدين أن بعض الأسئلة تحتاج إلى تفكير وتركيز، لكن مجمل مستوى الأسئلة الامتحانية صعبة". فيما أعرب الطلاب عن استيائهم بسبب تسريب أسئلة الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار الغش الجماعي في مختلف اللجان بمحافظات الجمهورية، وهو ما يجعل الطالب الذي لم يذاكر يتساوى مع من ذاكر وجد واجتهد، مطالبين تعليم الانقلاب بالبحث عن وسائل لمنع تسريب الأسئلة ومواجهة الغش بطريقة حاسمة وتوفير أجواء ملائمة للطلاب حتى يتمكنوا من أداء الامتحانات . كان طلاب الثانوية العامة بشعبتيها الأدبية والعلمية، قد أدوا صباح اليوم، امتحان الدور الأول من شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي 2022/2023، في مادة اللغة الأجنبية الأولى، بإجمالي (728.395) طالبا/ طالبة، حيث يؤدي (726.447) طالبا/طالبة اللغة الإنجليزية الأولى، و(1.934) طالبا/ طالبة اللغة الفرنسية الأولى، و (14) طالبا/ وطالبة اللغة الألمانية الأولى، أمام (2097) لجنة امتحانية على مستوى الجهورية. كما أدى (1824) طالبا/ طالبة من مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM اختبار مقاييس المفاهيم (اللغة الإنجليزية)، بينما أدى (255) طالبا/ طالبة من طلاب مدارس المكفوفين امتحان مادة علم النفس فترة أولى، ومادة علم الاجتماع فترة ثانية . جروبات شاومينج قبل بدء الامتحان فوجئ الطلاب وأولياء الأمور بتسريب أسئلة امتحان الإنجليزي للصف الثالث الثانوي 2023 على جروبات شاومينج على تطبيق «تيلجرام» وهو ما آثار استياء الرأي العام المصري . فيما زعمت تعليم الانقلاب أن ما تم تداوله عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص تسريب امتحان مادة اللغة الإنجليزية قبل فتح اللجان يعود للعام الماضي وليس العام الحالي. وأكدت أن جميع الصور وأوراق الأسئلة المتداولة بشأن تسريب امتحان الإنجليزي للصف الثالث الثانوي 2023 على التليجرام هي خطأ وليست صحيحة وفق تعبيرها . كما زعمت تعليم الانقلاب أن «شاومينج» غير قادر على تسريب امتحانات الثانوية، لأن جميع امتحانات الثانوية العامة 2023 مؤمّنة بالكامل بالاتفاق مع الجهات السيادية، ولا يمكن الاطلاع على أوراق امتحانات الثانوية العامة قبل بدء لجنة الامتحان. وأشارت إلى أن ثاني الأسباب التي تحرم «شاومينج» من الوصول لامتحانات الثانوية أنه لا يوجد أي فرد يمكنه الوصول إلى ورق الأسئلة الخاص بامتحانات الثانوية العامة، وبذلك لا يوجد أي تسريب للامتحانات على التليجرام أو غيره. وقالت تعليم الانقلاب: إن "ثالث الأسباب التي تجعل القائمين على جروبات الغش التابعة ل«شاومينج» محرومين من الوصول لامتحانات الثانوية هو العقوبات التي تطبق على المخالفين، فنص القانون أن تكون عقوبة من يقوم بكل هذه الأفعال بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن 7 سنوات، وفرض غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد عن 200 ألف جنيه، ويعاقب بنفس العقوبة كل من شارك بأي وسيلة في ارتكاب هذه الجريمة". إلغاء الامتحان وفي اعتراف صريح بالتسريب وانتشار الغش أعلنت تعليم الانقلاب إلغاء امتحان طالبة تمكنت من تصوير ورقة الأسلئة الخاصة بها في امتحان اللغة الأجنبية الأولى اليوم، والتي تم تداولها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. وقال شادي زلطة المتحدث الرسمي باسم تعليم الانقلاب: إنه "تم ضبط الطالبة "ه . م" داخل لجنة تابعة لإدارة الشروق التعليمية بمحافظة القاهرة، عقب ثواني معدودة من قيامها بالغش الإلكتروني باستخدام الهاتف المحمول وفق زعمه". وأضاف المتحدث أنه تم على الفور التحفظ على جهاز الهاتف المحمول المستخدم، وعمل محضر إثبات حالة بالوقائع المضبوطة، والتحقيق مع الطالبة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، وتطبيق القرار الوزاري رقم (34) لسنة 2018 بشأن تنظيم أحوال إلغاء الامتحان، والحرمان منه، والقانون رقم (205) لسنة 2020 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات، كما تم استدعاء الملاحظين في اللجنة المذكورة للتحقيق بمقر الوزارة. القرصنة الإلكترونية من جانبه أكد الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن مسألة الغش وتسريب امتحانات الثانوية العامة من المشكلات التي تؤرق المنظومة التعليمية وتتشعب لتشمل العديد من العوامل منها النفسية والأخلاقية والتربوية والتشريعية بشكل يصعب السيطرة عليه بشكل كامل. وقال «حجازي» في تصريحات صحفية أن امتحانات الثانوية العامة تعد على أجهزة كمبيوتر لذلك يجب أن تتخذ بعض الإجراءات لحمايتها في ظل انتشار عمليات القرصنة الإلكترونية واختراق الحواسيب المتصلة بالإنترنت، فيجب مثلا أن تخصص أجهزة كمبيوتر غير متصلة بالإنترنت على الإطلاق ليتم كتابة وطباعة الأسئلة عليها وتكون هذه الأجهزة مزودة بباسوورد للدخول إليها لا يعرفه إلا شخص واحد. وأضاف ، كذلك يجب أن تجتمع اللجنة المشكلة لوضع الأسئلة داخل مقر وزارة تعليم الانقلاب ويقدم كل عضو عددا كبيرا من الأسئلة مقسمة على ثلاثة مستويات صعبة ومتوسطة وسهلة، ويقوم باختيار النموذج النهائي شخص واحد يكون هو المسؤول عن الورقة الامتحانية من حيث محتواها ومناسبتها لمخرجات التعلم، مع اتخاذ كافة الاحتياطات لضمان السرية. وأعرب «حجازي» عن اعتقاده أن اختراق هذه المنظومة غالبا يتم من خلال ذوي النفوس الضعيفة والضمائر الميتة الذين يتحايلون على الإجراءات والطرق المتبعة للحفاظ على الانضباط في العملية الامتحانية، مؤكدا أنه إلى الآن لم تنجح مافيا الغش في الحصول على الامتحان قبل انعقاده وجميع الحالات التي تم اكتشافها هي حالات تداول بعد فتح المظاريف، وهو ما يتطلب العمل على إيجاد وسائل أكثر دقة في مراقبة العمل داخل اللجان لمنع حدوث التداول مستقبلا.