أفادت مصادر ليبية بأن المهاجرين المصريين الذين أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد مليشيات شرق ليبيا، عن ترحيلهم إلى بلادهم الإثنين، ما زالوا محتجزين لدى قوات شرق ليبيا "التي يتزعمها حفتر نفسه" في موقع بمدينة طبرق شرقي ليبيا. وعكس القرار الأخير الأجواء المشحونة بين "القاهرة" و"الرجمة" أو بالأحرى بين "أبوظبي" و"القاهرة" حيث ترغب عاصمة الثورة المضادة الخليجية في إجبار الجيش في مصر على دعم مليشيات الدعم السريع السودانية، واعتبر مراقبون أن طرد آلاف المصريين الوافدين لليبيا عبر "إمساعد" خلّف استياء غير مسبوق في مصر وخارجها، ما أظهر إلى السطح توترا مع حفتر المسنود مصريا، وأظهر خلافات كانت خفية إلى العلن، تزامنا مع ظهور تقارب بين بنغازي وتركيا. وتناول الإعلامي المؤيد للانقلاب عمرو أديب فيديو لمئات الشباب المصريين وهم يجبرون على الجري أمام ضباط مليشيات الكرامة التي يتزعمها خليفة حفتر من طبرق إلى جهة منفذ إمساعد بليبيا، ولكنه صمت بعد العرض مجردا من التعليقات، حيث إن من أهان المصريين هذه المرة حفتر ونجله خالد خليفة حفتر قائد المليشيا. https://publish.twitter.com/?query=https%3A%2F%2Ftwitter.com%2Ffahadq801%2Fstatus%2F1666340299071692801&widget=Tweet وكان نحو 2200 مهاجر فقط من أصل أربعة آلاف كانوا موجودين في ليبيا بصورة غير قانونية، وهؤلاء هم الذين رُحّلوا. ومعظم المرحلين من المصريين، وبعض جنسيات أفريقية أخرى، وتابع أن هؤلاء "نُقلوا إلى موقع قريب من الحدود ثم ساروا لمسافة كيلومترين في اتجاه مصر". وقال الصحفي الليبي نورالدين اليزيد @nourelyazid: "ترحيل المئات من المصريين المرشحين للهجرة غير الشرعية مشيا على الأقدام بطريقة مهينة وغير آدمية، من طرف الجيش الليبي في الشرق، الجنرال عبدالفتاح السيسي قبل أن يسأل الجنرال خليفة حفتر المسيطر على السلطة في الحدود الشرقية". https://twitter.com/nourelyazid/status/1665864841536368641/photo/1 أما الصحفي عبدالحميد قطب (@AbdAlhamed_kotb) فكتب: "بحسب مصادر ليبية فإن الإمارات هي من حرضت حفتر على طرد آلاف العمال المصريين، وذلك ردا على رفض الجيش المصري تمرير مساعدات عسكرية إلى مليشيا الدعم السريع ". وأضاف أنه "بحسب المصادر فإن طرد العمال المصريين من ليبيا تزامن في توقيته مع وقف أبو ظبي إصدار أية تأشيرات دخول للسودانيين إلى أراضيها". وأكدت صحيفة "العرب اللندنية" الممولة إماراتيا، أن "ترحيل مصريين من شرق ليبيا يُخرج الأزمة بين حفتر والقاهرة إلى العلن". وأضاف الصحيفة أن "طرد المصريين وترحيلهم سيرا على الأقدام، يعكس وجود أزمة صامتة بين خليفة حفتر والقاهرة"، معتبرة أنه "يظل سبب الأزمة غامضا، رغم ترجيح البعض أن يكون تقارب مصر وتركيا أحد أهم أسبابها". https://publish.twitter.com/?query=https%3A%2F%2Ftwitter.com%2Falhiwarchannel%2Fstatus%2F1666565706203402241&widget=Tweet وطردت قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر آلاف المصريين الموجودين في البلاد، بزعم وجودهم بشكل غير قانوني، خلال الأيام الأخيرة، ورحلتهم إلى مصر سيرا على الأقدام عبر الحدود البرية بين البلدين. وجاء ترحيل المصريين عقب مُداهمات مُهربي البشر، حسب المصادر الليبية، واعتبر مراقبون أنه لا الترحيل قانوني، ولا أخلاقي وأنه لا يقوم بهذه الطريقة الهمجية التي مارستها قوات حفتر على المصريين، فقد ساقوا الناس كما تُساق البهائم. ووفق مسؤول ليبي، فإن أجهزة الأمن شرق البلاد، أبعدت أكثر من 12 ألف مهاجر من مختلف الجنسيات الأفريقية والآسيوية، بينهم مئات المصريين والسوريين، من منفذ منطقة إمساعد الحدودي مع مصر، الخميس. وربط مراقبون بين الفيديوهات المنشورة وبين تقرير للمعهد الأطلسي قالت: إن "الإجراء المصري بحق الدعم السريع، سيضع مصر في مواجهة الإمارات، حليف مصر منذ فترة طويلة والداعم المالي الرئيسي لها، والتي ألقت بثقلها وراء قوات الدعم السريع، وسيضع مصر في مواجهة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وهو مؤيد آخر لقوات الدعم السريع ، والذي يسيطر بمليشياته على جزء كبير من شرق ليبيا ودعمته مصر وقوات الدعم السريع خلال هجومه الفاشل على العاصمة طرابلس في 2019". ويعمل السيسي منذ استيلائه على حكم مصر بقوة السلاح بعد الانقلاب العسكري الذي قام به على أول رئيس مدني منتخب، الشهيد محمد مرسي، على إجهاض ثورات الربيع العربي بشكل عام في المنطقة، واصطف في الصف الإماراتي الذي يشاركه نفس الهدف، وتبنى بحكم ولاءه لمحمد بن زايد الدعم الكامل لمشروع خليفة حفتر في شرق ليبيا. كما أن قاعدة محمد نجيب العسكرية المتواجدة في مدينة الحمام بالنطاق الاستراتيجي الشمالي للدولة المصرية، تعتبر أهم قاعدة تدريبية تتلقى فيها قوات خليفة حفتر التدريبات العسكرية المتقدمة. ولكن مع اندلاع المعارك في السودان أرسل خليفة حفتر دعما عسكريا إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، فيما أرسل السيسي دعما إلى الجيش السوداني الذي يقاتل حميدتي، بحسب ما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال". وبحسب الصحيفة نفسها، أرسل السيسي طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني، ونوهت الصحيفة إلى أن التدخل الخارجي في الصراع المسلح في السوادن، يزيد من خطر حدوث تصعيد خطير في القتال يمكن أن يوسع الصراع، ويقوض جهود الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وغيرهما للتوسط في وقف إطلاق النار. وتُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن كلا من حفتر وحميدتي تحالفا مع الإمارات، التي ساعدت حفتر عسكريا لمحاربة الحكومة الشرعية في طرابلس، كما استأجرت رجال حميدتي للقتال في اليمن، مضيفة أن الاثنين عملا أيضا مع شركة مرتزقة فاغنر المدعومة من الكرملين. وسبق أن ساعد حميدتي وحفتر المدعوم من الإمارات وروسيا أحدهما الآخر، إذ أرسل قائد قوات الدعم السريع مقاتلين لمساعدة حفتر بعد محاولة فاشلة منه، للاستيلاء على العاصمة الليبية طرابلس من الحكومة المعترف بها دوليا عام 2019.