قالت وكالة "رويترز" إن دولة الاحتلال قتلت ثلاثة من قادة الجهاد الإسلامي في غزة وما لا يقل عن 10 مدنيين بينهم عدة أطفال في غارات جوية مفاجئة قبل الفجر يوم الثلاثاء مما أثار تهديدات بالانتقام وتحذيرات من مزيد من التصعيد في القتال. وأضافت الوكالة أن الضربات التي استهدفت قادة كبار قالت دولة الاحتلال إنهم خططوا لشن هجمات من غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل هي الأحدث في فترة طويلة من العنف الإسرائيلي تمتد لأكثر من عام. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتل القائدين جهاد غنام وطارق عز الدين اللذين قال متحدث عسكري إسرائيلي إنهما دبرا عمليات في الضفة الغربية وسعا لجلب صواريخ إلى مدينة جنين وكذلك خليل البهتيني الذي نسق إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة قبل أسبوع. وبينما هزت الانفجارات أجزاء من غزة، القطاع الساحلي الذي يعيش فيه 2.3 مليون شخص محشورين في منطقة تبلغ مساحتها 365 كيلومترا مربعا فقط، قصفت طائرات الاحتلال أيضا ورش إنتاج الصواريخ والمجمعات العسكرية، مما أدى إلى تصاعد أعمدة من الدخان في السماء. وقال داود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي إن إسرائيل "يجب أن تتوقع ردا في أي لحظة وفي أي مكان". وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليماته لقوات الأمن بالاستعداد لأي سيناريو بما في ذلك التصعيد على أكثر من جبهة. وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي في تل أبيب "في الأيام المقبلة سيطلب منا جميعا التحلي بالصبر والعزم". وإجمالا، قتل 15 فلسطينيا على الأقل في الضربات، من بينهم طبيب أسنان معروف وزوجته وابنه البالغ من العمر 21 عاما الذين كانوا يعيشون في نفس المبنى السكني في مدينة غزة الذي كان يعيش فيه زعيم النشطاء عز الدين، بالإضافة إلى سبعة مدنيين آخرين بينهم نساء وأطفال في أماكن أخرى في القطاع، بحسب مسؤولين فلسطينيين. وقال مسعفون فلسطينيون إن رجلين قتلا في وقت لاحق بعد أن قصفت طائرات إسرائيلية ما وصفه الجيش بأنه فريق مضاد للدبابات قرب الحدود الجنوبية لغزة المحاصرة إسرائيليا. وقال متحدثون باسم جيش الاحتلال إن العملية "الدقيقة" شملت 40 طائرة لكنهم أكدوا مقتل نساء وأطفال. وفي حين شهدت الضفة الغربيةوالقدس انتشارا للعنف الإسرائيلي خلال العام الماضي، تكثف تبادل إطلاق النار عبر حدود غزة المحصنة، وكان آخرها في أعقاب وفاة قيادي في الجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي أثناء إضرابه عن الطعام في الحجز الإسرائيلي. وأغلقت سلطات الاحتلال يوم الثلاثاء الطرق في البلدات القريبة من حدود غزة وطلبت من السكان هناك البقاء على مقربة من الملاجئ وقالت إنها تستدعي بعض جنود الاحتياط العسكريين. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي بطاريات صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية وهي تنقل بالشاحنات إلى المنطقة. المزيد من المقاومة والجهاد الإسلامي الذي يتخذ من غزة مقرا له إلى جانب حركة حماس الأكبر والأكثر قوة التي تدير القطاع هو واحد من مجموعة من جماعات المقاومة الفلسطينية التي اشتبكت بشكل متزايد مع الاحتلال خلال العام الماضي. وقال مسؤولون بحكومة الاحتلال إن الكثير سيعتمد على مدى قرب حماس من التماهي مع أي رد على الضربات الجوية. وقال رئيس حماس إسماعيل هنية، الذي قسم وقته مؤخرا بين قطر وتركيا، في بيان "اغتيال القادة لن يجلب الأمن للاحتلال (إسرائيل) بل المزيد من المقاومة". وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا لها الضربات الجوية الإسرائيلية وقالت إن الحل عن طريق التفاوض هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن. وقالت مصر، التي توسطت في اتفاقات لوقف إطلاق النار في غزة في الماضي، إن الضربات الإسرائيلية "تتناقض مع أسس القانون الدولي والقرارات الدولية". وأدانت قطر الضربات بينما أدان منسق الأممالمتحدة الخاص للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند قتل المدنيين ودعا إلى ضبط النفس. ووفرت هذه التطورات مهلة سياسية لنتنياهو. وقال حزب "القوة اليهودية"، وهو حزب يميني متطرف في حكومته الائتلافية، إنه سينهي مقاطعة للتصويت البرلماني الذي دعا إليه احتجاجا على ما اعتبره سياسة متساهلة بشأن غزة، وعزا قراره إلى "الانتقال من الاحتواء إلى الهجوم". وقتل أكثر من 100 فلسطيني وما لا يقل عن 19 إسرائيليا وأجنبيا في أعمال عنف منذ يناير. واستولت دولة الاحتلال على غزة والضفة الغربية وهما منطقتان يريدهما الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية في حرب عام 1967. انسحبت قوات الاحتلال والمستوطنون من غزة في عام 2005. وأصبحت محادثات السلام مجمدة منذ عام 2014.