منذ بداية العام الدراسي لم تتوقف سلطة الانقلاب عن ممارستها القمعية ضد طلاب المدارس والتي تنوعت ما بين اقتحام للمدارس واعتقال عشوائي للطلاب والمدرسين المعروفين برفضهم للانقلاب العسكري؛ حيث شهدت العشرة أشهر الماضية من عمر الانقلاب العسكري مئات الجرائم التي قادها البلطجية وميليشيات الداخلية ضد طلاب المدارس، فبحسب آخر تقارير اتحاد طلاب المدارس، فإن عدد الطلاب المعتقلين يبلغ 100 طالب وطالبة في 17 محافظة، جميعها بالمرحلة الثانوية ما عد طالب واحد بالمرحلة الإعدادية. جاءت محافظة أسيوط في المرتبة الأولى، حيث بلغ عدد الطلاب 17 معتقلًا، تليها البحيرة بواقع 12 طالبًا، فيما جاءت محافظاتالإسكندرية وبني سويف والدقهلية في المرتبة الثالثة بواقع 10 طلاب لكل محافظة. وفي المرتبة الرابعة جاءت محافظاتالقاهرة والغربية ودمياط بواقع 8 طلاب لكل منها، تليها محافظة الإسماعيلية، بواقع 6 طلاب، والجيزة، بواقع 3 طلاب، والمنيا بواقع طالبين، إضافة إلى طالب واحد في كل من بورسعيد والسويس وكفر الشيخ والقليوبية وقنا وأسوان. وطالب اتحاد طلاب مدارس مصر في تقريره بالإفراج عن زملائه المعتقلين حرصًا على مستقبلهم التعليمي.
واقرأ: حقوقي: قمع طلاب المدارس يعنى أن مصر باتت غابة وبجانب عمليات العشوائي لطلاب المدارس المناهضين للانقلاب العسكري تعددت في المقابل جرائم اقتحام المدارس والاعتداء عليها من قبل ميليشيات الانقلاب والتي كان أحدثها اقتحام مدرسة المدينةالمنورةبالإسكندرية أثناء أداء الطلاب الامتحان في 17 مايو الجاري وهي المدرسة نفسها التي اقتحمها ميليشيات الانقلاب في أكتوبر الماضي فجرًا وسرقت أموال وأوراق خاصة بالمدرسة، كما استولت على أجهزة حاسب الآلي بها.
كما قامت ميليشيات الانقلاب مؤخرًا أيضًا باقتحام مدارس الدعوة الإسلامية بسوهاج والتي تشتهر باسم مدارس الأرقم، وقد فرضت على المدرسة إدارة جديدة معينة من قبل الانقلابيين، حيث سيطروا بعدها على المدرسة بشكل كامل.
وفي مارس الماضي اقتحمت قوات أمن الانقلاب مدارس دار حراء الإسلامية التابعة لجمعية الدعوة وتنمية المجتمع بأسيوط لفرض إدارة جديدة عليها، ويذكر أن مجموعة مدارس حراء تضم 78 مدرسة، حيث تمركزت في كل مدرسة قوة من الشرطة لفرض سيطرة الإدارة المعينة على المدرسة، كما قامت ميليشيات الانقلاب باعتقال عدد كبير من الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور.
وبحسب رواية وفاء مشهور -رئيس مجلس الإدارة وعضو مجلس الشورى الشرعي- فإنه أثناء ممارسة عملهم دخلت عليهم قوة خاصة أشبه بقوى الاحتلال تحمل معها كافة أنواع الأسلحة، مارست شتى أنواع البلطجة والإرهاب والإهانة على كل من هو موجود في المدارس من مديرين وموظفين.. وحتى أولياء الأمور دون التفرقة بين رجل وامرأة دون التفرقة بين الشباب والشيوخ. الجدير بالذكر أن مدارس دار حراء الإسلامية تخرج سنويًّا أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية؛ مما يجعلها المدرسة الأولى على مستوي محافظة أسيوط من حيث الإقبال.
واقرأ: هدى عبد المنعم: الانتهاكات ضد طلاب المدارس دليل إفلاس الانقلاب وفي السياق القمعي نفسه اقتحمت قوات أمن الانقلاب مدرسة إبراهيم مدكور الثانوية بمركز أبو النمرس بالجيزة، وذلك أثناء الوقفة التي نظمها الطلاب لمناهضة الانقلاب العسكري، حيث قامت بإطلاق أعيرة نارية في الهواء وقنابل الغاز المسيلة للدموع في فناء المدرسة وبداخل الفصول، مما أسفر عن وقوع 15 حالة اختناق نقلتها سيارة الإسعاف إلى مستشفى أبو النمرس العام.
واحتجزت قوات الأمن عشرات الطلاب، وكانت إدارة المدرسة هي من قامت بالإبلاغ عن الطلاب بعدما حاولت فض هذه الوقفة ولم تتمكن، وكان من آثار هذا الإرهاب الذي مارسته ميليشيات الانقلاب على الطلاب أن خلت مدارس القرية التابعة لمركز أبو النمرس من الطلاب بعدما ترددت أنباء عن محاولة بلطجية وقوات الأمن اقتحام المدارس. كما سادت حالة من الذعر بين أولياء الأمور، ما دفعهم إلى التوجه إلى المدارس لإخراج أبنائهم منها خوفًا عليهم من البلطجية وقوات الأمن.
وفي مارس الماضي أيضًا قامت ميليشيات الانقلاب باقتحام مدرسة التربية الإسلامية بمدينة شبين الكوم بالمنوفية، وألقت القبض على 15 مدرسًا من مؤيدي الرئيس محمد مرسي.
تواصل ميليشيات انقلاب السيسي تدخلها السافر في تغيير إدارة المدارس التابعة للإخوان؛ حيث يقومون بتعيين إدارات جديدة موالية للانقلاب تشترك أغلبها في معاملة الطلاب والمدرسين المناهضين للانقلاب العسكري معاملة مهينة.