مع بدء شهر رمضان المبارك تسود أجواء الحزن والعجز بين المصريين على خلاف السنوات الماضية، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وعدم قدرتهم على شراء احتياجات أسرهم في هذا الشهر الكريم. ورغم الأكاذيب التي ترددها أبواق الانقلاب عن معارض أهلا رمضان التي تنظمها وزارة تموين الانقلاب وأنها تقدم السلع بأسعار مخفضة، إلا أن الواقع يؤكد أن الغلاء الفاحش استشرى في البلاد وهو ما سرق الفرحة من عيون المصريين . المواطنون يؤكدون أن الأسعار في هذه المعارض لا تختلف عن أي سوبر ماركت في أي حي من أحياء مصر . وقالوا إن "هذه أكاذيب الانقلاب تسببت في حالة من الاستياء والضيق بين المواطنين بعد جولاتهم على معارض أهلا رمضان". وأضاف المواطنون، رغم أن نشرات الأخبار تركز يوميا على توافر السلع بأسعار مناسبة لمحدودي الدخل في المعارض، إلا أن الحقيقة جاءت بخلاف ذلك، وهو ما أثار غضب الكثيرين بعدما اكتشفوا الحقيقة على أرض الواقع. وشددوا على أن أسعار مبادرات حكومة الانقلاب لا تختلف كثيرا عما يتواجد في المحلات، بل إن هناك الكثير من السلع غير متوافرة داخل المنافذ، أبرزها السكر والزيت والأرز مؤكدين أنهم عندما بحثوا في أرجاء المعارض لم يجدوا السلع الرخيصة التي تعلن عنها تموين الانقلاب. إكرامية وكشف بعض الخبراء أن هناك ممارسات يقوم بها أصحاب المحلات بالمشاركة مع بعض سماسرة المعارض فيقومون بدفع «إكرامية» للحصول على كميات كبيرة من السكر والزيت والسلع الأساسية . وأكدوا أن الكميات التي توفرها حكومة الانقلاب من السلع داخل المعارض يتكالب التجار عليها، وبعد مرور ساعات قليلة تختفي هذه السلع من المعارض. يشار إلى أن الأسعار المعلنة على لافتات معلقة في مداخل معارض أهلا رمضان أقل من السوق، لكن عند الشراء لا يجد المواطنون السلع التي تحدد أسعارها على اللافتات، من هذه السلع المكرونة نصف كيلو ب6 جنيهات، والأرز ب18 جنيها والفول المعبأ 500 جرام ب19 جنيها، والشاي 250 ملجم يتراوح بين 33 و40 جنيها لأغلى الأنواع، بينما سجلت الأسماك كيلو البلطي 70 جنيها، وكيلو السمك السردين 40 جنيها، والمكرونة ب59 جنيها، والجمبري الوسط ب197 جنيها، والسمك الفيليه قشر بياض يباع ب 95 جنيها، والبوري ب80 جنيها. أين التخفيضات؟ حول الأكاذيب التي ترددها أبواق الانقلاب عن أسعار معارض أهلا رمضان تساءلت عواطف علي، ربة منزل «هي فين التخفيضات دي؟ دول بيضحكوا علينا» مشيرة إلى أنها ترددت كثيرا على معرض أهلا رمضان بمنطقة فيصل ولم تجد السكر والمكرونة والزيت وغيرها من المنتجات . وقالت عواطف في تصريحات صحفية إن "سعر كيلو السكر في المعرض 19 جنيها وفي معارض أخرى يباع ب 18.5 جنيها وفقا لما هو معلن وعندما نذهب للشراء لا نجده من الأساس". وأضافت، كل وقت وله أحكامه وبتتفرض علينا حاجات أهم من حاجات، موضحة أنها مثل غيرها من السيدات اللائي بحثن عن السلع الأساسية هذا العام قبل ياميش رمضان. وأشارت عواطف إلى أن ارتفاع الأسعار في الأسواق لأضعاف مضاعفة هو السر وراء غياب الشغف بعروض رمضان التي تقدمها بعض المحال، مما أدى إلى عدم الإقبال عليها، مؤكدة أن ارتفاع الأسعار جعل ربة الأسرة تبحث عن الأهم فالمهم. أسعار خيالية وقالت شيماء جمال، ربة منزل، إن "سعر كيلو السكر في المحلات التجارية وصل إلى 21 جنيها، في حين أن سعره المعلن في معرض أهلا رمضان القريب منها 14.5 جنيها، لكنه غير متوافر بالمرة، وهناك معارض يباع فيها السكر ب19 جنيها". وأضافت شيماء في تصريحات صحفية نفسي أشوف السلع والأسعار الخيالية اللي بيقولوا عليها دي زي المكرونة اللي المفروض تباع في المعرض ب 6 جنيهات فقط، والأرز الذي لا يتجاوز سعره ال18 جنيها. واستطردت قائلة "هناك سلع تباع بأسعار معقولة مثل الفول المعبأ الذي يباع في المعرض ب19 جنيها وزن 500 جرام، والعدس 500 جرام ب33 جنيها والجميع يعرف أن هذه المنتجات أسعارها في المحلات التجارية تفوق هذا". الياميش حول أسعار الياميش، قالت صابرين جمال، إن "البلح هذا العام في معرض أهلا رمضان يباع ب35 جنيها، والسوداني المقشر ب50 جنيها، والزبيب البلدي ب80 جنيها وقمر الدين ما بين 40 إلى 80 جنيها". وكشفت صابرين في تصريحات صحفية أنها حصلت على بعض منتجات معرض أهلا رمضان من خلال السماسرة، ومنهم من هم أصحاب محلات تجارية لديهم معارف داخل المعرض يساعدونهم على شراء كميات. كبيرة من السلع فور توافرها، ثم يقومون بدورهم ببيعها للمواطنين بأسعار أعلى. وأضافت قائلة إن "أسعار الياميش داخل معرض أهلا رمضان مشابهة لأسعار المحلات التجارية، فعلى سبيل المثال سعر المشمشية يصل إلى 220 جنيها للسوري والتركي، والتمر هندي ب30 جنيها لوزن 300 جرام، والبندق مقشر ب280 جنيها، وسعر كيلو اللوز 290 جنيها، وعين الجمل 260 جنيها، والفستق ب65 جنيها وزن 250 جراما. موجة غلاء حول اختفاء السلع الضرورية وارتفاع أسعار السلع الأخرى، في معارض أهلا رمضان أكد الخبير الاقتصادي الدكتور السيد خضر أن المفترض أن توفر هذه المبادرات والمعارض السلع الغذائية والاستراتيجية بأسعار مخفضة تناسب كافة المستويات لمواجهة ظاهرة ارتفاع الأسعار لتأثيرها على الأوضاع الداخلية. وقال خضر في تصريحات صحفية "مع كل المبادرات التي تعلن عنها حكومة الانقلاب لمواجهة موجة الغلاء نجد بعض التجار الجشعين يسعون لشراء السلع الغذائية من تلك المنافذ، ويقومون بتخزينها وبيعها في السوق السوداء وذلك بسبب غياب الرقابة على هذه المعارض". وشدد على ضرورة إحكام السيطرة الكاملة على الأسواق، ووجود رقابة على أرض الواقع لمواجهة ظاهرة ارتفاع الأسعار، وفرض رقابة دائمة على هذه المنافذ والمبادرات خاصة، وعدم بيع كميات كبيرة للمواطنين حتى لا تستغل تلك المبادرات لصالح معدومي الضمير . وأشار خضر إلى ضرورة نشر تلك المنافذ في كل أنحاء مصر، خاصة القرى الصغيرة لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطن إذا نجحت في توفير السلع بأسعار أرخص بالفعل وتجنبت ما يحدث حاليا من إعلانات عن أشياء غير موجودة .