وجه زعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي، ليلة الاثنين، دعوة إلى الفرقاء السياسيين في ليبيا بالتصالح. وقال الغنوشي في تصريح خاص لوكالة الأناضول: "ما يحدث في ليبيا منذ يومين مما أدى إلى هدر عشرات الأرواح وإرعاب وتخويف الأطفال والنساء نأسف له".
وأضاف "نأمل أن يوفق الله أهلنا في ليبيا إلى ما يحب ويرضى، والله يحب لعباده الصلح". وأورد الغنوشي في تصريحه للأناضول العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على الصلح وتنبه من الفتنة والاقتتال، وقال "رجاؤنا من إخواننا في ليبيا الشقيقة أن يثوبوا إلى الصلح، والصلح خير". ودعا الغنوشي الليبيين إلى أن "يضعوا السلاح جانبا" داعيا إلى "حوار وطني ليبي تغيب فيه الأحقاد ويتم البحث عن توافقات".
وحول ما إذا كانت بعض القوى الخارجية هي التي تغذي الصراعات في ليبيا، قال الغنوشي "لا شك في وجود قوى تسعى إلى الفتنة ولكن الليبيين لا يلبّون مطالب الخارج وإنّما يلبون مطالب الضعفاء والأطفال والنساء وكلّها مطالب تُجمع على الصلح". وأضاف "الوطن يسع الجميع وستوجد حلول بالحوار الوطني، حلول يرضاها الجميع".
وبشأن تأثيرات الأزمة الليبية على الأوضاع في تونس، قال زعيم حركة النهضة "تونس هي بلد شقيق لليبيا، ولا يمكن أن تكون تونس آمنة إلا بأمن ليبيا وكذلك سعادة ليبيا هي من سعادة تونس". وكشف الغنوشي أن "حوالي مليوني ليبي يتواجدون في تونس بسبب الأوضاع الأمنية في بلادهم"، مضيفًا "نرجو أن يسود الحوار حتى يعود الليبيون المهاجرون في كثير من البلدان الأخرى إلى بلاد آمنة".
ولفت الغنوشي أنه يبذل مساعي ل"الوساطة" بين الليبيين، قائلا "لا نزال نبذل ما نستطيع ونتواصل مع كل الفرقاء بمجاميعهم الحزبية والثورية والقبلية وهناك وفود تزورنا من ليبيا". ونوّه الغنوشي أن "الشعب الليبي شعب عاقل ومعتدل ممكن أن يصلوا إلى ذلك (الوفاق) وأكثر منه إذا عوّلوا على الحوار".