ارتفعت حصيلة الزلزال في تركياوسوريا إلى أكثر من 12 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى ومئات الآلاف من المشردين. الكارثة الكبيرة التي أصابت البلدين لم تترك فرصة لأحد لالتقاط الأنفاس منذ يوم الإثنين حتى الآن ما بين تحديث عدد الضحايا ومتابعة قصص مؤلمة للناجين والراحلين. وعرقلت الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة فرق الإنقاذ في تركيا وشمال سوريا للعثور على أحياء تحت الأنقاض بعد إنقاذ نحو 1500 مصابا حيا في سوريا ونحو 8 آلاف مصاب من الركام الخرساني في تركيا، بعد زلزال مدمر ضرب جنوب شرقي البلاد وشمالي سوريا فجر الإثنين 6 فبراير الجاري.
أردوغان يتعهد بانتشال الضحايا ومن جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حكومته لن تترك أي شخص تضرر من الزلازل وحيدا. جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به، الأربعاء، خلال تفقده المناطق المنكوبة في ولاية هطاي. وقال أردوغان في هذا الخصوص، وفقا لما أعلنته وكالة "الأناضول": "بتكاتف الشعب والدولة سنرفع كافة أنقاض الدمار ولن نترك أي مواطن وحيدا". وأكد أردوغان أن فرق البحث والإنقاذ لن تترك أي شخص تحت الأنقاض. وصرح بأن عدد وفيات الزلازل ارتفع إلى 9057 والإصابات إلى 52 ألفا و979 والمباني المهدمة إلى 6 آلاف و444. وأضاف أن 60 ألف عنصر يشاركون في عمليات البحث والإنقاذ بينهم متطوعون وفرق من خارج البلاد. وأردف: "في ولاية هطاي حاليا 21 ألفا و200 عنصر بينهم قوات الدرك والشرطة ينفذون المهام الموكلة إليهم". وتابع قائلا: "إنه وقت الوحدة والتضامن والاتحاد ولا يمكنني استساغة من يسيرون حملات سلبية سعيا وراء مصالح سياسية ضيقة في هذا التوقيت". وذكر أردوغان أن المستشفى الجامعي في ولاية هطاي سيستأنف خدماته اعتبارا من مساء اليوم الأربعاء. واستطرد: "سنعمل على تسريع إزالة الأنقاض وبناء المساكن عبر شركات المقاولات تحت إدارة الإسكان التركية "توكي" بولاياتنا ال10 المتضررة من الزلزال". وفجر الإثنين، ضرب زلزال جنوبتركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين. وكان أردوغان أعلن، الثلاثاء، حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في 10 ولايات تركية تضررت من زلزال ولاية قهرمان مرعش. والولايات العشر هي أضنة، وأدي يمان، وديار بكر، وغازي عنتاب، وهطاي، وقهرمان مرعش، وكيليس، وملاطية، وعثمانية، وشانلي أورفة.
توقعات بارتفاع عدد الضحايا ورجح نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، في مؤتمر صحفي ظهر الثلاثاء، أن يرتفع عدد الضحايا بشكل كبير مع عثور رجال الإنقاذ على المزيد، مشيرا إلى أن سوء الأحوال الجوية جعل من الصعب تقديم المساعدة في المناطق المتضررة وإجراء عمليات الإنقاذ. أما الرئيس أردوغان، فقال في كلمة تلفزيونية، إن 70 دولة عرضت المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، وأن تركيا تخطط لفتح فنادق في مركز السياحة في أنطاليا ، غربي البلاد، لإيواء المتضررين من الزلازل بصفة مؤقتة.
كارثة في سوريا وارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة) إلى 2802 قتيل وأكثر من 5000 إصابة، جراء الزلزال الذي وقع فجر الإثنين. وفي تصريح لوسائل إعلام أفاد وزير الصحة في النظام السوري حسن الغباش بأن "عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 1262 وفاة و2285 إصابة وذلك في حصيلة غير نهائية". كما ذكرت وكالة أنباء النظام "سانا"، أن عدد القتلى في محافظات حلب واللاذقية وحماه وطرطوس بلغ 1262، والجرحى 2285. من جانبه، أوضح الدفاع المدني السوري ( الخوذ البيضاء) في بيان أن حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا ارتفع لأكثر من 1540 وفاة، و2750 إصابة. وأشار إلى أن العدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت أنقاض الأبنية المدمرة. ولا يقل عدد القتلى في إدلب ومناطق عمليات درع الفرات وغصن الزيتون لا يقل عن 1540، والجرحى أكثر من 2750. ويشارك الجيش الوطني السوري في أعمال الإنقاذ والإغاثة في المناطق المحررة شمال غرب سوري، بحسب مراسل الأناضول.
مخاوف أممية ورجح خبراء الأممالمتحدة أن تكون نتيجة زلزال تركياوسوريا تصل إلى 23 مليون متضرر، ونقلت فضائيات عن كبيرة مسؤولي الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية "أديلهيد مارشانج"، خلال اجتماع لمجلس إدارة المنظمة في جنيف الثلاثاء، إن تركيا لديها قدرة قوية على التعامل مع الأزمة، مرجحة أن يتضرر نحو 23 مليون شخص جراء الزلزال في تركياوسوريا. وأعلنت الأممالمتحدة، في بيان، تعليق نقل المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمة عبر الحدود التركية إلى شمالي سوريا "مؤقتا" بسبب مسائل لوجستية مرتبطة بتداعيات الزلزال. كما أعلنت المنظمة أنها ترسل إمدادات طارئة تشمل معدات جراحية لحالات الطوارئ والإصابات إلى جانب تنشيط شبكة من فرق الطوارئ الطبية. وبالمقابل، عبرت عن خشيتها من نقص الاحتياجات الأساسية في سوريا وقالت إنها: "لن تُلبى على المديين القريب والمتوسط حيث تعاني البلاد بالفعل من أزمة إنسانية منذ سنوات بسبب الحرب الأهلية وتفشي الكوليرا". فيما قال المتحدث باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) "جيمس إلدر"، خلال مؤتمر صحفي بجنيف، إن الزلزال والهزات الارتدادية التي أعقبته ودمرت عشرات المباني في تركياوسوريا ربما أودتا بحياة آلاف الأطفال. بدوره، قال مدير عام المنظمة "تيدروس أدهانوم جيبر يسوس" إنه "سباق مع الزمن… كل دقيقة، كل ساعة تمر، تتلاشى فرص العثور على ناجين". ونقل، في اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة بجنيف، القلق على نحو خاص إزاء مناطق في تركياوسوريا لم ترد منها أي معلومات منذ وقوع الزلزال، مضيفا أن "(تصور) الأضرار أحد الوسائل لاستنتاج الأماكن التي نحتاج لتركيز انتباهنا فيها".