أثار تكرار اعتقال مليشيات الانقلاب لبعض الرموز السلفية من منتقدي سياسات وأداء حزب النور -بسبب تأييده للانقلاب العسكري- جدلا حول طبيعة الدور الذي بات يلعبه الحزب بعد الانقلاب الدموى، وهل أصبح الذراع الدينية لمباحث أمن الدولة، وفقا لآراء بعض السلفيين؟ وهل أصبح بات اعتقال معارضي حزب النور من أبناء الدعوة السفلية أحدث وسائل الحزب فى فرض الرأى، والتعبير عن العلاقة القوية التى تربط قياداته بقيادات "أمن الدولة" فى زيه الجديد "الأمن الوطنى"؟ التساؤلات ليست جديدة؛ إلا أنها زادت خلال الأيام الأخيرة عقب اعتقال اثنين من أشهر الرموز السلفية الشبابية المعارضة لسياسات حزب النور، والتى كشفت دور الحزب فى دعم الانقلاب والتآمر على الرئيس الشرعى المنتخب وافتعال الأزمات قبل الانقلاب لتشويه صورة الرئيس محمد مرسى، وافتعال الأزمات لمحاولة تعويقه عن العمل. الرمزان هما: ياسر أبو عمار المنشد الإسلامى المعروف، والذى حصل على شهرة كبيرة بسبب أدائه أغنية حزب النور وقت إنشائه، وهو الذى أبدى ندمه على تلك الأغنية، وعلى دعمه لحزب النور بعد ذلك، حيث أدى أكثر من أغنية تعكس رأيه فى الوضع الذى آل إيه حزب النور خلال الفترة الأخيرة. أبو عمار تم اعتقاله فجر اليوم، بسبب أغنية جديدة "طعنة وطن" هاجم فيها حزب النور مجددا. حيث قامت مليشيات الانقلاب -وفقا لزوجة المنشد المعروف- بتحطيم محتويات المنزل خلال تفتيشه. أما الشخصية الأخرى فهو الباحث الشاب المهندس خالد حربي -أحد قيادات الجبهة السلفية- الذى يدير "المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير" ، والذى أكدت مصادر قريبة منه أن اعتقاله جاء بعد تكرار انتقاده لموقف حزب النور من الانقلاب العسكري، ومهاجمته الدائمة لموقف الكنيسة من الانقلاب. وبحسب المصادر فإن قيادات حزب النور ضاقت ذرعا بالمهندس خالد حربي، خاصة أنه محسوب على التيار السلفي؛ الأمر الذي جعل أحد قيادتهم يقوم بالإبلاغ عنه -حسب المصادر- وتم اعتقاله صباح الجمعة 11 نوفمبر 2013، بعد أدائه صلاة الفجر في مسجد يعرف قريب التوجه من حزب النور بالإسكندرية. وتزامنت حملة الاعتقالات مع تصريحات غريبة لقيادات الحزب تثبت صحة تلك الشكوك. وعلى رأسها ما أشار إليه ياسر برهامى -نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، وعضو الهيئة العليا لحزب النور، خلال أحد لقاءاته المسربة مع أعضاء حزبه فى الإسكندرية- والتي قال فيها: "هناك اتفاق على أنه لو حدث تجاوز من الشرطة مع أحد أعضاء الحزب يقوم الأخ بإبلاغ أمين الحزب وهو سيتحدث مع مدير الأمن مباشرة من أجل وقف هذا التجاوز على الفور". كما جاءت تصريحات يونس مخيون -رئيس الحزب، في مؤتمر داعم للسيسي بمحافظة السويس فى نفس الاتجاه- حيث قال: "لا يوجد معتقلون سياسيون فى السجون المصرية، وكل المحبوسين في مصر ليسوا إلا متهمين في قضايا حقيقية"، مضيفا أن "تطبيق الشريعة الإسلامية ليس من اختصاص رئيس الجمهورية، لكن هو أمر يحكمه القانون والدستور". وبحسب نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.. فإن السؤال الذي أصبح اعتياديا بعد سماع خبر اعتقال أحد معارضي الانقلاب "هل يسكن بجواركم أحد مخبري أمن الدولة أو ... عضو بحزب النور؟