بينما تتجه أنظار العالم إلى مؤتمر المناخ في مصر ، وسط مخاوف من "التمويه الأخضر" لعصابة السفاح السيسي ، دعت منظمات دولية ممثلي الحكومات الذين يحضرون مؤتمر المناخ إلى بذل كل ما في وسعهم لضمان الإفراج الفوري عن الناشط البريطاني المصري علاء عبدالفتاح وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان والسجناء السياسيين المعتقلين لممارسة حقوقهم الأساسية. إلا أنه وفي خضم هذا الزخم لم ينتبه كثيرون إلى خطورة الرسالة الضمنية التي حملتها إجابة سامح شكري وزير خارجية الانقلاب عن سؤال تليفزيوني عن إضراب علاء عبد الفتاح، ومفادها أن "الضمان الوحيد لتنال حريتك وكرامتك في مصر أن تثبت حملك جنسية دولة أخرى غير مصر" . قناة الصهيونية وفي "مقابلة خاصة" مع قناة الصهيونية أو "العربية" السعودية، أكد شكري أن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح لم يستكمل بعد إجراءات حصوله على الجنسية البريطانية، وهو في نظر شكري مجرد مواطن مصري تجري عليه قوانين القمع والسحل والاعتقال والإعدام وليس له ذرة من حقوق الإنسان . ولم يشعر "شكري" بذرة من الخجل وهو يصرح بأن "القانون المصري لديه عملية محددة للاعتراف بالجنسيات الأجنبية لم يستوفها علاء عبد الفتاح بعد، وهو مواطن مصري". ويأتي إعلان وزير خارجية الانقلاب بعد أسابيع من كشف أسرة علاء عبد الفتاح عن إخطار السفير المصري نوابا في البرلمان الأوروبي ، بأن علاء لم يحصل على إذن حكومة الانقلاب بمصر للتجنس بجنسية دولة أخرى. ويحتج العسكر في جمهورية الخوف الجديدة بنص أحد القوانين على أنه لا يجوز لمصري أن يتجنس بجنسية أجنبية إلا بعد الحصول على إذن بذلك يصدر بقرار من وزير الداخلية، كما يظل مواطنا مصريا ما لم يقرر مجلس الوزراء إسقاط الجنسية. في 2 أبريل 2022، بدأ علاء إضرابا جزئيا مفتوحا عن الطعام كمحاولة أخيرة لنيل حريته، واقتصر غذاؤه منذ ذلك الحين على 100 سعر حراري يوميا فقط، وبعد مرور أكثر من 200 يوم على الإضراب، أعلن علاء تصعيد إضرابه اعتبارا من 1 نوفمبر 2022، ليصبح إضرابا كاملا عن الطعام، وأنه في 6 نوفمبر 2022 وتزامنا مع بداية مؤتمر المناخ COP27، سيشمل إضرابه الامتناع عن شرب الماء أيضا، الأمر الذي يعني أنه إذا لم يتم إطلاق سراحه قد يفارق الحياة قبل انتهاء المؤتمر. وفي رسالة لأسرته والتي أعلن فيها تصعيد إضرابه عن الطعام، قال علاء "إذا تمنى المرء الموت فإن الإضراب عن الطعام لن يصبح مشكلة، إذا كان المرء يتمسك بالحياة بدافع الغريزة، فما الهدف من الإضراب؟ إذا كنت تؤجل الموت فقط خجلا من دموع والدتك، فإنك بذلك تقلل من فرص انتصارك، لقد اتخذت قرارا بالتصعيد في وقت أراه مناسبا لنضالي من أجل حريتي وحرية أسرى نزاع ليس لهم فيه دور أو يحاولون الخروج منه؛ لأجل ضحايا نظام يعجز عن معالجة أزماته بدون القمع، ولا يستطيع إعادة إنتاج نفسه إلا بالحبس". تصريح بالقتل في 31 أكتوبر 2022، صرح مقرر الأممالمتحدة الخاص المعني بالبيئة وحقوق الإنسان قبيل COP27 "فإنني أنضم للأصوات العالمية المطالبة بالإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح، المدافع المصري، والذي يقبع في السجن لسنوات لمجرد تعبيره عن رأيه، إن حرية التعبير هي شرط أساسي لتحقيق العدالة المناخية". وكانت أسرة "علاء" طالبت رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك للتدخل في قضيته خلال مشاركته في قمة المناخ كوب 27 وقالت سناء سيف إحدى شقيقات عبد الفتاح للصحفيين في لندن الخميس "أريد أن أدعو ريشي سوناك للتدخل" في ملف شقيقي. وأضافت "ستلتقي السيسي ، وإذا لم تظهر اهتمامك سيفسر ذلك على أنه ضوء أخضر لقتله" وتقول إن "علاء مضرب عن الطعام و إذا لم يتم الإفراج عنه خلال القمة، فمن المحتمل أن يموت في السجن لأنه سيتوقف عن تناول السوائل بدءا من الأحد والذي يصادف افتتاح الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف". من جهته وجه وزير الاستثمار الأسبق يحيى حامد، رسالة إلى المشاركين في قمة المناخ وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يحضر الجمعة المقبل، والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء بريطانيا الجديد ريشي سوناك، وذلك في اليوم الثاني من انطلاق أعمال المؤتمر. وقال حامد، في مقال له بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قبل نحو أسبوعين "على أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر المناخ في شرم الشيخ مسؤولية تسليط الضوء على انتهاكات الدولة المصرية المستمرة لحقوق الإنسان". وأضاف حامد "لربما سمعتم بأبرز هؤلاء السجناء، ألا وهو علاء عبد الفتاح، الذي يعيش الآن إضرابا عن الطعام قد يودي بحياته، أو سمعتم بمحامي حقوق الإنسان محمد الباقر، ولكن هل تعلمون شيئا عن أيمن موسى، الرياضي السابق الذي كان في التاسعة عشرة من عمره عندما نالته اعتقالات عشوائية في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2013 ويقبع وراء القضبان منذ ذلك الوقت؟". متابعا وماذا عن جهاد الحداد ووالده عصام الحداد وغيرهم ؟