منذ عاد التوتر مجددا بين السيسي من جانب وتركيا والحكومة الليبية المعترف بها دوليا من جانب ثان، على وقع اتفاق للتعاون في التنقيب عن الغاز والنفط في حدود مناطق اتفاق ترسيم الحدود البحرية المُوقّع بين البلدين والذي يتعارض ويتداخل مع مناطق اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان ، وهو ما دفع البلدان لإعلان رفض الاتفاق والتلويح بإجراءات لمنع أي تحركات تركية في المناطق المتنازع عليها. وكان آخر صدى لهذا التوتر، ما صرحت به مواقع ومنصات تابعة للعقيد المنقلب بشرق ليبيا خليفة حفتر أن مصر تتمسك بموقفها بإدانة كل التدخلات التركية ، فيما رفضت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش قرار الإدانة الموجة لتركيا. وأضافت مصادر "حفتر" أن المنقوش وافقت على نص اقترحته الجامعة العربية يدين تدخلات تركيا في شمال العراق فقط . وقالت مواقع ومنصات محلية في طرابلس منها قناة ليبيا الأحرار إن "مشادة بين وزير خارجية السيسي سامح شكري ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، في الجزائر بسبب سعي حثيث خارجية الانقلاب وسامح شكري إلى إضافة فقرة بقرار تشكيل حكومة موحدة لكل الليبين وإنهاء المرحلة الانتقالية والذهاب للانتخابات".
التطبيع مع تركيا والأحد، أعلن وزير خارجية، سامح شكري، أن "مسار مباحثات التطبيع مع تركيا توقف، لأنه لم يطرأ تغيير على ممارسات الجانب التركي في ليبيا" تعليقا منه على اتفاقية التنقيب عن النفط الموقعة بين تركيا وليبيا، بحسب قناة العربية. وعادت نبرة خروج القوات الأجنبية من ليبيا، بحسب شكري، مضيفا أنه لم تتم اتخاذ إجراءات حاسمة لتحقيق هذا الهدف. وأشار إلى الخلاف بين مجلس النواب في طبرق وحكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس، معتبرا أن حكومة طرابلس لا تملك صلاحية التوقيع على مثل هذا الاتفاق. وأردف أن الجلسات الاستكشافية المشتركة بين مصر وتركيا توقفت بعد انعقاد جولتين منها، بحجة أنه لم يطرأ تغيير على ممارسات الجانب التركي في ليبيا. وعاد الاتفاق بين حكومة السيسي واليونان عدو تركيا الرئيسي ووجدد الإثنين وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس اعتباره مذكرة التفاهم بين ليبيا وتركيا، جاءت نتاج ابتزاز تركي لحكومة فقدت شرعيتها ، مدعيا أن إبرام المزيد من الصفقات يؤجج الوضع. وأكد أن اليونان على اتفاق كامل مع مصر والعديد من البلدان الأخرى، وهدفنا الاستراتيجي المشترك هو استقرار ليبيا.
الرد الليبي وقالت وسائل إعلام ليبية إن "ليبيا ربحت من اتفاقها مع تركيا نحو 30 تريليون دولار بحسب ما تحدث مهندس الاتفاق التركي الليبي الأميرال جهاد يايجي لقناة ليبيا الأحرار ، وهو يتحدث عن قيمة الغاز الموجود في مياه ليبيا الإقليمية في البحر المتوسط. ومن جانب آخر، وسعت حكومة الدبيبة من شراكاتها في مجال الغاز حيث وقعت الاثنين 31 أكتوبر اتفاقا تنفذه "إيني" الإيطالية وبي بي البريطانية، لإنتاج الغاز في المتوسط لصالح ليبيا، وذلك باكتشافات واحتياطيات تتجاوز حقل "ظهر" المصري، بحسب ما صرح فرحات بن قدارة، رئيس مجلس النفط الليبي. كما شارك "بن قدارة" بمعرض ومؤتمر "أديبك" الدولي للبترول، المقام هذه الأيام في العاصمة الإماراتية أبوظبي، متعهدا بالتزام إدارته بأمن الطاقة ووصولها واستدامتها. منذ وقعت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة عبدالحميد الدبيبة مذكرتي تفاهم خاصتين بالطاقة والغاز والتعاون الأمني مع الحكومة التركية، تبنى الأذرع الإعلامية المحلية ووزارة الخارجية بحكومة الانقلاب التشكيك في الاتفاقية وأنها جاءت مع حكومة منتهية الولاية. يشار إلى أن "تركيا أكبر مستورد للغاز الطبيعي المصري في النصف الأول من عام 2022، والصين الرابعة". وعززت تركيا بالاتفاق دعمها البارز لحكومة الدبيبة، حيث ساعد دعم أنقرة لحكومة الوفاق الوطني السابقة في طرابلس على قلب مسار الحرب الأهلية الليبية. ومن خلال إمداد القوات المدعومة من طرابلس بالمستشارين والمعدات والاستخبارات، ساعدت حكومة الرئيس "رجب طيب أردوغان" في إحباط حملة عسكرية استمرت لمدة عام قادها المنقلب خليفة حفتر قائد مليشيات شرق ليبيا للاستيلاء على العاصمة. في عام 2019، وقعت تركيا اتفاقية حدودية بحرية مع الحكومة السابقة في طرابلس برئاسة فايز السراج، منحت أنقرة الوصول إلى منطقة اقتصادية متنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط. أعاد الاتفاق إشعال التوترات القائمة بين تركيا واليونان وقبرص ومصر بشأن حقوق التنقيب عن النفط والغاز. وتعد مذكرة التنقيب التي وقعتها تركيا مع حكومة الدبيبة هي الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا في البحر المتوسط والمبرمة بين الحكومة التركية وحكومة الوفاق السابقة برئاسة فايز السراج، في 27 نوفمبر 2019 وقد هدفت تركيا من خلف هذه الاتفاقيات إلي تحقيق عدة أهداف يمكن الإشارة إلي أبرزها؛ حل الكثير من المشكلات الاقتصادية الداخلية في تركيا، حيث تأتي ليبيا في المرتبة الخامسة عالميا من حيث حجم الاحتياطي النفطي، وهو ما يقدره الخبراء بنحو 74 مليار برميل خام عالي الجودة. وليبيا هي المنتج الثاني للنفط في القارة الأفريقية، وصاحبة أكبر احتياطي نفط في القارة قاطبة ( 34 مليار برميل) فيما بلغ احتياطيها من الغاز ما يقارب 54.6 ترليون قدم مكعبة، يضعها في المرتبة ال21 عالميا من احتياطيات الغاز. في المقابل تعتمد تركيا على الاستيراد بنسبة 95% لسد احتياجاتها من الطاقة، ومن خلال الاتفاقيات مع الحكومة الليبية في مجال النفط والغاز تكون تركيا قد حصلت على مورد دائم ومتجدد لسد احتياجاتها من الطاقة. وهناك قرابة 40% من المواقع المحتمل ظهور النفط بها في ليبيا توجد في المنطقة التي سيتم تفعيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بها ، كما أشار وزير النفط والغاز الليبي محمد عون، في تصريحات صحفية له.