تسود حالة من القلق والرعب بين المصريين عقب ارتفاع حالات الإصابة والوفاة بقيروس كورونا المستجد واعتراف صحة الانقلاب بدخول مصر فى الموجة السادسة فى الوقت الذى تعانى منه البلاد فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي من انهيار المنظومة الصحية وعدم وجود أى خدمات علاجية داخل المستشفيات الحكومية بسبب تقليص ميزانية الصحة بالموازنة العامة لدولة العسكر . كانت منظمة الصحة العالمية، قد حذرت المواطنين حول العالم من خطورة الإصابة بفيروس كورونا بعد ارتفاع حالات الإصابة مجددا بسبب متحور BA.5، وهو جزء من عائلة أوميكرون Omicronالتي تسبب موجات واسعة من العدوى على مستوى العالم. وقالت المنظمة ان متحور BA.5 ليس جديدا، حيث تم تحديده لأول مرة في يناير الماضى، وتم تتبعه من قبل الصحة العالمية منذ أبريل الماضى وهو مشتق من سلالة Omicron التي كانت سائدة في جميع أنحاء العالم منذ نهاية عام 2021، وتسببت في ارتفاع معدلات الإصابة في مختلف دول العالم بما في ذلك جنوب إفريقيا، حيث تم العثور عليها لأول مرة هناك، بالإضافة إلى بريطانيا وأجزاء من أوروبا وأستراليا. وأشارت الى أنه على غرار السلالة BA.4، فإن متحورBA.5 يجيد التهرب من الحماية المناعية التي يتم توفيرها عن طريق التطعيم أو العدوى السابقة. وقالت المنظمة انها سجلت منذ بداية الشهر الجاري، زيادة في حالات الإصابة بنحو 30%، معظمها في أوروبا والولايات المتحدة محذرة من أن "بي إيه.5" لديه قدرة على التهرب المناعي ومعدل انتشاره سريع أكثر من أوميكرون بأربع مرات، وأوضحت أن من أعراضه السعال المستمر وسيلان الأنف والتهاب الحلق والصداع، إلى جانب التعب والتعرق الليلي في بعض الحالات.
أعداد المصابين
من جانبه اعترف خالد عبدالغفار، القائم بأعمال وزير صحة الانقلاب أن أعداد مصابي فيروس كورونا في تزايد على مستوى العالم وفي مصر، مشددا على ضرورة تلقي اللقاح والجرعة التنشيطية. وحول دخول مصر موجة جديدة من إصابات كورونا، زعم عبدالغفار فى تصريحات صحفية أنه من المبكر أن نقول أن الوضع الحالي يمكن تسميته بالموجة الجديدة. وفق تعبيره وأشار إلى أن أغلب حالات الإصابة في مصر لا تحتاج إلى العزل بالمستشفيات، وهناك ثبات في أعداد الوفيات بفيروس كورونا زاعما أن هناك أسرة كافية في مستشفيات العزل. وأوضح عبدالغفار أن الحالات الحالية لا تأخذ أكثر من 5 إلى 6 أيام في مرحلة العزل المنزلي وتتماثل للشفاء، ومتوسط عدد الوفيات من 4 إلى 5 حالات في اليوم، لافتا إلى البدء في إعطاء الجرعة التنشيطية لمن حصل على الثلاث جرعات دون حاجة للتسجيل المسبق بحسب تصريحاته. كما زعم جاهزية مستشفيات العزل لعودة العمل بكامل الطاقة حال الاحتياج، وتحديد مسارات بالمستشفيات لحالات الاشتباه لتقليل خطر انتقال العدوى بين المرضى فى المستشفيات، والتأكد من وجود مخزون استراتيجي كاف من الأدوية، والمستلزمات، وأجهزة التنفس الصناعي، واللقاحات، وغيرها من الاحتياجات اللازمة للتعامل مع مصابي فيروس كورونا.
موجة جديدة
واعترف محمد عوض تاج الدين، مستشار السيسي لشئون الصحة والوقاية، انّ هناك موجة جديدة من إصابات كورونا يشهدها العالم كله، إذ إنّ الفيروس لم ينتهِ، وما زال موجوداً كوباء عالمى، مشيرا إلى أن هناك تزايد فى الإصابات منذ 10 أيام، ما يعنى أننا أمام موجة جديدة. وأضاف «تاج الدين» فى تصريحات صحفية أن أعراض كورونا فى الفترة الحالية تشبه أعراض البرد، وهذه هى ميزة إصابات الجهاز التنفسى الفيروسية، لافتاً إلى أن هناك متحوراً بسيطاً من متحورات أوميكرون، لكن الغالبية العظمى بين 85% و90% أعراضه بسيطة جداً وتشبه البرد، ولا تؤثر على الجهاز التنفسى السفلى «الرئتين» وتركز على الجهاز التنفسى العلوى. وأشار إلى أنه بنسبة 90% الأعراض تكمن فى التهاب الزور، وبعض الالتهاب فى الحنجرة والسعال والعطس والرشح وتكسير الجسم وارتفاع درجة الحرارة، لكن الأعراض البسيطة مزعجة أيضاً، وقد يشكو المريض منها 5 أيام، مشدداً على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية تجنباً للإصابة بالفيروس، فى ظل تزايد أعداد الإصابات . وكشف «تاج الدين» أنّ هناك زيادة فى الإصابات بين أفراد الأسرة الواحدة، والمطلوب وجود نوع من العزل الجزئى منعاً لنقل العدوى للأسرة أو المجتمع، أو التحرك الخارجى فى وسائل النقل أو الأماكن الأخرى، ويجب استخدام الكمامة وفق تصريحاته. وشدد على أن إصابات كورونا لم تتوقف فى أية لحظة، ولكن الغالبية العظمى من الحالات تعالج منزلياً، وبالتالى يجب أن نكون فى مرحلة الترقب والحذر منعاً من زيادة الإصابات وطالما هناك زيادة فى الحالات يجب أن يكون هناك نوع من الحرص والمتابعة، ناصحاً المواطنين بالحصول على التطعيمات، لزيادة المناعة المجتمعية التى تقى الجميع وفق تعبيره.
مستشفيات العزل
فى المقابل قال الدكتور محمد إسماعيل، أخصائي أمراض الباطنة والصدر، أن قرار وزارة صحة الانقلاب بتحويل مستشفى صدر وحميات العباسية وحلوان إلى عزل كلي، بالتزامن مع ارتفاع إصابات كورونا؛ لاستيعاب الأعداد المتوقع حجزها في المستشفيات يؤكد ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، مشيرا الى أن حالات الإصابة تزايدت في الفترة الأخيرة، خاصة منذ تاريخ 20 يونيو الماضي وأضاف اسماعيل فى تصريحات صحفية : نحن بصدد نشاط فيروسي متقطع ومؤقت، لذا لا ينبغي نشر الذعر أو القلق لافتا الى أنه بالرغم من زيادة أعداد الحالات المصابة مؤخرًا، إلا أن السلالة الموجود في مصر حاليًا والعالم أجمع، وهي أوميكرون ومشتقاته لا تؤدي سوى لأعراض من خفيفة إلى متوسطة، ولا ينتج عنها وفيات مثل أعراض الجهاز الهضمي كالقئ، والإسهال، بالإضافة إلى الإصابة بالحمى التي يُشفى منها المريض دون مضاعفات خطيرة كالتي حدثت مع بداية انتشار كورونا. واشار الى أنه نادرًا ما يوجد حالات مصابة بالمضاعفات الخطيرة في مستشفيات العزل كالالتهاب الرئوي أو حدوث فشل تنفسي موضحا أن الحالات الحرجة أصبحت نادرة، فمثلًا من كل 10 آلاف حالة مصابة، توجد حالة أو حالتين حرجة، وبالتالي نلاحظ قلة الوفيات . وأوضح اسماعيل أننا في مرحلة وسيطة ما بين الموجات الشرسة وانتهاء الوباء الذي نكاد نقترب منه بتحول كورونا إلى فيروس موسمي مثل الإنفلونزا.
أعراض البرد
وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة والأوبئة، إن دور البرد المنتشر حاليًا لا يمكن الحكم على المصابين به بأنهم جميعا مصابون بكورونا، ولكن يجب قبل الحكم النظر إلى الأعراض التي تظهر على المريض وإجراء فحص فيروس كورونا للتأكد من سلبية المسحة أو إيجابيتها . وكشف عنان فى تصريحات صحفية أن معظم المواطنين في الفترة الحالية مصابون بدور برد وهو المنتشر بالفعل في الوقت الحالي لكن بينهم أيضًا مصابين بفيروس كورونا، والأعراض المنتشرة تبدأ بالإسهال وارتفاع درجة الحرارة واحتقان في الحلق وتكسير في العضلات والتعرق الليلي. وأوضح أن المصاب بنزلات البرد يتماثل للشفاء في غضون يومين أو ثلاثة على الأكثر مع الإكثار من السوائل الدافئة وتناول الأدوية المناسبة التي وصفها الطبيب بالجرعات المحددة فقط، لافتًا إلى أن أعراض فيروس كورونا تستمر لمدة خمسة أيام وأكثر وفقًا لشدتها وإذا كان المواطن حصل على لقاح كورونا من عدمه . وأكد عنان أن مصر دخلت الموجة السادسة من فيروس كورونا بالفعل وأعراضها تختلف عن الموجة الخامسة بسبب التوسع في عملية التطعيمات، فالإصابات تشبه نزلات البرد وهذا السبب الرئيسي وراء حالة الخلط بين المواطنين. وأضاف أن لقاحات كورونا عملت على تخفيف شدة الأعراض وجعلتها بسيطة ومتوسطة بدلًا من كونها شديدة الخطورة، داعيًا المواطنين لضرورة الحصول على الجرعة التنشيطية من لقاحات كورونا، لقدرتها على مواجهة المتحورات التي تظهر من فترة إلى أخرى.