قال مراقبون إن "إثيوبيا تستمر بأعمال الممر الأوسط وتبدو أنها أعمال معالجة نهائية للملء الثالث وفق مقارنات حتى الآن حسب المتاح، مع استمرار تشغيل أول توربين منخفض بصورة جزئية مع استمرار تشغيل ممرين الاستخدامات". وأضاف المراقبون أن منسوب التعلية الحالي وصل وفق التقديرات 587 م بسعة إجمالية حوالي 12 مليار متر مكعب ، مرتفعا بنحو 4 مليار ونصف المليار من مستوى 7 مليارات متر مكعب قبل الفيضان الذي تتأرجح قوته ميالة إلى الضعيف حتى الآن. وتأتي هذه الأرقام في وقت اتهمت فيه إثيوبيا عضو لجنة التفاوض المصرية في ملف سد النهضة د.هاني سويلم بفبركة خبر كاذب ومضلل قام بنشره قائلا "كان مجرد تحليل ". ونشر الدكتور هاني سويلم عضو لجنة التفاوض الفنية المصرية في ملف سد النهضة، وأستاذ إدارة المياه بجامعة أخن الألمانية والجامعة الأمريكية، صورا مفبركة لتشققات في الواجهات الخرسانية لسد النهضة ، وخبرا كاذبا مفاده أن سد النهضة غير مستقر لحجز 50 مليار متر مكعب ، وقد ينهار ويعرض حياة الملايين من الناس للخطر في أي لحظة بسبب خطأ جسيم في السد، وانتشر الخبر على نطاق واسع في مصر. وهددت منصات إعلامية إثيوبية بإرسال منشوره للجامعة الألمانية التي يعمل بها، ولكن تراجع فورا في التعليقات قائلا إنني "لا أقصد ذلك ، لقد كان مجرد تحليل وليس إثباتا". الاتهام الذي وجهته إثيوبيا وضعّف موقف خبراء التفاوض المصريين سببه عبدالفتاح السيسي الذي كان مضمون كلامه في مؤتمر أفريقيا الطبي المنعقد في 5 يونيو الماضي معبرا عن الهزيمة والنكسة أو على حد قول الصحفي وائل قنديل "الإعلان رسميا عن هزيمة مصر في معركة سد النهضة". وهو ما ركبته إثيوبيا بعدها بأيام ففي 8 يونيو كان "أول مرة يصرح مسؤول إثيوبي عن مشروع سد النهضة عن إمكانية تأثر مصر والسودان بعمليات ملء السد للمرة الثالثة، مثيرة للقلق، حيث إنها المرة الأولى التي يقر فيها مسؤول إثيوبي بأن السد قد يضر بمصالح مصر والسودان المائية منذ بدء العمل بالمشروع في 2011". وهو ما اعتبره الخبير الزراعي د.عبدالتواب بركات مثيرا للتعجب فقال "مازال الصمت المصري الرسمي يزيد الموقف غموضا، وما زالت إثيوبيا مستمرة في بناء السد الذي سيحول حياة المصريين إلى جحيم لا يطاق". واقع السد الحالي هاني إبراهيم، المراقب والباحث المتخصص في مياه النيل، قال إن "منسوب التعلية الحالي وفق التقديرات 587 م بسعة إجمالية حوالي 12 مليار متر مكعب ، في حين أن منسوب ما قبل التعلية 575 م بسعة إجمالية 7.2 مليار متر مكعب". وأضاف أن "منسوب البحيرة الآن تجاوز منسوب 11 مارس الماضي حوالي 576 إلى 577 م في أقصى تقدير ، ويتم الملء بصورة بطيئة نوعيا ربما الأسباب تتعلق بتراجع معدلات الأمطار وتشغيل جزئي لقناطر تانا وتانا بيلس أو أن الفيضان متوسط ، لافتا إلى أن سعة البحيرة الآن حوالي 7.6 مليار متر مكعب". وأشار إلى أن "تدفقات يوليو بشكل عام خلال الفترة من 1 إلى 10 يوليو تعادل 114 مليون متر مكعب يوميا يتم تمرير 60 مليون متر مكعب من خلال ممرين الاستخدامات والتشغيل الجزئي لأول توربين منخفض ويتم حجز 54 مليون متر مكعب يوميا وخلال 6 أيام بتاريخ اليوم يصبح ما تم حجزه حوالي 324 مليون متر مكعب ". ولفت إلى أن "متوسط يوليو وفي حال تشغيل الممرين وأول توربين منخفض في حال فيضان متوسط سوف يتم حجز حوالي 4.6 إلى 4.8 مليار متر مكعب خلال يوليو بالكامل ". وحذر من أن فيضان النيل الأزرق بشكل عام متفاوت من عام إلى عام بل ومتفاوت خلال شهور الفيضان والحكم النهائي على الفيضان يتم خلال نهاية سبتمبر تحديدا ، فقد يبدأ الفيضان ضعيفا ثم يشتد والعكس أحيانا لذلك مسألة التنسيق في سنوات الجفاف مهمة ولكن أثيوبيا ترفض . تخزين الملء الثالث ومن جانبه، قال د.عباس شراقي إن "التصميم الأمريكي الأصلي لسد النهضة بارتفاع 85 م وتخزين 11.1 مليار م3 تم تحديثها إلى 14 مليار م3، وفيه تصل البحيرة إلى بداية وادي مجاور على بعد 5 كم، ولايمكن زيادة الارتفاع والتخزين إلا بعد إغلاق الوادي لمنع مرور المياه الزيادة إلى النهر من خلف السد، ولذلك كان لزاما غلق الوادي بسد آخر (السد المكمل أو سد السرج) طوله 5 كم ، وارتفاعه 50 م ، وعرض القمة 40 م) وهو مكون من ركام الصخور مغلف بطبقة خرسانية، لزيادة ارتفاع السد في آخر تصميم إلى 145 م وتخزين 74 مليار م3، وهو مقوس بحيث إن الجهة المقعرة مواجهة للبحيرة عكس السدود العالمية المقوسة، وهو ما يشكل خطورة في حالة ملء البحيرة وزيادة الضغط عليه". وأضاف أن "السد المكمل هو المسئول عن زيادة السعة التخزينية أكثر من 14 مليار م3، والتخزين الثالث متوقع أن يكون حوالي 3 – 5 مليار م3 تضاف إلى تخزيني العامين الماضيين ليصبح الإجمالي 13 مليار م3، وبالتالي لن تتداخل البحيرة هذا العام معه ولن تشكل أي ضغوط مائية عليه ، وسوف تصل المياه بالقرب منه وهي الآن على بعد 2 كم من السد المكمل". وتوقع أن "تصل بعض المياه القليلة في مجرى ضيق نحو السد، وفي حالة زيادة التخزين قليلا أثناء الفيضان فسوف يكون التداخل محدودا، ثم يعود بانتهاء الموسم مع تراجع مستوى البحيرة". شراء المياه وضمن هذه الردود الأثيوبية وسط مقترح لشراء مصر كميات المياه الزائدة عن حصتها السنوية من إثيوبيا بعد اكتمال الملء الثالث لسد النهضة وإتمام التعلية التي تحدث عنها هاني إبراهيم ود. شراقي. وقال مراقبون إن "تسليع المياه يرسخ هدفا صهيونيا لشراء مياه النيل من إثيوبيا تكون مصر بالنسبة لها ممر لأنابيب المياه كما هي أنابيب البترول". الصحفي أحمد الشرقاوي قال إن "خطة نظام السيسي من البداية هي تسليع المياه كما كان النيل هو ثمن الوصول إلى السلطة، وهو قبل بالشرط لكن العقبة كانت و لاتزال، هي كيفية إقناع الشعب المصري بهذه الخيانة الكبرى ". واسترشد بمسؤول فني مصري على صلة بملف أزمة السد الإثيوبي كشف أن هناك تفكيرا رسميا مصريا في أحد السيناريوهات المطروحة للتعامل مع أزمة سد النهضة الإثيوبي، وهو شراء المياه من أديس أبابا.