تستورد مصر نحو 85% من القمح من روسياوأوكرانيا ، بمؤشر يميل بشكل أكبر لروسيا التي تشكل 50% من واردات القمح إلى مصر ، باعتبار أن بلادنا هي الأكبر في العالم في جانب استيراد شحنات القمح ، حتى وإن احتوت على الأرجوت المسرطن. وقالت "ميدل إيست آي" إن "حرب روسياوأوكرانيا يمكن أن تدمر مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث استوردت مصر 12.5 مليار طن من القمح في 2020-21، تمثل 85٪ من كمية القمح المستوردة قادمة من روسياوأوكرانيا". وقالت مصادر مطلعة بوزارة التموين والتجارة الداخلية بحكومة الانقلاب في تصريحات صحفية إن "مخزون القمح الحالي يكفي لمدة تتراوح ما بين 4 إلى 5 أشهر". وتعتمد حكومة الانقلاب -بحسب مؤتمر عاجل أطلقته الخميس 24 فبراير 2022، بالتزامن مع الحرب الروسية على أوكرانيا والتي صارت واقعا- على أن المحصول الجديد سيخرج بداية من منتصف أبريل القادم، وتردد أن مخزون مصر من القمح آمن حتى شهر نوفمبر القادم. وأدت حرب روسيا على أوكرانيا إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار القمح والوقود، فضلا عن أسعار الذهب العالمية، قدرها بعضهم خلال الساعات الأولى من الحرب بزيادة سعر القمح 5% في الأسواق العالمية، مع تلميح من حكومة الانقلاب ومتحدثها الإعلامي أن 14 دولة بخلاف روسياوأوكرانيا التي تستورد منها مصر نحو 30 من احتياجاتها من القمح متاحة للاستيراد. وقالت تقارير إن "أسعار القمح زادت لثالث يوم على التوالي لتبلغ أعلى مستوى منذ أكثر من تسعة أعوام ، في حين قفزت الذرة إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر، كذلك قفزت العقود الآجلة للقمح لشهر مايو في مجلس شيكاجو للتجارة 5.7 % إلى نحو 9.34 دولار للبوشل ( البوشل يساوي 27 كلج) وهو أعلى سعر منذ يوليو 2021". وارتفعت أسعار القمح عالميا للعقود الآجلة للقمح في بورصة "مينيابوليس" للحبوب بشكل حاد إثر اندلاع العمليات العسكرية في أوكرانيا، واكتسبت عقود القمح الشتوي الأحمر القاسي لشهر مارس 49 سنتا لتصل إلى 9.63 دولارا أمريكيا لكل بوشل، بينما ارتفع عقد القمح في الشهر نفسه إلى 9.24 دولار أمريكي لكل بوشل، بزيادة 49 سنتا عن الإغلاق السابق. وتشير التقديرات إلى أن صادرات روسياوأوكرانيا من القمح المجمعة للسنة التسويقية 2021-22 "يونيو – يوليو"، تمثل 23% من الإجمالي العالمي البالغ 206.9 مليون طن متري، وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية، وتعتبر روسياوأوكرانيا من الموردين الرئيسيين للقمح لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول الأوروبية. وخلال العقد الأخير صعدت أوكرانيا إلى المراتب الأولى عالميا في صادرات الحبوب، حيث كانت تهدف هذا العام إلى احتلال المرتبة الثالثة في القمح والمرتبة الرابعة في الذرة، على الرغم من أن الصراع الأخير مع روسيا قد غرس الخوف في الأسواق بشأن ما إذا كانت جهود التصدير الأوكرانية يمكن أن تنجح. مصر أكبر المتضررين وقال الكاتب الصحفي قطب العربي الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة -قبل إلغائه من الانقلاب- إن "الضرر الأكبر لمصر من الحرب الأوكرانية هو واردات القمح ، حيث نستورد80٪من احتياجاتنا من روسياوأوكرانيا، مصر خضعت لسياسات استعمارية منعتها من تحقيق الاستقلال الذاتي من القمح، وحين حاول الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي تحقيق هذا الاستقلال ، ورفع شعار تحقيق استقلالنا في الغذاء والدواء والسلاح، وتحرك بالفعل لتحقيق ذلك، فقد كان ذلك أحد أسباب الانقلاب عليه ، اليوم ندفع ضريبة ذلك وستشعر بالمشكلة حين ترتفع أسعار الخبز أكثر مما تعتزم الحكومة، وسيكون لديها حجة جديدة في ارتفاع أسعار واردات القمح". دوريات غربية وكانت دوريات غربية حذرت من تأثيرات الحرب بأوكرانيا على واردات القمح لمصر، وقال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية إن "الأزمة الأوكرانية سيكون لها تأثير بزيادة المخاوف بشأن واردات القمح لمصر في حال الغزو الروسي لأوكرانيا ، وتوقع قفزات سريعة وقوية في أسعار السلعة الأكثر استيرادا في مصر، لا سيما أن مصر تعتمد بشكل كبير على واردات القمح من كلا البلدين، 50% من وارداتها من القمح يأتي من روسيا و30 % من أوكرانيا، بحسب نيويورك تايمز". وأضافت أن أوروبا تحصل على ما يقرب من 40 % من غازها الطبيعي و 25 % من نفطها من روسيا ، ومن المرجح أن تتعرض لارتفاع كبير في فواتير التدفئة والغاز ، والتي ارتفعت بالفعل، ثم هناك أسعار المواد الغذائية التي ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد من الزمان ، و تعد روسيا أكبر مورد للقمح في العالم ، وتشكل مع أوكرانيا ما يقرب من ربع إجمالي الصادرات العالمية بالنسبة لبعض البلدان ، يكون الاعتماد أكبر بكثير. ويشكل تدفق الحبوب هذا أكثر من 70 % من إجمالي واردات القمح لمصر وتركيا.
https://www.nytimes.com/…/econo…/ukraine-russia-economy.html تقرير التليجراف وقالت صحيفة التليجراف البريطانية إن "من شأن تلك التطورات أن تؤثر على الأمن الغذائي للأسر منخفضة الدخل في دول شمال أفريقيا، وكانت مصر استوردت ما يقرب من 50% من إجمالي وارداتها من القمح من روسيا العام الماضي، كما مثل القمح الأوكراني 30% من إجمالي واردات البلاد". وقال التقرير إن "التهديد بغزو روسي لأوكرانيا ساهم في رفع أسعار المواد الغذائية ، و يخاطر بتجويع العائلات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وبينما تعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم ، صعدت أوكرانيا بشكل ملحوظ في مراتب صادرات الحبوب على مدار العقد الماضي. حذر الخبراء من أن العائلات التي تواجه بالفعل ارتفاعا حادا في أسعار المواد الغذائية، قد تشهد ارتفاعا أكبر في تكلفة المواد الأساسية إذا تعطلت سلاسل التوريد. وارتفعت أسعار المواد الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أعلى مستوياتها منذ 10 سنوات ، حيث وصلت إلى مستويات مماثلة لتلك التي كانت موجودة خلال الربيع العربي ، وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية. القمح محور الثورات وتعد مصر ، أكبر مستورد للقمح في العالم ، وتسببت الزيادات السابقة في أسعار الخبز في أعمال شغب، كان شعار "الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية" ترنيمة أساسية للمتظاهرين المصريين خلال ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالمخلوع مبارك. ومع توقع ارتفاع أسعار القمح، و إضافة 763 مليون دولار إلى فاتورة دعم الخبز الضخمة بالفعل البالغة 3.2 مليار دولار في مصر .