نشرت وكالة "سي إن إن" للأنباء تقريرا سلطت خلاله الضوء على تداعيات غزو أوكرانيا على سوق النفط وارتفاع الأسعار إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، متسائلة، هل يُجبر ارتفاع سعر النفط بايدن على الاتصال بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ؟ وقال التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة": بعد أقل من شهر من رئاسته، قال البيت الأبيض إن "جو بايدن سيعيد ضبط علاقته بالسعودية، رافضا فعليا التحدث إلى الحاكم الفعلي للمملكة، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي في فبراير الماضي إن "بايدن سيتحدث مع نظيره الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاما، ومع ذلك فإن ولي العهد هو الذي يتولى الشؤون اليومية للمملكة، بما في ذلك السياسة النفطية". وأضاف التقرير أن الكثير تغير خلال الأشهر ال 12 الماضية، ووصل التضخم الآن إلى أعلى مستوياته منذ 40 عاما، وتلوح في الأفق انتخابات التجديد النصفي، وأغرقت روسيا أوروبا للتو في أكبر أزمة أمنية لها منذ عقود بغزو أوكرانيا، لكن ربما الأهم من ذلك بالنسبة لعلاقة أمريكا بالشرق الأوسط ، أن أسعار النفط ارتفعت فوق 100 دولار إلى أعلى مستوى في ثماني سنوات. واخترق خام برنت 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 يوم الخميس بعد أن هاجمت القوات الروسية أوكرانيا، تتدافع الدول الغربية الآن لإيجاد مصادر بديلة للطاقة في حالة انقطاع إمدادات روسيا الهائلة من النفط والغاز، وحتى الآن رفض الملك سلمان نداءات بايدن لمزيد من النفط من المملكة العربية السعودية زعيمة أوبك الفعلية، الذي تعهد بالالتزام باتفاق كارتل النفط مع روسيا للحد من زيادة الإنتاج، تمتلك المملكة حوالي 2 مليون برميل من الطاقة الفائضة. وأوضح التقرير أنه مع انهيار الدبلوماسية مع روسيا خلال الأسبوع الماضي، تم إحراز تقدم على جبهة أخرى في فيينا، حيث تتفاوض القوى العالمية مع إيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تخلى عنه الرئيس دونالد ترامب في عام 2018، يمكن أن يمنح إبرام الاتفاقية واشنطن وأسواق النفط العالمية مهلة تمس الحاجة إليها من خلال الإفراج عن النفط الإيراني الذي أقرته الولاياتالمتحدة. وأشار التقرير إلى أن بايدن يواجه الآن معضلة، هل يعيد النظر في رفضه استدعاء ولي العهد لأقرب شريك له في الشرق الأوسط وتوجيه نداء جديد للسعودية ؟ أو قد يجد منقذا غير متوقع في أكبر عدو له في الشرق الأوسط وهو إيران ؟ عبد العزيز ساجر، رئيس مركز أبحاث الخليج ومقره السعودية، يرى أن قضية بايدن مع ولي العهد شخصية ، إذا كان لديك شيء تريد إيصاله إلى السعودية كرسالة، أو إلى ولي العهد، قله بصوت عال وواضح، قل هذا ما تريده ، وأضاف من المنطقي فقط أن تغير الولاياتالمتحدة نهجها تجاه السعودية بالنفط عند 100 دولار". وقالت إيلين وارد، الزميلة البارزة غير المقيمة في المجلس الأطلسي بواشنطن " حتى لو وافقت المملكة العربية السعودية على زيادة الإنتاج، فهل سيخفف ذلك الضغط على أسعار النفط ؟ ليس بالضرورة. وأشار وزراء النفط في أوبك إلى أنهم متشككون بشأن القدرة على تحديد الأسعار عن طريق زيادة الإنتاج ، وبعبارة أخرى، فإن أسباب الارتفاع الأخير في أسعار النفط ، ترجع إلى المضاربات المالية والمخاطر الجيوسياسية أكثر من نقص العرض". وأضاف ، لو أجرى بايدن تلك المكالمة التي طال انتظارها لولي العهد، فلا يوجد ما يشير إلى أن محمد بن سلمان سيستسلم بسبب طلب شخصي». إذا دفعت الأزمة الروسية الأوكرانية النفط إلى حوالي 110 دولارات للبرميل، فإن التضخم الأمريكي سيتجاوز 10٪ على أساس سنوي، وفقا لشركة الاستشارات RSM، وأضافت أن هذا لم يحدث في الولاياتالمتحدة منذ عام 1981 ، وسيسبب صدمة حقيقية قصيرة المدى». لن يمر المأزق الذي يواجهه بايدن مرور الكرام في طهران، وربما يقوي يدها في مفاوضات فيينا، واستدعت يوم الأربعاء كبير مفاوضيها لإجراء مشاورات ، ودعت الغرب إلى أن يكون واقعيا بشأن المحادثات. تتوقع ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس أن يسمح اتفاق نووي مؤقت للصادرات الإيرانية بالنمو بمقدار 500 ألف برميل يوميا في أبريل ومايو، في حين أن الاتفاق الشامل قد يسمح بنمو الصادرات بمقدار 1,5 مليون برميل يوميا ، وفي غضون تسعة أشهر ضخت إيران 3.83 مليون برميل يوميا قبل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018. وقال يوسف الشمري، كبير الباحثين في إمبريال كوليدج بلندن «اعتاد كل رئيس أمريكي الضغط على المملكة العربية السعودية لزيادة الإنتاج، وغالبا ما كانت المملكة ملزمة بذلك ، وخلال السنوات الأربع الماضية، رأينا المملكة العربية السعودية إما ترفع الإنتاج أو تجري تخفيضات طوعية خلال عهد ترامب، ولكن الآن تلتزم المملكة بنهج أكثر اعتيادية ". وقال ساجر إنه "كلما زاد تخصيص بايدن لخلافه مع السعودية، زاد إجبار المملكة على البحث عن بدائل إستراتيجية للولايات المتحدة". وقال وارد «لا أعتقد أن المملكة العربية السعودية ستسمح للوضع بين الولاياتالمتحدةوروسيا بتعريض علاقتها مع روسيا للخطر، فعلاقة الطاقة بين المملكة العربية السعودية وروسيا موجودة خارج القضايا الجيوسياسية بين روسياوأوكرانيا ، وطالما أن المملكة العربية السعودية يمكن أن تظل فوق الوضع دون الحاجة إلى اختيار الأطراف، فمن المرجح أن تمتنع حتى عن التعليق على تصرفات روسيا في شرق أوكرانيا».