تسبب قرار علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية بحكومة الانقلاب باستبدال الدمغة التقليدية على المشغولات الذهبية بدمغة الليزر في حالة من الفوضى والتخبط والارتباك في أسواق الذهب، بالإضافة إلى تخوف المواطنين على ممتلكاتهم الذهبية، كما تسبب في ارتفاع الأسعار، ما يهدد بحالة من الركود يعاني منها تجار الذهب منذ العام 2016. كان سعر الذهب عالميا ، قد شهد ارتفاعا حادا قبل ختام أعمال البورصات العالمية يوم الجمعة الماضية ، كما ارتفعت أسعاره في مصر أيضا في الساعات الأخيرة من مساء يوم الجمعة. واستقر سعر الذهب عند نفس مستواه بعد القفزة الكبيرة في سعر الجرام والتي وصلت إلى 13 جنيها في الجرام ، حيث سجلت أسعار الذهب عيار 14 نحو 541 جنيها للجرام، وسجل سعر الذهب عيار 18 نحو 696 جنيها للجرام، وبلغ سعر الذهب عيار 21 نحو 812 جنيها للجرام، ووصل سعر الذهب عيار 24 إلى نحو 928 جنيها للجرام. كما استقر سعر الجنيه الذهب عند 6496 جنيها، وقد يختلف السعر من تاجر لآخر، ويساوي هذا السعر قيمة الذهب في الجنيه، ويرتبط سعره بأسعار الجرام عيار 21، كما سجل سعر الذهب عالميا خلال تعاملات جلسة يوم الجمعة الماضية آخر جلسات الأسبوع 1858 دولارا للأوقية، بزيادة قدرها 1.75%،.
التضخم وتوقع الخبراء أن تستمر أسعار الذهب في الاتجاه العرضي، وتبدأ البورصات في التحكم في أسعار الذهب في الأسواق العالمية مرة أخرى. وقالوا إن "بيانات جامعة ميتشيجان عن التضخم الأمريكي، تسببت في قفز أسعار الذهب عالميا بشكل كبير فور صدورها، موضحين أن هذه البيانات توقعت أن يرتفع التضخم في 12 شهرا بنسبة 5% ويتقلص إلى 3.1% خلال 5 سنوات، كما سجلت بيانات التضخم الأمريكي خلال الأسبوع الماضي أعلي مستوى لها منذ 40 عاما ووصلت إلى 7.5%، فيما سجلت بيانات ثقة المستهلك ارتفاعا لتصل إلى 61.7 نقطة، لتعكس تخوفات المستثمرين وثقتهم في الاقتصاد الأمريكي بسبب ارتفاع التضخم".
تذبذب الأسعار من جانبه كشف نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقا، أن حركة الذهب في السوق المحلي، تشهد تذبذبا ما بين الصعود والانخفاض منذ شهر ديسمبر الماضي، كما تشهد الأسواق انخفاضا كبيرا في حركة البيع والشراء في الوقت الراهن . وقال نجيب في تصريحات صحفية، إن "الأسعار تشهد انخفاضا وارتفاعا في تعاملات اليوم الواحد داخل البورصات العالمية، ويتم الاستقرار على متوسط السعر الذي تستقر عنده البورصات بعد المضاربات". وأشار إلى أن سعر الذهب عالميا خلال تعاملات آخر جلسات الأسبوع 1858 دولارا للأوقية، بزيادة قدرها 1.75%، موضحا أن الطلب على المشغولات الذهبية في مصر ارتفع العام الماضي بنسبة 42%، فقد وصل ل 27.9 طن، لأن هناك بعض المواطنين يستثمرون في الذهب . وأوضح نجيب أن هذا التذبذب يؤثر على عملية الاستثمار، خاصة بعد انخفاض نسبة الفائدة داخل البنوك، فأصبح المواطن يلجأ إلى الاستثمار في الذهب لتحقيق الأرباح، مؤكدا أن سوق الذهب يعاني منذ عام 2016، حالة من الركود بسبب ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. وأكد أن التقلبات في الأسعار والركود، تسببت في خروج صغار التجار أصحاب الورش الضعيفة التي لا تستطيع الصمود أمام تغيرات وتقلبات السوق الحالي، وهي نسبة لا تتعدى ال3%.
البورصات العالمية وقال الدكتور عادل عامر، خبير اقتصادي إن "أسعار الذهب ترتبط بالبورصات العالمية من حيث الارتفاع أو الانخفاض، مشيرا إلى أنها توقفت على سعر ثابت في ختام تعاملاتها الجمعة الماضية، وذلك من خلال المضاربات التي تتم في هذه البورصات على مستوى العالم، والقوة الشرائية للأسهم داخل البورصات التي تتم يوميا". وأكد عامر، في تصريحات صحفية ، أن المضاربات والقوة الشرائية في البورصات العالمية وتحديد ارتفاع أو انخفاض سعر الذهب عالميا لا يرتبط بالحدود الاقتصادية الحالية. وأشار إلى أن هناك بعض المواطنين على مستوى العالم وليس في مصر فقط يستثمرون في الذهب، باعتباره من الاستثمارات الآمنة المستمرة.
دمغة الليزر حول أزمة دمغة الليزر وتسببها في حالة من الارتباك وارتفاع الأسعار قال المهندس هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للمصوغات والمجوهرات بغرفة القاهرة التجارية إن "المشغولات الذهبية كي تباع في السوق المصري يجب أن تكون مدموغة بالدمغة المصرية ، وهذا كان يتم بواسطة الطرق علي المعدن بواسطة قلم من الصلب يكون عليه العيار الخاص بالذهب". وقال ميلاد في تصريحات صحفية إن "وزارة تموين الانقلاب أرادت تحديث هذه الطريقة ليتم دمغ الذهب عن طريق الليزر، وأن يكون له كود يحتوي على معلومات كثيرة، مشيرا إلى أن الطريقة الحديثة فد تتيح الفرصة لإضافة العديد من المعلومات التي يمكن أن نستفيد منها، لكن المستهلك سيتحمل ثمن هذه الدمغة وستضاف قيمتها إلى الذهب عند البيع مما يزيد من حالة الركود". وأضاف أن المعني بهذا القرار مصلحة الدمغة والموازين وتجار وصناع المشغولات الذهبية وليس المستهلك. وانتقد ميلاد تصريحات وزير تموين الانقلاب التي قال فيها إننا "لن نتعامل بالطريقة القديمة في الدمغة ، مؤكدا أن الذهب قيمته في البورصات العالمية وليس له شأن بالدمغة".