بعد توقف لفترة طويلة عن المبادرات والأطروحات السياسية، فاجأتنا عدد من الرموز والشخصيات الوطنية المعارضة للانقلاب؛ بالإعلان عن عدد من المبادئ بغرض الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير، وفي هذا لم تعلن تلك الشخصيات عن آليات أو أطروحات لكسر الانقلاب؛ وإنما تخطت ذلك وتجاوزته إلى الحديث عن مسار ما بعد الانقلاب، وفي ذلك تم إعلان عشرة مبادئ تدور حول إرساء الحياة الديمقراطية والتعددية والتشاركية وتمكين المرأة والشباب والمجتمع المدني، فضلا عن تأكيدها عودة الجيش إلى ثكناته وعلى العدالة الانتقالية والإصلاح الجذري. والحقيقة أن ردود الفعل تعددت عقب الإعلان عن تلك المبادئ، وهي ردود فعل تباينت من أقصى اليمين لأقصى اليسار، واختلفت في قراءتها للحدث؛ فهناك من رأى أن المبادئ جيدة ولا خلاف عليها وهذا كاف، في حين رأى البعض أن الأمر لا يعد إلا من قبيل إعادة إنتاج لكل ما يقال منذ 25 يناير إلى الآن، في حين أن أعين الجميع متربصة ومنتظرة للآليات ومسارات التنفيذ. لذا فخطوة استباق مرحلة الانقلاب وتعديها للحديث لما بعده هو أمر أيضا كان محل جدل، فهناك من رأى أن هذه رسالة طمأنة للكيانات الثورية والوطنيين المخلصين المصابين بقلق لما بعد كسر الانقلاب، في حين رأى آخرون أن الواقع كان يريد إنتاجا مختلفا يتحدث عن آليات تكتيكية جديدة لكسر ومناهضة الانقلاب.
اقرأ أيضا: * باحثة بمركز الحضارة: مبادئ بروكسل وثيقة أوليّة تحتاج إلى استكمال * باحث سياسي: مبادئ بروكسل رسالة إلى ثوار يناير الحقيقيين بأن يتوحدوا ومن الجدير بالذكر أن تلك الشخصيات المصرية العامة قد أعلنت عن تأسيس "المجلس الوطني للثورة المصرية" وذلك في مؤتمر صحفي في نادي الصحافة الأوروبي بروكسيل، وحضر المؤتمر د. محمد محسوب وزير الشئون القانونية في حكومة د. هشام قنديل ونائب رئيس حزب الوسط، د. مها عزام منسق ائتلاف المصريين الديمقراطيين بإنجلترا، د. ثروت نافع أستاذ العلوم السياسية، د. يحيى حامد وزير الاستثمار في حكومة هشام قنديل، آيات عرابي الصحفية المصرية غير منتمية للتيار الإسلامي، د. مصطفي إبراهيم منسق الائتلاف العالمي للمصريين بالخارج، وشارك في المؤتمر د. أيمن نور من ستوديو لبنان، والكاتب الصحفي وائل قنديل من لندن.
اقرأ أيضا: * صلاح عز: مبادرة بروكسل لديها الفرصة في لمّ شمل الوطنيين * هدى عبد المنعم: التحالف يرحب بكل محاولات لم شكل القوى الوطنية وفي هذا الإطار ولأن المبادئ التي تم الإعلان عنها هي محل اتفاق من حيث الموضوع بين الجميع، وبالفعل أسهمت في تجديد النقاش السياسي حول الوضع الراهن، فلذا لم يكن هناك مناص من مناقشة تلك المبادئ في ضوء كافة الآراء والمقترحات، وذلك بعد محاولة حصر الأمر في مناقشة أمرين فقط هما المخاطر والفرص المتاحة، وذلك حتى يكون الحديث أكثر تحديدا ودقة، ومن جانبهم عبّر المشاركون في هذا الملف عن آرائهم الخاصة بعيدا عن أية توجهات أو تكتلات ينتمون إليها.