رفض مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والذى يرأس عمل لجنة الفتوى، فتوى إباحة دمِ مَن يخرج فى مظاهرة يوم 24 أغسطس الجارى ضد رئيس الجمهورية، التى أصدرها الشيخ هاشم إسلام، مؤكدا أنه واعظ بالدقهلية، وليس عُضوًا بلجنة الفتوى بالأزهر.. فى الوقت نفسه أكد عبد المنعم عبد المقصود، محامى جماعة الإخوان المسلمين، رفض الجماعة للفتاوى التى تنادى بإهدار دماء المتظاهرين يوم 24أغسطس الجارى. واستنكر المجمع فى بيان له "ما جاء على لسان الواعظ المذكور (إسلام)، ومَن يُؤيِّده فى رأيه" مؤكدا أنَّ الأزهر الشريف يحرم إراقة دماء الناس والمساس بأموالهم وأعراضهم، فهى معصومةٌ ومحفوظة بنصوص الكتاب والسُّنَّة؛ حيث يقول تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ*ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. وشدد مجمع البحوث على أنَّ الواعظ المذكور ليس عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية أو بلجنة الفتوى بالأزهر، وهو مُحالٌ إلى التحقيق فى عدَّة وقائع تُمثِّلُ خُروجًا على مقتضى وظيفته كواعظٍ ينتسبُ للأزهر. وأضاف أن ما جاء فى حديثه هو رأى خاص به لا يعبر عن الأزهر من قريب أو بعيد، ويهيب الأزهر الشريف بجموع المواطنين من أبناء مصر بأن يلتفُّوا ويجتمعوا حول قياداتهم لإعلاء مصلحة الوطن، والانتقال بمصرَ إلى مرحلة العمل والإنتاج والاستقرار، وأنْ يتمسَّكوا بالوحدة، وألا يلتَفِتوا إلى مُثِيرات الفتنة والخلاف وتمزيق الوطن. وقررت الأمانة العامة للمجمع بأنَّ ما صدَر من فتوى يُعبِّرُ عن رأى قائلها، وهو مسئول عنها مسئوليَّةً قانونية، لمخالفتها النصوص الصريحة من الكتاب والسُّنَّة. بدوره، قال عبد المنعم عبد المقصود، محامى جماعة الإخوان المسلمين: إن التظاهر السلمى حق مكفول للجميع دون المساس بالمنشآت العامة أو محاولات التخريب، مؤكدًا أن مواجهتها يكون من خلال السلطة المخولة بذلك، دون المساس بحقوق التظاهر السلمى. ونفى عبد المقصود ما تردد فى وسائل الإعلام عن خطة نظمتها الجماعة لمواجهة تظاهرات يوم 24أغسطس، موضحًا أن الجماعة لديها وعى تام بحقوق المواطنين، واستعدت لذلك من خلال الالتزام بالطرق القانونية للتعامل مع الداعين إلى حرق مقارها. من جانب آخر تقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام ضد الشيخ هاشم إسلام صاحب فتوى إهدار دم المتظاهرين. وذكر البلاغ أن المواقع الإلكترونية والصحف نشرت فتوى للشيخ تبيح وجوب قتال المشاركين فى مظاهرات 24أغسطس، واعتبرهم "خارجين على ثورة يناير"، واتهمهم بجريمة "الخيانة العظمى لله والوطن ورسوله والمؤمنين".