"اقلقوا لأن ده طبيعي.. بس متستعجلوش النتائج وثقوا في بلدكم وقدراتكم"، جرعة مخدرة أخرى يضخها السفاح عبدالفتاح السيسي في عروق المصريين، ريثما تنتهي إثيوبيا من الملء الثاني لسد النهضة، ويخشى السفاح إفلات الأمر من بين يديه وقيامة المصريين من رقدة الخوف والرعب من فوهات بنادق العسكر، واستبق كل ذلك بخداعهم مرتديا مسوح بهاليل مقابر الأولياء، قائلا " قلق مقدر ومشروع.. عليكم الثقة في ربنا"! الأنظمة الاستبدادية العسكرية أمثال عصابة السفاح السيسي لا تأتي بخير مطلقا، فهي أنظمة فاشية تفقر الشعوب وتضعف الأمم وتنشر الأمراض. فلم نسمع عبر التاريخ عن انقلاب عسكري نشر الرخاء والتقدم في بلاده، ولم نسمع عن نظام انقلابي عمت الديمقراطية أو الحريات في عهده، بل كما قال ابن خلدون: "الاستبداد مؤذن بخراب العمران". هكذا لا نستغرب أن عصابة الانقلاب بقيادة السفاح السيسي في مصر فاشلة، أضاعت حقوقنا التاريخية في مياه النيل الذي عمره 30 مليون سنة. الحقيقة المُرة بعد تصعيد صوري حنجوري من عصابة الانقلاب بمصر، وحديث عن "خط أحمر" سيساوي في مواجهة الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي، ورصد حكومة الانقلاب تصعيداً في الشارع، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، عادت عصابة الانقلاب بمصر لأسلوب التهدئة؛ ما أثار تساؤلات حول أسباب ذلك. وبعد أسبوع واحد من تهديد السفاح السيسي بأن "المساس بمياه النيل لمصر خط أحمر"، و"اللي عايز يجرب يجرب"، على حد قوله، عاد لخطاب التهدئة ونفي نية مصر الحرب، وتذكير المصريين بأنها جلبت الخراب على البلاد حين هُزم الجيش المصري في حرب اليمن 1962 وفي سيناء 1967م. ثم عادت عصابة الانقلاب لتتحدث عن أن "التعاون مع إثيوبيا أفضل"، و"حجم تكلفة الحروب"، وقال وزير الري في حكومة الانقلاب، إن "الحرب قرار صعب لا ينبغي لأحد أن يلجأ إليه إلا إذا أصبح هو الخيار الأخير"، مضيفاً أن هناك خطوات عديدة يجب أن تسبق مثل هذا القرار كالمفاوضات واللجوء إلى المجتمع الدولي.وتحدث عن استعدادات عصابة الانقلاب بمصر للملء الثاني لسد النهضة؛ ما يشير ضمنا لاحتمالات عدم الرد بعنف على أثيوبيا إذا بدأت الملء الثاني للسد في يوليه المقبل. انتصرت إثيوبيا؛ ورقصت فرحا باستكمال بناء سد النهضة والانتهاء من ملء خزانه في المرحلة الأولى بقرارات إثيوبية منفردة، وبكل استفزاز قال وزير خارجيتها: "النيل لنا".. في المقابل التزم أشاوس عصابة الانقلاب الذين يقهرون الشعب ليل نهار الصمت، وبكل خزي وعار يستمرون في المفاوضات. وصدق القائل: (أسدٌ عليّ وفي الحروبِ نعامةٌ رَبْدَاءُ تَجفلُ مِنْ صفيرِ الصّافرِ). لا مقاومة ولا اعتراض خسرت مصر حقوقها التاريخية في مياه النيل على يد السفاح السيسي بتوقيع اتفاقية المبادئ 2015، دون تأكيد حقوقها القانونية والتاريخية، في مقابل موافقتها على بناء سد النهضة، ولم يترك السفاح السيسي للمصريين مجالا للمقاومة أو الاعتراض، حتى في حال التنازع أو مخالفة إثيوبيا في بناء أو ملء السد بقرار منفرد. وقد نصت المادة العاشرة من اتفاقية المبادئ على: "تقوم الدول الثلاث بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق، من خلال المشاورات أو التفاوض وفقا لمبدأ حسن النوايا، إذا لم تنجح الأطراف في حل الخلاف من خلال المشاورات أو المفاوضات، فيمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق، الوساطة أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول/ رئيس الحكومة". ولا تنص المادة على اللجوء لمجلس الأمن أو المحكمة الدولية، بل أعطى السفاح السيسي صك الموافقة لإثيوبيا بحسن نية أو سوء نية، لكن المسؤولية تقع على عاتق رئيس عصابة الانقلاب الذي يجب محاكمته فورا لضياع النيل. حالة الضعف والوهن والفشل التي تعيشها مصر منذ انقلاب السفاح السيسي، مكّن إثيوبيا من التلاعب والمراوغة في استكمال بناء السد وملئه بقرارات منفردة؛ فطاقة الجيش المصري مستهلكة منذ الانقلاب في مطاردة شبح الإرهاب الذي يتمدد كل يوم في سيناء، ومستهلك في ملاحقة المعارضين لانقلاب السفاح السيسي، وقبلها المتظاهرين في الشوارع والميادين. وجاءت الفرصة سانحة في ظل قمع السفاح السيسي واستبداده في توسعة التغلغل الإسرائيلي بدول حوض النيل، الذي يهدف من سنوات لتهديد أمن مصر القومي في الجنوب، مع زيادة معدلات نفوذ الصهاينة في الدول منابع النيل، خطة قديمة نفذتها إسرائيل الآن في أثناء حكم السفاح السيسي، الذي جعل أمن المواطن الإسرائيلي وسلامته في مقدمة اهتماماته السياسية! يقول الباحث السياسي علي جاد :"ربما ستكون الإجابة صادمة للكثير ولكنها الحقيقة التي دائماً ما أقولها وأعتاد عليها.سأتحدث عن الصورة التي صنعها "السيسي" لنفسه ولمصر مما جعل الجميع بلا إستثناء في حاله من السخرية بسبب ما صنعه". مضيفاً :" لأكون مُنصفاً وحيادياً فأنا أعتبر "السيسي" ليس بالأبله كما يعتقد البعض بل هو من أذكي الشخصيات التي مرت علي تاريخ مصر أو العالم، سأتحدث معكم بصراحة تامة".وتابع الباحث السياسي علي جاد: "لا يوجد أبله يرأس أحقر جهاز مخابرات في العالم أقصد المخابرات الحربية المصرية. لكنها صورة صنعها "السيسي" لتشويه صورة مصر حتي يعامله الجميع علي أنه أبله وفاشل وليس مُفسداً أو ذكياً يتعمد الفشل والتدمير". وراح يتساءل: «كيف لشخص مُثير للسخرية بأن يقود إنقلاباً من أنجح الانقلابات العسكرية علي مر التاريخ ويورط فيها الشعب والشرطة والجيش والقضاء، بل ويقول لهم أنتم من أتي بي وإذا أردتم مني البقاء لمده أطول ستكون بشروطي؟". وتساءل أيضا : "كيف لشخص مُثير للسخرية أن يُقنع العالم أنه ليس لديه سُلطه أو إرادة في حكم مصر، ثم يفوز بنسبه 97٪ بعد ماظن الناس أن هذه النسب لا نراها إلا في مسحوق الغسيل؟!". متابعاً:"كيف لشخص مُثير للسخرية أن يأخذ قرابه 33 مليار دولار من دول الخليج ومليارات أخري من بنوك أجنبية؟!. كيف لشخص مُثير للسخرية أن يُغير خريطة مصر أقصد جزيرتي تيران وصنافير وسد النهضة ثم يسجن ويعتقل كل من قال لا"؟!. واستطرد بالقول :"كيف لشخص مُثير للسخرية أن يحفر قناة السويس الترعة في سنة واحدة من أصل ثلاث سنوات استأجرت فيها مصر كل حفارات العالم وأنفقت فيها مليارات الدولارات من جيوب المصريين دون أدني عائد مادي والدولة الوحيدة المُستفادة منها هي دولة "الكيان الصهيوني" في حالة إذا أرادت أن تغزوا مصر"؟!. وقال جاد :"كيف لشخص مُثير للسخرية أن يحول جيش مصر من خير أجناد الأرض في مواجهة المحتل والعدو والحدود وحماية البلاد إلي جيش يهدم المنازل والمساجد ويقتل أبناء شعبه في الشوارع، ثم يتفرغ لبيع الكعك في الشارع وأسواق الخضار واحتكار السوق بالكامل بداية من لبن الأطفال؟!". وانتهى ساخرا: "كيف لشخص مُثير للسخرية أن يساعد علي جعل مصر تدخل في عجز وفقر مائي بعد التفريط في حصة مصر من ماء النيل لصالح حلفاء "الكيان الصهيوني" في دول المنبع، ثم يركب الدراجة ويتجول بها في مصر ويظهرها الإعلام علي أنها مثال وعلامة علي الأمن والأمان. في النهاية "السيسي" ليس مُثير للسخرية بل يدفعكم دفعاً لتسخروا منه حتي يتقلص حجم الدمار الذي يُخلفه في أعينكم".