"مصرف السيل" أو "ترعة كيما" كما يطلق عليها الأهالي بأسوان، كارثة بيئية حيث تصب يوميا مياه الصرف الصحى إلى نهر النيل، منبع الحياة للمصريين بالإضافة إلى الروائح الكريهة التى لا تتوقف، على مرأى ومسمع لكل المسئولين الإنقلابيين بالمحافظة، ووزارة الرى والبيئة، الذين عجزوا عن وضع حلول جذرية لهذه الكارثة البيئية والصحية مصرف السيل أو "ترعة كيما"، يمتد حوالى 10 ك م ويمر بشمال شرق مدينة أسوان، بداية من منطقة كيما ونهاية بمصبه "السعيد" فى النيل العظيم، لتنشر تلوثها بجميع قري الجمهورية، كما تؤثر أيضا على السياحة . ويشاهد المصريون والسائحون "ترعة كيما" تصب كل أنواع وأصناف القمامة بخلاف المواد الأخرى من مخلفات الصرف الصحي إضافة إلى ما تلقيه جهات حكومية مباشرة بالنيل، ويمرون سريعاً من أمامها إشمئزازاً من رائحتها التى لا تطاق . ورغم أن المصرف يبث تلوثه بجميع انحاء الجمهورية،الا إن المحافظة حرصت على التخلص من التلوث البصرى للمصرف فى المدخل الشمالى للمدينة حرصاً منها على المراسى السياحية للفنادق العائمة فى الوقت الذى أبقت فيه على التلوث الكيمائى والعضوى أمام منازل المواطنين، فضلاً عن مصب الترعة بالنيل يقول صلاح مصطفي - محاسب - أننا في طريقنا إلى أعمالنا نشاهد صباح كل يوم ذلك المنظر المحزن، ونشم تلك الروائح الكريهة، ولا ننسي أننا نشرب ونأكل من هذا التلوث الذي إختلط بمياة الشرب وبنهر النيل . وتقول ليلي خيري - محامية - أن الأمر يزداد سوءا، وعلي مدار 15 عاما، أصبحنا عاجزين عن الدفاع عن صحتنا وصحة أبناءنا و أهلينا، وعن حماية بيئتنا، وأضافت لقد ضقنا بمسؤولين أصبحوا أكثر إجراما و جبنا عن مواجهة إحتياجاتنا وأولوياتنا . ودعت حميدة عثمان - مهندسة - أهالي أسوان إلي المشاركة فى حملة "وقف صرف مياه مصرف السيل إلى نهر النيل"، مشيرة إلي أن الأهالي بأسوان تعلموا أن من يحمى و يرعى حقوقهم هم أنفسهم، وليس المسؤولين الغائبين والجالسين علي الكراسي. ولفت محسن حابر - مرشد سياحي – الى أن هذا التلوث والضرر لا يلحق بأهالى أسوان فقط، بل يضر بالشعب المصرى كله الذى يشرب من مياه النيل، ويتسبب فى إصابتتهم بفيروس C . وأضافت أمينة حسنين - طبيبة - أن أهالي أسوان، فقدوا صبرهم من تصريحات المسئولين الذين يؤكدون دائما أن مشروع رى "الغابات الشجرية" هو الحل الأمثل للتخلص من مياه الصرف بدل من صبها فى نهر النيل، إلا أن حقيقة هذا المشروع وهمية ولم تنفذ على الإطلاق وتستمر يوميا مياه الصرف بالإضافة إلى مخلفات القمامة التى تسحب بعضها البعض إلى مياه النيل . جدير بالذكر أن "مصرف السيل "، تم إنشاؤه بغرض حماية مدينة أسوان من خطر السيول، ولكن المصرف أسىء إستخدامه فى صرف مخلفات الصرف الصحى والمخلفات الصناعية الناتجة عن المصانع والمستشفيات فضلا عن أكوام هائلة من القمامة والقاذورات وجثث الحيوانات، الأمر الذى أصبح معه المصرف مصدرا للتلوث والحشرات والفئران وغيرها ويصب المصرف مياهه وما تحمله معها من سموم وملوثات فى نهر النيل، وسط غياب تام ونوم عميق للمسؤولين . رابط الفيديو :