لم يستشعر كامل الوزير أي حرج وهو يفشل في إيجاد مبرر لحوادث القطارات التي انتشرت في عهده، والدماء التي تسيل يوميا على القضبان، وقال وهو يعلق فساده وفساد العصابة التي يعمل تحت ظلها على شماعة الإخوان "نعم لدينا عاملين من الإخوان وموجودين، وكل ما نيجى نوديهم وزارة أخرى ترفض لأن عندها زيهم، والحل أن يكون هناك تشريع واضح ونافذ وقوى ينفذ أن يتم استبعاد هؤلاء، أو أقعده في بيته وإديله مرتيه، لأنه لو لم يخرب فهو لا يمنع التخريب"! وربما أراد كامل استخدام ذات الشماعة التي يعلق عليها السفاح السيسي كافة كوارثه ونتائج الدمار الذي يدير به مفاصل الدولة، حتى انه علق كارثة سد النهضة في رقبة ثورة 25 يناير والثوار، ثم عاد إعلامه الموجه من مخابراته ليعلقها في رقبة جماعة الإخوان الممسلمين، وذلك عندما المطبل أحمد موسى، زاعما أن جماعة الإخوان هي سبب هذه الكارثة. كامل بتاع السيسي! بينما يطالب مصريون بإقالة وزير النقل في حكومة الانقلاب إثر تزايد حوادث القطارات، فاجأ الوزير الجميع بإلقاء اللوم على جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما سخر منه مغردون واعتبروه محاولة ساذجة ومفضوحة للتهرب من المسؤولية. وأمام برلمان الدم، طالب كامل الوزير، الذي كان ضابطا كبيرا بالجيش قبل أن يعينه السفاح السيسي وزيرا للنقل، باستبعاد "إخوان السكة الحديد"، إلى أماكن ووزارات غير حساسة؛ لحين صدور تعديل قانون على الخدمة المدنية يسمح باستبعادهم. وطالب الوزير بتعديل قانون الخدمة المدنية للسماح بفصل من يتهمهم بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين في قطاع السكك الحديدية، تقول الناشطة شرين محمود :" تخيلوا ان دا أكفأ ضابط في الجيش؟! و مترقي فريق و المسئول الأول عن السكك الحديد في مصر صاحب اكبر حوادث قطارات في الشرق الأوسط واسفااااااااه ". وأثارت تصريحات كامل "بتاع السيسي" غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسخريتهم مما وصفوه محاولة التهرب من المسؤولية، واستمرار استخدام شماعة جماعة الإخوان لتعليق فشل عصابة الانقلاب. وتحدث مغردون عن بيانات النيابة العامة ، التي كشفت عن أسباب فنية تقف وراء حوادث القطارات الأخيرة، التي شهدتها مصر، وأسفرت عن ضحايا بالعشرات بين قتيل وجريح. يذكر أن كامل الوزير كان ضابطا برتبة فريق وتولى رئاسة الهيئة الهندسية بالجيش المصري، واختاره السفاح السيسي وزيرا للنقل خلقا للوزير هشام عرفات، الذي استقال إثر انفجار قطار في محطة رمسيس للقطارات وسط القاهرة عام 2019، وأسفر عن مقتل 20 مصريا وإصابة نحو 35 آخرين. الكذب وتشويه الحقائق لم يفتأ اعلام السفاح السيسي المخابراتي وأذرعه في مفاصل الدولة، الذين تشحذ هممهم وتحفزهم أموال شيطان الإمارات محمد بن زايد، في تشويه جماعة الإخوان المسلمين. وتستمر جماعة الإخوان في احتلال صدارة الحكاية الباطلة التي تُروى حول أسباب الوضع الحالي من كوارث أدناها انهيار اقتصادي فاقم من الظروف المالية للغالبية العظمى من المصريين، وأشدها كارثية سد النهضة الإثيوبي. وعلى الرغم من أن اسباب الكوارث الحقيقية من سد النهضة إلى انقلاب القطارات تكمن في عاصفة من الفساد العسكري وسوء التصرف بالمال العام، وسوء الإدارة في الوزارات المهمة، إلا أن السفاح السيسي وعصابته في الحكومة والبرلمان ووسائل الإعلام مستمرون في توجيه أصابع الاتهام لثورة 25 يناير 2011 ولجماعة الإخوان المسلمين. ولا أدل على ذلك من تصريحات السفاح السيسي التي أدلى بها في ندوة ثقافية ذات علاقة بالجيش، حيث يتبين من هذه التصريحات كيف يتلاعب الجنرال القاتل بمشاعر الجمهور للفت الانتباه بعيدا عن الإخفاقات المتكررة التي يمنى بها؛ فبالإشارة إلى الطريق المسدود الذي وصلته المحادثات مع إثيوبيا بهدف التوصل إلى اتفاق شامل حول سد النهضة الإثيوبي، قال السفاح السيسي إن مصر "كشفت ظهرها وعرت كتفها في 2011". أخونة الكارثة! في خضم العاصفة التي أثارتها فضائح الفساد التي كشف عنها المقاول العسكري السابق محمد علي، نظم السفاح السيسي على عجل مؤتمرا وطنيا للشباب، وبينما كانت قواته تعتقل بشكل تعسفي المئات من الشباب، زعم السفاح السيسي أن مصر ما لبثت تدفع منذ عام 2011 ثمن غلطة واحدة، وهو "الثمن الذي ندفعه وسنستمر في دفعه"، مضيفا أن "السدود ما كانت لتشيد فوق نهر النيل لولا ما حدث في عام 2011." وبينما استمر تفاقم الأزمة، نشرت صحيفة الأهرام مقابلة مع مجدي عامر، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون بلدان حوض النيل، خلص فيها إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تتحمل المسؤولية عن انهيار المحادثات مع إثيوبيا! ملقيا باللوم تحديدا على كاهل الرئيس الشهيد محمد مرسي بزعم سوء إدارته ملف القضية، محملاً بذلك الأزمة لبطل استشهد وبالكاد أكمل عاما واحدا في منصب الرئاسة، في حين أن الإدارة العسكرية الحالية، والتي تسببت عمليا في قتله، فشلت المرة تلو الأخرى على مدى الأعوام الماضية. إلا أن أخونة أزمة سد النهضة بدأت قبل ذلك بأسابيع، حيث تصدر لنشر نفس هذه الافتراءات دونما خجل أو وجل اثنان من صبيان الدعاية السيساوية، أولهما أحمد موسى الذي زعم أن انتفاضة عام 2011 هي السبب الحقيقي، وزاد على ذلك اتهام الرئيس الشهيد مرسي بأنه كان جاسوسا زاعما بأن ذلك ثبت من خلال زيارته إلى إثيوبيا في عام 2012. وأما الصبي الآخر فهو عمرو أديب الذي يطل من خلال شاشة إم بي سي، والذي بدلا من أن ينشغل بتحليل تفاصيل النزاع الدبلوماسي بين البلدين، خصص جل برنامجه المسائي للتساؤل حول الأسباب التي دفعت الرئيس الشهيد مرسي لمناقشة مشروع سد النهضة في اجتماع تنفيذي عالي المستوى، الأمر الذي يرى العبقري أديب أنه إثبات لأن الأزمة بدأت في عهده هو!!