اهتمت الصحف ووكالات الأنباء والمواقع العالمية بجنوح السفينة البنمية العملاقة في قناة السويس وتعطيلها الملاحة بالقناة لأجل غير مسمى، بعكس وسائل الإعلام التابعة للانقلاب في مصر التي لم تتطرق إلى الأزمة إلا بعد مرور ساعات طويلة من النشر عالميا. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا حول جنوح السفينة وتسببه في تعطل حركة الملاحة في القناة. وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "الحرية والعدالة"، إنه في الوقت الذي كانت فيه الزوارق التي تجهد من وزن السفينة العملاقة والحفارات تعمل على إزالة الرمال والطين، حذرت شركة إنقاذ تعمل على العملية يوم الخميس من أن الإفراج عن سفينة الحاويات التي تمنع حركة المرور في قناة السويس قد يستغرق أياما أو حتى أسابيع. وأضاف التقرير أن السبل تقطعت بعشرات السفن المحملة بالنفط والبضائع المتجهة إلى الموانئ في جميع أنحاء العالم في القناة، ومع مرور كل ساعة، تزداد التكلفة الاقتصادية للتعطل. وقد تم وضع السفينة العالقة ، إيفر جرين، في القناة منذ أن جنحت وسط الرياح العاتية لعاصفة رملية يوم الثلاثاء، ومقدمتها في الضفة الشرقية للقناة ومؤخرتها في الضفة الغربية. وقالت هيئة قناة السويس في بيان أصدرته الخميس إن ثمانية زوارق قطر كبيرة كانت تحاول دفع السفينة وسحبها من مرساها غير المقصود، ولكن طولها حوالي 1300 قدم، أي ما يعادل تقريبا ارتفاع مبنى إمباير ستيت، ويزن حوالي 200 ألف طن متري، مما يثبت أن إزاحة أيفر جرين أصبحت صعبة. وقال المدير الفنى للسفينة بيرنهارد شولت، فى بيان، إن محاولة استخراج السفينة فى حوالى الساعة 8 صباحا يوم الخميس لم تنجح؛ ما أجبر عمال الإنقاذ على المحاولة مرة أخرى فى وقت لاحق، وقالت الشركة إن حفارة شفط متخصصة وصلت للمساعدة في إخراج السفينة. واعترفت الشركة اليابانية المالكة للسفينة شوى كيسين كايشا فى بيان بأن الوضع "صعب للغاية" واعتذرت عن التعطيل الناجم عن الحادث، وأضافت: "سنواصل بذل قصارى جهدنا" لتحريك السفينة. وقال بيتر بردوفسكى الرئيس التنفيذى لشركة رويال بوسكال وستمنستر التى عينها مالك شركة إيفر جيند للمساعدة فى نقل السفينة لبرنامج الشئون الجارية الهولندى نيوسور إن عملية تحرير السفينة قد تستغرق " أياما بل أسابيع " . وقال السيد بردوفسكي، الذي شاركت شركته في توسيع قناة السويس، إن إيفرجرين كانت عالقة على جانب سطحي من الممر المائي على شكل حرف V، وقال إن السفينة محملة بالكامل ب20 ألف حاوية " وهى عبارة عن حوت كثيف للغاية على الشاطىء". وكانت سلطات الانقلاب في مصر في البداية تعويم السفينة باستخدام زوارق القطر، وهو نموذج يعمل على تحرير المحيط الهندي CSCL، وهي سفينة حاويات بنفس الحجم علقت في نهر إلبي في عام 2016، بالقرب من ميناء هامبورج الألمانية. وقد أخذ إنقاذ تلك السفينة 12 قاطرة وثلاث محاولات، وكان لا بد من تجريف جزء من الرمال حيث جنحت السفينة. وقال السيد بردوفسكي إن السفينة كانت ثقيلة جدا على قاطرات القطر وحدها، وإن المنقذين قد يحتاجوا إلى استخراج الوقود وضخ المياه من الخزانات وإزالة بعض الحاويات لجعل السفينة أخف وزنا وبالتالي أسهل في التحرك، وقد يتطلب التجريف معدات إضافية. وقال بردوفسكي إن كل شيء يعتمد على مدى عمق سفينة الحاويات الضخمة عالقة، مضيفا: "كلما كانت السفينة عالقة أكثر، كلما كان من الصعب فقدان الوزن، كلما كان الأمر يستغرق وقتا أكثر لتحريرها". وقال مدير السفينة فى بيان له إن تحقيقا أوليا وجد أن السفينة قد أبحرت بسبب الرياح القوية وليس بسبب عطل ميكانيكي أو مشغل، وقالت الشركة إن جميع أفراد الطاقم ال25 الذين قال مالك السفينة إنهم جميعا مواطنون هنود فى أمان وانه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو تلوث أو أضرار فى البضائع . وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن صناعة الشحن والإمداد العالمية، التي تعرضت بالفعل للارتفاع المفاجئ في الطلبيات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا والاضطرابات الأخيرة في المصانع في اليابان وتكساس، انتظرت لترى ما إذا كان الانقطاع الناجم عن ازدحام المرور سيُبلغ يومين من الإزعاج البسيط، أو ما هو أسوأ. وتتعامل القناة، التي تستمد منها مصر الكثير من إيراداتها وأهميتها الجيوسياسية، مع حوالي 10% من جميع التجارة العالمية، ومن خلال ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، توفر القناة اختصارا بقيمة 10 أيام من وقت الإبحار للسفن التي تحمل النفط والبضائع من آسيا إلى أوروبا وخارجها. أكثر من 50 سفينة تمر عبره في يوم متوسط. وافتتحت سلطات الانقلاب ممرا جديدا في أحد أقسام القناة في عام 2015، بتكلفة 8 مليارات دولار وزعم عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب حينها أن ذلك يعد إنجازا تاريخيا، ولكن لسوء الحظ جنحت السفينة في قسم آخر من القناة، لا يحتوي إلا على ممر واحد فقط. وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع إنه في اليوم السابق كان من المتوقع أن تتمكن 13 سفينة من التحرك عبر القناة بعد أن تم سحب السفينة "إيفر جرين" من الطريق، إلا أن عملية الإنقاذ تستغرق وقتا أطول مما كان مأمولا مما أجبر السفن على إسقاط المرساة فى منطقة انتظار وفقا للبيان.