في محاولة منها لتخفيف الحصار والهجمات على مأرب، أشعلت قوات الجيش اليمني الوطني جبهة قتال جديدة ضد جماعة الحوثي غربي مدينة تعز. وقالت مصادر عسكرية إن القوات الحكومية نفذت مؤخرا عملية عسكرية في عدد من الجبهات الشرقية بمديرية صالة شرقي تعز الخاضعة لحصار عسكري من جانب الحوثيين منذ سنوات. وذكر سكان محليون سماع دوي انفجارات عنيفة شهدتها تلك المناطق بعد أشهر من تجميد المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين الذين نقلا مسرح المعركة الرئيسية إلى محافظة مأرب. يأتي ذلك بعدما أعلن الجيش اليمني عن كسر هجوم شنه الحوثيون على جبهة الكسارة غربي محافظة مأرب وتكبيدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. إلى ذلك أعلنت السعودية تدمير طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون تجاه المنطقة الجنوبية بالمملكة العربية السعودية بعد يوم من تدمير طائرة مماثلة، معتبرة أن محاولات الحوثيين الاعتداء على المدينة بطريقة متعمدة تمثل جرائم حرب، في حين أكدت جماعة الحوثي أنها استهدفت مرابض الطائرات الحربية في مطار أبها الدولي. وقال أسعد الشرعي، الناشط الإعلامي اليمني، إن نهاية المسرحية الهزلية المسماة "عاصفة الحزم" والتي أطلقها ما يسمى بتحالف دعم الشرعية وامتدت لسبع سنوات اقتربت، مضيفا أن الهدف الحقيقي لهذا التحالف كان هدم الشرعية وليس دعمها كما زعمت الدول المشاركة في التحالف. وأضاف الشرعي في حواره مع برنامج "قصة اليوم" على قناة "مكملين" أن الأهداف جاءت عكسية تماما وليس كما روجت دول التحالف أنها جاءت لإعادة الرئيس الشرعي، مضيفا أن الرئيس تحول لمسؤول الجالية اليمنية في السعودية، وما عاد رئيسا للجمهورية، وأصبحت الشرعية بعد 7 سنوات تلفظ أنفاسها الأخيرة وتقاوم في آخر معاقلها وهي مأرب. وأوضح أن ما حدث في اليمن عار سيظل يلاحق التحالف والمملكة العربية السعودية تحديدا، مضيفا أنه بعد 7 سنوات اكتشف اليمنيون أنهم أكلوا يوم أكل الثور الأبيض، وأن ما حدث كان مجرد مسرحية، وأن الأهداف المعلنة جاءت عكسية وتحققت كل الأهداف غير المعلنة، وذهبت السعودية إلى المهرة، وذهبت الإمارات إلى سوقطرى لوجود أهداف خفية هناك. وأشار الشرعي إلى أن الجميع الآن أيقن حقيقة المؤامرة، وأن الإمارات ما جاءت لدعم الشرعية على الإطلاق، مضيفا أن الهدف من التصعيد في مأرب هو المملكة العربية السعودية لأنها البوابة الرئيسية نحو المملكة، وإذا سقطت مأرب سيصبح الخراب على الباب بالنسبة للسعوديين، مضيفا أن الجيش الوطني اليمني في مأرب هو البقية الباقية رغم أنه تعرض للقصف الإماراتي وخذلته السعودية وتجاهلته الشرعية، مضيفا أن المعادلة تغيرت وكبد الجيش الوطني الحوثيين خسائر كبيرة. وكشف أن السبب الحقيقي وراء التصعيد الأخير في مأرب هو رغبة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة بايدن في إغلاق ملف الحرب في اليمن وتوجيه أوامر للسعودية بذلك، فأراد الحوثيون تحقيق مكاسب على الأرض قبل توقف الحرب تعينهم في ملف التفاوض مستقبلا، مضيفا أن الحوثيين دخلوا كل المدن اليمنية إلا مأرب لم يدنسوها حتى الآن وظلت عصية عليهم، مؤكدا أن المعركة في مأرب عقدية. ولفت إلى أن الشرعية أداة بيد السعودية، كما أن المجلس الانتقالي في الجنوب ومعه طارق عطاش أدوات إماراتية والحوثي أداة إماراتية إيرانية، وكل هؤلاء مجرد دمى، ومن يحرك الحوثيين هو السفير الإيراني حسن الرو داخل صنعاء، موضحا أن القضية سعودية إيرانية إقليمية واليمنيون كلهم مجرد أدوات، مؤكدا أن وجود التحالف السعودي الإماراتي كان السبب في تغول الحوثيين بسبب الدعم الذي تقدمه الإمارات وإيران له من تحت الطاولة لضرب الإخوان المسلمين الموجودين داخل الشرعية ويمثلون العمود الفقري لها، فالتحالف يطلق على مأرب عاصمة الإخوان. https://www.youtube.com/watch?v=Y-sqAmysu_w بدوره قال الدكتور محمد قيزان، وكيل وزارة الإعلام اليمني، إن السر وراء التصعيد الأخير في مأرب لأنها تمثل معقلا أساسيا من معاقل الشرعية وتتواجد بها قيادات الدولة وبها ما يقارب 3 ملايين نازح شردوا من المناطق والمحافظات التي تحتلها مليشيات الحوثي. وأضاف قيزان في مداخلة هاتفية لبرنامج "قصة اليوم" على قناة "مكملين" أن المحافظة أيضا ترزح على مخزون نفطي كبير وبها طاقة كهربائية وإذا سقطت مأرب لا قدر الله فستكون آخر مسمار في نعش الشرعية وستزحف مليشيات الحوثي على شبوة وحضرموت وستسيطر على اليمن كاملا وتهدد الملاحة والتجارة الدولية. وأوضح أن جماعة الحوثي تسعى منذ سنوات لإسقاط مأرب لأهميتها الاستراتيجية، ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل، مضيفا أن جماعة الحوثي اعتبرت قرار الإدارة الأمريكية برفعها من قوائم الإرهاب ضوء أخضر لشن هجوم كبير على مأرب بهدف إسقاطها، لكن الجيش اليمني استطاع التصدي لهذا الهجوم وكبد الحوثيين خسائر هائلة. وأشار إلى أن الحوثي كان يدغدغ مشاعر الجنوبيين قبل دخوله صنعاء بأنه إذا استولى على السلطة سيمنحهم حق تقرير المصير، لكن بعد أن استتب له الأمر تحرك نحو عدن واحتلها كما احتل المحافظات الجنوبية، وهو يكرر الآن نفس السيناريو ويدغدغ مشاعر الجنوبيين، مضيفا أن عيدروس الزبيدي لا يمثل إلا فئة قليلة والإخوة في المحافظات الجنوبية من مأربوعدن وحضر موت وشبوة في مقدمة الصفوف في معركة مأرب للدفاع عنها. ولفت إلى أن الحوثي أعلن قبل أشهر أنه سيطبع مع إسرائيل إذا سمحت له أمريكا بانفصال الجنوب، وبعد فشله في إدارة المحافظات الجنوبية يريد تحقيق أي انتصار ولو إعلامي، مؤكدا أن الحوثيين لن يسيطروا على مأرب. https://www.youtube.com/watch?v=JFU9Hv_kLHI